
الفجيرة نيوز- أكد الدكتور عبداللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن تمكين جيل اليوم من مهارات وأدوات المستقبل، ضرورة حتمية، في ظل اعترافنا باختلافه عن جيل الأمس، وبطبيعة العالم الذي يعيشه أبناؤنا اليوم، وما يشهده من تحولات تكنولوجية مستمرة تشمل شتى القطاعات ومناحي الحياة، لذلك علينا أن نقدم لهم تعليما نوعيا يعتمد أساليب حديثة وتكنولوجية، وينمي لديهم الشغف بالعلوم المختلفة ويوجههم لاختيار تخصصات ووظائف المستقبل، ويعزز فرصهم للإبداع العلمي والابتكار، ما يساعدهم على النجاح والانجاز وقيادة التغيير.
جاء ذلك في ورقة العمل التي قدمها الدكتور عبداللطيف الشامسي تحت عنوان “الرؤى المستقبلية للتعليم والموارد البشرية –التحولات التكنولوجية” بحضور معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي وعدد من كبار المسؤولين ، وذلك خلال الجلسة الأولى في مؤتمر الفجيرة الدولي “استشراف التعليم ورأس المال البشري – ابداعات ذكية-” والذي أقيم ضمن فعاليات معرض الفجيرة الدولي للتوظيف والتعليم 2016 المنعقد في الفترة من (26 -28 ) ابريل الجاري في مركز المعارض بالفجيرة.
واستهل الدكتور الشامسي كلمته بالتأكيد على كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي- رعاه الله-، “ليس هناك أي سبب يدفعنا للانتظار فالمستقبل يبدأ اليوم وليس غدا..” ، معتبرا أن أقوال قادة الدولة تحمل دائما الفكر الذي يستشرف المستقبل وتقدم النهج الحقيقي للعمل والبناء، حيث تؤكد كلمات سموه على أن الاستثمار في الشباب وتأهيلهم كطاقة وطنية محركة لتحقيق الطموحات والوصول لاقتصاد المعرفة، يجب أن تكون من الآن، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تحولات مستمرة، حيث انتقلنا من القرن ال19 الذي ارتكز على اليد العاملة، مرورا بالقرن ال20 الذي ارتكز على قوة المعرفة وصولا للقرن ال21 الذي يعتمد على التطور التقني والتحولات الرقمية.
جيل الآيباد
وذكر الدكتور الشامسي، أن تلك التحولات تمثل تحديات تتطلب الجاهزية من الآن بثروة بشرية قادرة على إنتاج ثروة معرفية ،تكون الأساس لبناء مجتمع معرفي قادر على إنتاج الأفكار المبتكرة وتحويلها إلى قيمة اقتصادية تعزز التنمية الوطنية، وان الوصول إلى ذلك يتطلب المساهمة الجادة والفاعلة في بناء مستقبل التعليم، وذلك بالتخلي عن الأساليب النمطية في التعليم و تطوير مناهج ووسائل تعليم تنسجم مع “جيل الآيباد”، واستقطاب الكفاءات التدريسية التي تمتلك مهارات علمية وخبرة مهنية، والعمل على توفير بيئة تعليم تقنية حديثة تثير الشغف العلمي لدى الطالب وتمكنه من الابداع، وتعزيز الشراكات مع قطاعات العمل المختلفة.
وركز الدكتور الشامسي على طبيعة المهارات التي يجب أن تتمتع بها الكوادر العاملة في المستقبل ومنها ستة عشرة مهارة أساسية وفقا لدراسة نشرها منتدى الاقتصاد العالمي وتشمل ،الفهم العميق للمسائل والقضايا التي يتم التعبير عنها، والذكاء الاجتماعي، والتفكير الخلاق، وكفاءة الأداء في بيئات ثقافية مختلفة ، والتفكير الحاسوبي، والقدرة على فهم ونقد الإعلام الحديث ، والقدرة على فهم الأفكار والمفاهيم المختلفة، وعلى أداء وتطوير المهام والمسؤوليات لتحقيق النتائج المرجوة، وإمكانية فرز المعلومات حسب أهميتها باستخدام الأدوات والوسائل المتنوعة، والقدرة على العمل بإنتاجية وضمن فريق عمل.
وتطرق الدكتور الشامسي للتأكيد على أن كليات التقنية تعي تماما تحولات العصر وضرورة التكيف مع المتغيرات التكنولوجية المرتبطة بالتعليم والتعلم، والاستعداد لمواجهة المستقبل، ومن ذلك انطلقت في إستراتيجيتها الجديدة للخمس سنوات المقبلة والتي ستكشف عن تفاصيلها قريبا، والتي تقدم من خلالها نموذجا تعليميا يتماشى مع رؤية الدولة 2021، ويسعى لرفد الدولة بأفضل المخرجات الوطنية التي تتمتع بالقدرات العلمية والمؤهلات المهنية، منوها الى المرتكزات الرئيسية للاستراتيجية تتمثل في كفاءة الهيئة التدريسية وتمكينهم من التدريس وفق طرائق حديثة تعتمد على التكنولوجيا والابتكار، وتقديم برامج دراسية ومناهج تعليم بالجودة وتلبي متطلبات سوق العمل، وتوفير بيئة تعلم محفزة ومستدامة تعزز من أداء الطالب على كافة المستويات الأكاديمية والشخصية، للوصول الى مخرجات تكون خيارا أولا لسوق العمل.
هذا وقد شاركت كليات التقنية العليا بجناح خاص في معرض الفجيرة للتوظيف والتعليم 2016، حيث قدمت خلال المعرض لجمهور الحضور تعريفا ببرامجها والتخصصات المطروحة لديها والتي تتماشى مع متطلبات سوق العمل، كما تم عرض فرص التوظيف المتاحة في الكليات وخاصة في فرعيها في الفجيرة والمتعلقة بالجانبين الاداري والأكاديمي، هذا كما تم عرض نماذج من مشاريع الطلبة وخاصة مشاريع التخصصات الهندسية والعلوم الصحية، لتعريف المجتمع بالمهارات والقدرات التي يتمتع بها طلبة التقنية.