
أكد علي خليفة الشامسي، مدير دائرة الاستراتيجية والتنسيق لدى شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، رئيس معرض ومؤتمر «أديبيك 2015» أن الدورة الحالية ستكون قياسية في حجم المشاركين والدول والزوار وذلك على الرغم من تراجع النفط وتقليص حجم المشاريع النفطية والغازية في العالم.
وقال الشامسي في حوار مع «البيان الاقتصادي» إن الدورة الحالية ستكون الأكبر والأضخم في تاريخ «أديبيك» على مدار واحد وثلاثين عاماً مؤكداً مشاركة 2005 عارضين و120 دولة و545 شركة عالمية و7000 وفد وتوقع أكثر من 85 ألف زائر.
وشدد على أن «أديبيك» يعكس المكانة الدولية المرموقة لإمارة أبوظبي التي تتحول سريعاً لتصبح واحدا من أكبر وأهم المراكز الدولية المؤثرة في صناعة النفط على المستوى العالمي في القرن الحادي والعشرين.
وشدد على أهمية المعرض مؤكداً أنه يمثل حالياً نقطة التقاء بين الشرق والغرب حيث يجمع كبار المختصين في صناعة النفط والغاز ويمثل اليوم ثالث أكبر معارض النفط في العالم والأكبر في الشرق الأوسط ويتميز هذا العام بأنه المعرض الأول في العالم الذي يضم منصة بحرية لعرض معدات وآليات قطاع النفط والغاز الضخمة بمشاركة 200 شركة.
وتحدث الشامسي حول الجديد في المعرض والمؤتمر للدورة الحالية، والبرامج المنفذة على هامشه وأهمها برنامج جوائز «أديبيك» وشباب «أديبيك» مؤكداً أن النجاح سيكون حليف الدورة الحالية التي تتميز لأول مرة بحفل ختامي كبير بحضور معالي وزير الطاقة ووزراء الطاقة والنفط المشاركين وكبار مسؤولي شركات النفط والغاز الدولية والإقليمية وفيما يلي نص الحوار:
من وجهة نظركم ما هي أبرز الإنجازات التي حققها معرض ومؤتمر «أديبيك» منذ انطلاقه 1984 لدولة الإمارات وأبوظبي؟
حقق المعرض والمؤتمر على مدار واحد وثلاثين عاماً تقدماً مذهلاً وإنجازاً كبيراً لدولة الإمارات وإمارة أبوظبي خصوصاً بعد أن تحول إلى فعالية ذات مكانة عالمية على مدى السنوات الماضية خصوصاً أن المعرض والمؤتمر يعقد تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» …
وبلا شك إن نجاح «أديبيك» ما كان ليتحقق من دون الدعم المتواصل من القيادة الرشيدة بدولة الإمارات وكافة الجهات المعنية ذات الصلة بالمعرض، بدءاً من المنظمين والعارضين وحتى المتحدثين والوفود.
واليوم المعرض والمؤتمر يستقطب أفضل العقول من الخبراء وأصحاب القرار، لمناقشة التحديات الماثلة والفرص المتاحة في صناعة النفط والغاز وتبادل المعرفة والأفكار والمعلومات التي يمكن أن تصيغ مستقبل قطاع الطاقة بأسره.
كما أن انعقاد المعرض في دولة الإمارات وهي واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم من شأنه تعزيز أهمية معرض «أديبيك» بصورة أكبر باعتباره نقطة التقاء بين الشرق والغرب يجمع كبار المختصين في صناعة النفط والغاز، خاصةً في ضوء حقيقة أن أبوظبي تتحول سريعاً إلى واحد من أكبر المراكز المؤثرة في صناعة النفط على المستوى العالمي في القرن الحادي والعشرين.
وأرى أن هناك فوائد كثيرة ملموسة تسعى دولة الإمارات وأبوظبي لجنيها من وراء تنظيم «أديبيك» سنة بعد أخرى، لأن صناعة النفط والغاز تشهد نقلة نوعية ولذلك فإن الابتكار والتطوير المتواصلين أمران لا بد منهما لمواكبة إيقاع التغيرات السريعة في الأسواق العالمية ووفقاً للتوقعات سيرتفع الطلب على الطاقة بنسبة 37% بحلول عام 2035…
وسيظل الوقود الأحفوري يلبي الجزء الأكبر من احتياجات العالم من الطاقة حتى ذلك التاريخ، ومن خلال دعم معرض «أديبيك» سنة بعد أخرى فإننا نتيح للخبراء في صناعة الطاقة والمبتكرين في تلك الصناعة وصناع القرار فيها منبراً مشتركاً يمكنهم الالتقاء فيه معاً وأن ينخرطوا في مناقشات بنَّاءة يمكن أن تؤدي إلى مستقبل مستدام للطاقة.
