الفجيرة نيوز- (ناهد عبدالله)
يعاني بعض الأطفال من عيوب في النطق والكلام تعيق تواصلهم بشكل طبيعي مع الآخرين وتؤثر على أسلوب حياتهم، ويعود ذلك لأسباب عضوية أو نفسية. ومن هنا وضع الاختصاصيون برامج علاجية لهذه الحالات، بحيث تتم متابعة كل حالة على حدة بالتعاون مع الأسرة والمدرسة ومن خلال متابعة الطفل في المحيط الذي يعيش فيه.
الفجيرة نيوز التقت أحمد محي الدين حسين الاختصاصي بمركز (أبناؤنا لمعالجة عيوب النطق والكلام) بالفجيرة، وحاورته حول الأسباب التي تؤدي إلى اضطرابات في النطق والكلام عند الأطفال والأعراض وطرق العلاج.
يقول حسين “تبدأ مراقبة النطق والكلام عند الطفل في السنة الأولى من عمره، ففي هذه الفترة يقوم بمحاكاة الأصوات وفي عمر السبعة شهور تقريبا ينطق بعض المفردات مثل (ماما، بابا) ولا يكون النطق عنده شديد الوضوح، وبعد بلوغ السنتين يتعرف على مفردات أكثر ويحاول محاكاتها، كما يستخدم بعض الأفعال ومفردات الملكية، وتكون حصيلته اللغوية في ازدياد كلما تقدم في العمر”.
ويحذر حسين من بعض الأعراض التي تدل على وجود عيوب في النطق عند الأطفال بقوله “إذا كان الطفل يواجه صعوبة في النطق بعد عمر السنتين ولا يستوعب المفردات الموجهة إليه وقليل الانتباه، فإنه يعاني من عيوب في النطق والكلام، ولهذا يقع على عاتق الأسرة مراقبة الطفل منذ السنة الأولى من عمره كما أسلفنا، حتى ينشأ الطفل سليما قادرا على تكوين جملة من 3 كلمات على الأقل عندما يصل سن 3 سنوات، كما يعبر عن احتياجاته، وينطق اسمه ويستوعب الأوامر التي توجه إليه”.
وعن أسباب تأخر النطق والكلام عند الأطفال يقول “قد يكون السبب عضويا مثل التخلف العقلي وضعف السمع، كما قد يكون السبب نفسيا مثل تعرض الطفل للعنف المباشر أو لمشاهد عنيفة سواء في الواقع أو من الأجهزة المرئية، وربما يكون مصابا بحالة يطلق عليها (الصمت الاختياري) وهو أن الطفل يميل إلى الصمت ويجد راحته في ذلك ويتحدث مع أشخاص محددين”.
ويكمل “ويصاب البعض أيضا باضطرابات الطلاقة في الكلام، وينقسم هؤلاء إلى جزئين، الجزء الأول يتحدث بسرعة وينتج عن ذلك صعوبة في التنفس، والجزء الثاني يتحدث ببطء وتكلف. والجدير بالذكر أن الطفل قد يولد مصابا، في حين أنه توجد إصابات تولد مع الوقت”.
ويذكر حسين بعض الطرق الوقائية التي تحمي الطفل من الإصابة بعيوب النطق والكلام وهي: “متابعة الأسرة لطريقة النطق والكلام عند الطفل، والحرص على مشاركة الطفل في اللعب مع الأطفال الذين في سنه وعدم تركه يلعب لوحده، أن لا ينفرد الطفل بالأجهزة الإلكترونية وخاصة المرئية حتى لا يصادف مشاهد عنف أو لقطات غير لائقة، وتجنب استخدام العنف مع الطفل أو تعريضه لمشاهد عنف، تطوير مهارات الطفل من خلال الألعاب التعليمية على سبيل المثال، وأخيرا أن لا نفرق في المعاملة بين الطفل السليم والمصاب”.
واختتم حسين حيدثه بشرح مختصر للبرنامج الذي يتبعه المختص في العلاج، حيث يقول “يقوم المختص أولا بتقييم الحالة واختبار مهارات الطفل في النطق والكلام، ومن ثم يستطيع تحديد سبب المشكلة ما إذا كان عضويا أو نفسيا، وبناء على ذلك يحدد نقاط الضعف ويضع خطة علاجية بالتعاون مع الأسرة والمدرسة لمساعدته في مراقبة تأثير العلاج على الحالة كون الطفل يمضي فيهما وقتا أطول”.