

الفجيرة نيوز- نسمة عصام
موضة التقليد تجتاح مجتمعاتنا العربية، ففي الأونة الأخيرة انتشر بين الأطفال والمراهقين جهاز يسمى “السكوتر الذكي”، وتم التهافت على شرائه بشكل كبير رغم غلاء ثمنه، وبالرغم من أن بعض المحال قامت برفض بيعها بسبب المخاطر التي يسببها هذا الجهاز، إلا أن الإقبال عليها لا يزال يلقى رواجًا من جميع الفئات، والسكوتر الذكي يمكن وصفه بأنه لوح تزلج يتم استخدامه للتنقل، وتعتمد آلية عمل هذا الجهاز على التوازن عند الصعود عليه، فتعمل الحساسات المزودة بها على زيادة وتخفيف السرعة والالتفاف لجهات عدة على حسب حركة الجسم، فهو لا يبدو آمنًا كما يعتقد الكثيرون، حيث حصلت مجموعة من حوادث الحريق المتعلقة بالسكوتر نفسه.. و”الفجيرة نيوز” تقتحم هذا العالم وتزيح الستار عن كارثة محققة بين أرجل أبنائنا.
لماذا قد ينفجر السكوتر الذكي؟.. سؤال سرعان ما يقفز لأذهان الجميع.
السكوتر يستخدم بطاريات الليثيوم للشحن، وهي نفس المادة المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف، ولكن الجودة في تصنيع البطارية هو ما يسبب هذه الحرائق، لذلك لتجنب هذه المشاكل يجب أن تبتعد عن الأنواع التجارية الرخيصة، فبطاريات الليثيوم بشكل عام قد تكون خطيرة عند تعرضها للضرب أو ثقب نتيجة سقوط السكوتر أو سيره على طريق وعر.
ويؤكد المقدم سعيد محمدالحساني، رئيس قسم الإعلام و العلاقات العامة بالقيادة العامة لشرطة الفجيرة: “لا يوجد نص قانوني يمنع السكوتر الذكي من التجول في الطرقات العامة والمولات.. وغيرها، ولكن يتم التحذير من استخدامه لعدم وقوع خطر على راكبه، وخاصة في الطرقات العامة لعدم وقوع حوادث، وفي الفترة الحالية ومع بداية 2016 يتم وضع الخطة الخاصة بقسم العلاقات العامة للتوعية عن الظواهر والسلوكيات السلبية، وسيتم عمل حملة توعوية لتنبيه المواطنين من المخاطر التي تنجم عن استخدام السكوتر الذكي بشكل خاطئ، وما هو الاستخدام الصحيح له، ونستهدف المدارس والجامعات بالأخص”.
ويشدد معتز طوير، مهندس ميكانيكي: “هذا اللوح خطر بكل المقاييس، وليس له تصنيفا رياضيا، وإنْ كان أولياء الأمور من وجهة نظرهم أن هذه اللعبة لا تشكل أي خطر، وهناك عشرات الحوادث التي وقعت بسبب نفس الجهاز في مختلف دول العالم، ويرجح أن سبب ذلك يعود إلى ضعف جودة البطارية المستخدمة في بعض من أنواع السكوتر الذكي، لذلك ينصح بالابتعاد عن الأنواع التجارية غير المضمونة، بالإضافة إلى أنها تقف بشكل مفاجئ إذا انتهت بطاريتها، فتؤدي إلى سقوط مستخدمها، كما تشكل خطورة على الطرق العامة وقائدي السيارات، لذلك قرر حظر استخدامها نهائيًا في الطرق”.
و يوضح محمد مصطفى، بائع بأحد محال بيع السكوتر:”السكوتر الذكي به أنواع مختلفة، ولكن مع أنتشار بعض الفيديوهات على الأنترنت للسكوتر و هو ينفجر و الإقبال عليه تراجع قليلاً، ولكن البعض الآخر لا يعبأ بمثل هذه الأمور ومازال هو الهدية الأمثل في بعض المناسبات، ولكن فقط أنصح الأهالي أن ينتقوا الأنواع الجيدة و ألا يتجهوا للأنواع رخيصة الثمن حفاظاً على حياة أبنائهم”.
ويقول فيصل الهاشمي، رجل أعمال: “لم تكتف التكنولوجيا بحصار الأبناء في غرف مغلقة خلف شاشات الهواتف الذكية، وأجهزة الآيباد، بل وصلت الحال بها إلى حرمان من يخرجون منهم إلى الشوارع من الحركة العادية، وإن صح القول فهو يحرم مستخدمه من الحركة نهائيًا، والسبب هو السكوتر الذكي، فبدل ما كان الأطفال والمراهقين يبذلون مجهودًا باللعب البدني كالجري ولعب الكرة وغيرها من الألعاب البدية التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية، ظهر هذا الاختراع الذي بسببه أصبح الأطفال والمراهقون لا يبذلون أي مجهود، حتى لو داخل البيوت فباتوا يستخدمونه في كل تنقلاتهم حتى البسيطة”.
وتقول روية علي عبيد، ربة منزل: “ابني أصر علي أن أجلب له هذا السكوتر الذكي، ولكني منعته من الخروج به، لكي لا يصاب بأذى، وأعلم أنه خطير ولكنه أصبح الآن مع كل الأطفال، بالرغم من هذا فأنا مع وضع حد لاستعماله في الطرقات ومنع استخدامه بشكل كلي في الشوارع والمولات والمطارات وغيرها”.
ويوضح محمد المرشدي، موظف: “أنا ضد استخدام الأطفال لهذ السكوتر الذكي، فهو عرض بالفعل مؤخرًا في أسواق الدولة، وتهافت المراهقون على شرائه، بمباركة من الأهل رغم غلاء ثمنه، ولكن تم التعامل معه بطريقة تعرض مستخدمه للخطر، سواء في الشوارع أو الأماكن العامة، فأتذكر في إحدى المرات وأنا أخرج بسيارتي من جراج المنزل كنت سأصدم اثنين من راكبي هذا السكوتر الذكي”.
وتضيف أماني راشد، موظفة: “وجدت هذه اللعبة فريدة من نوعها وممتعة، فأحببت أن أشتريها لإخوتي الصغار، بعد فترة من إتقانهم لكيفية اللعب بها، رأيتهم يقومون بحركات مختلفة في أرجاء المنزل، حتى نالت الكدمات منهم، والانزلاق على الأرض، فكان قرار الوالد بمنعهم من اللعب بها عندما قام أخي بفتح باب الفناء الخلفي للبيت والصعود على السكوتر الذكي بوضعية غير آمنة ونزوله مباشرة للشارع، فارتطم بشدة بحاوية القمامة المقابلة للمنزل، ونتج عنه إصابة بالغة في يده وقدمه”.
ويذكر محمد عمر ، محاسب : “السكوتر الذكي سبق أن تسبب في حوادث في عدة أماكن، وذلك لعدة أسباب فذات مرة انفجرت اللعبة بعد ارتفاع درجة حرارة البطارية، ومرة أخرى سقطت فتاة وانكسرت أنفها، وأصيب طفل بانزلاق غضروفي ورضوض في الظهر، الأمر الذي جعل المختصين التأكيد على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة تجاه هذه الأجهزة”.
ويخالفهم الرأي سيف أحمد الزحمي، طالب: “فيقول أنها لعبه مميزة وأنا أستمتع بها لأنها مسلية وتساعد في التدريب على التوازن، وأنا ضد حظر استخدامها في الطرقات العامة، فهذا يجبرني على استخدمها داخل فناء المنزل فقط”.