هل من المتوقع أن تتراجع المشاركات في الدورة الجديدة لمعرض ومؤتمر «أديبيك» خصوصاً مع تراجع النفط والمشاريع الجديدة؟
على العكس تماماً فكل المؤشرات والأرقام المتوفرة لدينا تؤكد أن هناك زيادات كبيرة في عدد الدول والشركات المشاركة في الدورة الثامنة عشرة، ولدينا في الدورة الجديدة أكثر من ألفي عارض من 120 دولة تشارك في المعرض منها 3 دول تشارك لأول مرة وهي اليابان وبولندا والمكسيك…
إضافة إلى أكثر من 7 آلاف وفد زائر ومن المتوقع حضور 85 ألف زائر مع حضور قياسي في الدورة الجديدة وكان لدينا هاجس سيطر على الجميع خلال الشهور الماضية بتراجع المشاركة في المعرض بسبب تراجع النفط وأعتقد أن الدورة الجديدة ستكون الأكبر في تاريخ هذا المعرض الدولي البارز الذي يعد واحداً من أكبر المعارض المختصة بقطاع النفط والغاز في العالم…
والأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعلى الرغم من حالة عدم الاستقرار والتقلبات التي تشهدها صناعة النفط والغاز والعديد من اسواق الطاقة في العالم الا ان الاهتمام بمعرض اديبيك يشهد ازدياداً مستمراً ..
ويظهر ذلك من خلال التطورات الكبيرة التي شهدتها دورة هذ العام وبلا شك سنشهد واحداً من اكبر مؤتمرات ومعارض النفط في العالم وهذا النمو الكبير والضخم والتطور الذي يشهده أديبيك يؤكد على المكانة المرموقة التي باتت تحتلها الإمارات على الصعيد العالمي.
يتطور المعرض عاماً بعد عام والدورة الحالية تتميز بمنطقة عرض بحرية جديدة تعتبر الوحيدة على مستوى المنطقة حيث تم تخصيص واجهة مائية خصوصاً بالعمليات النفطية البحرية والملاحية والمعدات الثقيلة، مما يجعله أول معرض للنفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط تخصص فيه واجهة بحرية كاملة لتكون موقعاً للمنتجات والخدمات البحرية والملاحية وسيتم اطلاق مؤتمر أديبيك الأول لقطاع النفط البحري والملاحي ..
والذي سيعقد في قاعة تم بناؤها خصيصا في منطقة الواجهة المائية مقابل مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وسيشارك 40 من الخبراء في المؤتمر ليقدموا خلاصة معرفتهم وخبراتهم القيمة في قطاع النفط والغاز البحري أمام المشاركين في المؤتمر…
وقد رأينا تخصيص منطقة المرسى على الواجهة المائية بالكامل لعرض المعدات والآليات الثقيلة البحرية والملاحية خصوصاً وأن نسبة لا تقل عن 30% من البترول في العالم تأتي من حقول بحرية …
كما أن الموارد البحرية تلعب دوراً متزايد الأهمية في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في العالم خاصةً مع تزايد الاهتمام بالاحتياطيات الواقعة في المياه العميقة، فضلا عن أن استخراج النفط والغاز من الحقول البحرية يتطلب مزيدا من الجهد، ولذلك فإن تحقيق تقدم في هذا القطاع بحاجة كذلك إلى إعداد المزيد من الأبحاث وتطوير التقنيات…
حيث أصبح الآن أمراً ذا أهمية متزايدة حتى تظل الحقول والآبار البحرية مصدراً قيماً للطاقة وأعتقد أن أديبيك الأول لقطاع النفط البحري والملاحي سيتيح الفرصة لتعزيز التقدم فيه حيث يوفر المكان فرصة قيّمة للمشاركين والزوار وتسمح للعارضين إبراز ما لديهم من المعدات والآليات الثقيلة البحرية والملاحية وذلك في بيئة طبيعية..
وهكذا فإن المنطقة التي شيدت خصيصاً بغرض التمكن من استخدام المياه فيها وإمكانية الرسو ووجود معرض على الشاطئ البحري سيتيح لأكثر من 200 عارض التعريف بمجموعة واسعة من المنتجات البحرية والخدمات المرتبطة بها وستغطي المنطقة الجديدة مساحة 8 آلاف متر مربع وهي مزودة برصيف بحري 500 متر كما نجحنا في استقطاب كبار المتخصصين…
ولقد سعينا إلى تنويع الشخصيات الرئيسية واستقطاب ابرز الخبراء العالميين للمشاركة في المعرض أبرزهم الدكتور دانييل يرغين الخبير العالمي البارز في مجال الطاقة والحاصل على العديد من الجوائز، ومن المقرر أن يلقي الكلمة الافتتاحية ويشرح فيها رؤيته لتحديات القطاع والفرص المتاحة في مجال تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، وفي الوقت نفسه فإن مؤتمر كبار الشخصيات، الذي سينظم لأعضاء نادي الشرق الأوسط للبترول، سيشهد أيضاً مشاركة أسماء كبيرة، من بينها:
المغامر العالمي السير رانولف فاينز، والمفكر البارز في مجال المشاركة المجتمعية ومستقبل الأعمال، جون دوتشنسكي.
وسُجِّل اسم السير رانولف فاينز في كتاب الأرقام القياسية (جينيس) باعتباره أعظم مغامر حي في العالم، وسيتحدث عن أهمية قيم الاحتمال والصلابة في مواجهة التحديات، وإقامة حوار بين الطبيعة وعالم الأعمال التجارية، بينما سيتناول دوتشنسكي في حديثه مفاهيم الإبداع والقيادة والتحفيز باعتبارها وسائل لإحداث التغيير وتشجيع المشاركة في بيئة العمل.
لماذا تم اختيار شعار الابتكار والاستدامة في عالم الطاقة الجديد؟
شعار الدورة الحالية له علاقة قوية بإعلان قيادة دولة الإمارات رسمياً أن 2015 هو عام الابتكار لذلك فإن التأكد من إمكانية الوصول إلى طاقة مستدامة وحديثة وذات سعر معتدل وموثوق فيها للجميع هو هدف من بين الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة لعام 2030 ..
كما أعلنتها الأمم المتحدة. وهذه الأهداف إلى جانب الظروف التي تسود الأسواق في الوقت الراهن، من شأنها أن تجعل الابتكار والاستدامة أمرين حتميين للتقدم في قطاع الطاقة، خصوصاً وأن الابتكار هو جوهر إنتاج الطاقة المستدامة..
حيث يساهم تقليص النفقات وتمكين الشركات في أن تصبح أكثر قدرة على المنافسة في هذه البيئة الاقتصادية، وعلى سبيل المثال فإن التطوير في التقنية قد سمح لنا بأن نستفيد من الاحتياطي مهما كان صغيراً ولم يكن ذلك ممكناً من قبل أو كان ممكناً بتكلفة باهظة.
ومع ذلك فإن الابتكار المتواصل يتيح لنا استكشاف مصادر جديدة بقدر أكبر من السلامة والترشيد الاقتصادي في الوقت نفسه. منصة بحرية لأول مرة لعرض معدات القطاع بمشاركة 200 عارض
برنامج شباب أديبيك يستهدف المواهب المحلية
أطلق معرض أديبيك برنامج شباب أديبيك منذ 3 سنوات بهدف التأكيد على أن المواهب المحلية ضرورة لا غنى عنها لتطوير قطاع الطاقة في الإمارات، وقد لعب برنامج شباب أديبيك دوراً هاماً في تحقيق هذا الهدف، عندما أتاح لطلبة المدارس من كل أنحاء أبوظبي حضور سلسلة من الفعاليات الشيقة المصممة لتشجيع الشباب على اختيار مسلك مهني في صناعة الغاز والنفط..
وهكذا فإن أكثر من 400 طالب من كل أنحاء الإمارات شاركوا في برنامج شباب أديبيك منذ إطلاقه في 2013 وقد برهن البرنامج على أنه موضع ترحيب ومبادرة مطلوبة بشدة أما نسخة 2015 من المعرض فسوف تستضيف نحو 320 طالباً من طلبة المدارس من 16 مدرسة حكومية وخاصة، وهو ما يزيد بنسبة 33% عن عدد طلاب العام الماضي ..
وإضافة إلى سلسلة المنافسات المتعلقة بالصناعة، فإن الطلاب ستتاح لهم فرصة مميزة للحصول على تجربة عملية أثناء رحلات لحقول النفط ومراكز التدريب ومراكز تنمية الإبداع، وكذلك الورش ومرافق الإنتاج التابعة لأكبر شركات النفط والغاز.
وقال علي خليفة الشامسي رئيس معرض ومؤتمر أديبيك 2015 أنا واثق بأن مجموعة الفعاليات والأنشطة العملية التي ستقام في منصة (شباب «أديبيك») أثناء المعرض سترتقي بالتجربة التعليمية لدى المشاركين، خصوصاً مع وجود خمس مناطق تجريبية مخصصة لضمان استمرار مشاركة الطلاب وتثقيفهم..
وأعتقد أن التحدي الذي نواجهه هو استقطاب العناصر الشابة للتعرف على التطورات التكنولوجية في صناعة النفط والغاز والفرص التي يتيحها لهم مستقبلاً..
وحرصنا على استقدام طلاب السنتين الأخيرتين من المرحلة الثانوية والجامعية إلى المعرض مع توفير كل التسهيلات اللازمة التي تتيح لهم الاطلاع على الجديد في المعرض والمؤتمر إلى جانب وضع برامج لدمجهم مع مجتمع يعمل في صناعة النفط والغاز، كما أن أديبيك يعمل على ارسال الطلبة للتدريب لدى شركائنا من الشركات العالمية.
وأضاف أن البرنامج يقوم برعاية مبادرات للمتميزين ويرسل البعثات إلى أفضل الجامعات العالمية في اميركا واليابان، ونقوم بزيارتهم في أماكن دراستهم، ولدينا ملتقى نصف سنوي في الدول التي يتواجد فيها الطلبة.
البيان