
أسدل الستار مساء أمس على فعاليات دورة الألعاب الآسيوية السابعة عشرة التي استضافتها مدينة إنشيون الكورية الجنوبية، على مدى أكثر من أسبوعين بمشاركة نحو 13 ألف رياضي يمثلون 45 دولة تنافسوا على 1454 ميدالية منها 439 ذهبية في 36 لعبة، حيث أقيمت احتفالية مميزة ومثيرة على ملعب «مونهاك» الرئيس في إنشيون التي ودعت البعثات المشاركة بالورود، تعبيراً عن معاني المحبة والصداقة التي تربط بين جميع الدول الآسيوية الأعضاء في هذا المحفل الآسيوي الكبير.
حضر حفل الختام، شونج هونج وون رئيس الوزراء الكوري الجنوبي، إلى جانب الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، وكيم يونج سو رئيس اللجنة المنظمة.
واستمتع الجمهور الكبير الذي ملأ مدرجات الملعب الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج بالفقرات الشيقة والعروض الجميلة والمتنوعة للحفل.
وقام ممثلو الدول المشاركة، بينهم وفد الإمارات، بالمشاركة في طابور العرض خلال الحفل حاملين أعلام دولهم في لوحة فنية رائعة، جسدت المعاني الحقيقية التي أسست من أجل هذه الدورة وهي الالتقاء والتعارف والتنافس الشريف بين أبناء القارة الصفراء.
وشاركت الإمارات في الحفل الختامي بوفد ضم عبد الملك جاني مدير الوفد الرياضي، وأحمد الطيب نائب مدير الوفد.
وعبر الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، عن ارتياحه الشديد للنجاحات الكبيرة التي حققتها هذه الدورة، مشيداً بالجهود الكبيرة التي بذلتها كوريا الجنوبية من أجل إنجاح هذه الدورة وتنظيمها بشكل مميز، معرباً عن شكره وتقديره لكل من شارك في إنجاح هذا الحدث.
بدوره، أعرب كيم يونج سو رئيس اللجنة المنظمة للدورة، عن تقديره العميق للدول والبعثات التي شاركت في الدورة، متمنياً التوفيق للجميع، مقدماً شكره لكل من شارك في إنجاح مدينة إنشيون لهذا الحدث.
وكان الرامي الشيخ جمعة بن دلموك آل مكتوم، قد حمل علم الإمارات في حفل افتتاح الدورة يوم 17 سبتمبر الماضي.
وسلم الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، علم الدورة المقبلة التي ستقام في 2018 في إندونيسيا إلى الوفد الإندونيسي المشارك في هذه الدورة.
وشاركت الإمارات هذه الدورة بوفد كبير ضم 154 شخصاً من بينهم 81 رياضياً شاركوا في 12 لعبة، هي ألعاب القوى وكرة القدم والدراجات والرماية وقفز الحواجز واليد والسباحة والتايكواندو والكاراتيه والشراع والمبارزة والبولينج.
وحصدت بعثتنا خلال المشاركة العاشرة لها في الدورة أربع ميداليات مقابل خمس ميداليات حققتها في النسخة الماضية، منها ذهبية واحدة فازت بها عداءة منتخبنا لألعاب القوى، علياء محمد سعيد، وثلاث برونزيات حققها كل من الرامي الشيخ جمعة بن دلموك آل مكتوم في رماية الدبل تراب، وشاكر علي في البولين «فئة الماسترز»، ومروان المازمي في الكاراتيه «فئة فردي كاتا».
وستعود بقية البعثة الإماراتية التي شاركت في الدورة إلى الدولة على دفعتين اليوم وغداً.
من جانبه، عبر أحمد الطيب نائب مدير الوفد الرياضي، عن ارتياحهم للمشاركة الإماراتية في هذا الحدث، مؤكداً أنها كانت إيجابية وتوجت بفوز الإمارات بأربع ميداليات.
وقال: «رياضيو الإمارات سجلوا حضوراً إيجابياً في هذه الدورة في مختلف الألعاب ورغم قلة الميداليات التي تحققت إلا أن الإمارات كان لها حضور قوي في الألعاب الأخرى، مثل منتخبات الدراجات والفروسية والبولينج التي حصل كل منها على المركز الرابع».
وأضاف: «هناك الكثير من الإيجابيات التي تحققت للإمارات من هذه المشاركة، وهى وجود عدد كبير من اللاعبين أصحاب الخبرات والشباب في عدة ألعاب ما يسهم في صقل مستويات هؤلاء اللاعبين والاستفادة والتعلم من اللاعبين أصحاب الخبرات الكبيرة».
وامتدح نائب مدير الوفد، تحلي جميع أفراد البعثة بالروح الرياضية والتجاوب التام مع التوجيهات التي كانت تصدر من إدارة الوفد.
وأوضح «بالنسبة للسلبيات التي صاحبت مشاركة بعثة الإمارات في هذا الحدث، فإنه يمكن تداركها من خلال تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، لأن صناعة بطل والفوز بالميدالية يتطلب معطيات كثيرة، ولذلك فإنني أدعو لأن تكون هناك تضحيات أكثر من اللاعبين من خلال الالتزام بالتمارين وإرشادات مدربيهم، للوصول إلى الأهداف المنشودة واللحاق بالدول التي سبقتنا في هذا المجال».
وتابع: «نحن بحاجة إلى خطط قصيرة وطويلة المدى لمنافسة الدول التي تقدمت كثيرا في هذه الألعاب».
وتوجه أحمد الطيب بالشكر إلى اللجنة الأولمبية الوطنية، ولمدير الوفد الرياضي، عبدالملك جاني، مؤكداً أنه استفاد كثيراً من وجوده ضمن وفد الدولة في هذا الحدث، لافتاً إلى أن ذلك سيضيف له الكثير في رصيد خبراته في مثل هذه المناسبات الرياضية، كما شكر الطيب الوفد الإعلامي المرافق على جهودهم في تغطية هذا الحدث.
العزاء في الميداليات الأربع
الرقم 4 عاندنا في 7 منافسات وحرمنا التتويج
رغم أن الإمارات حققت 4 ميداليات في هذه الدورة إلا أن المشاركة بشكل عام كانت إيجابية، وسادها التفاؤل والاطمئنان على مستقبل الرياضة الإماراتية بمختلف أطيافها، فلاعبونا قدموا كل ما لديهم على أرضية ميدان الأسياد، واستحقوا الإشادة والتصفيق في معظم مشاركاتهم، خصوصاً أننا توقفنا كثيراً عند الرقم 4 في هذه المشاركة بعد حلولنا في المركز الرابع بـ 7 منافسات مختلفة، وكنا أقرب من تحقيق المركز الثالث والفوز بميدالية برونزية على أقل تقدير لولا سوء الطالع في معظم الأوقات وغياب التركيز في أحياناً أخرى.
وعندما نذكر الرقم 4 في الدورة، لابد لنا أن نذكر دراجنا المتميز يوسف الحمادي في هذه البطولة، والبطل غير المتوج بشهادة الجميع بعد حلوله في المركز الرابع بسباق أمونيوم الطويل ذي الجولات الست ورغم تصدره سباقين من أصل 6، واللذان يعدان أصعب سباقات هذه المنافسة لمسافة 15 كيلو مترا و40 كيلو مترا، ولم يقف الحمادي عند هذا الحد، بل إنه نافس سباق الطريق الطويل لمسافة 183 كيلو مترا وحقق المركز الرابع أيضاً وكان على بعد قليل من صاحب المركز الثالث، حيث لم تتمكن اللجنة المنظمة من تحديد صاحب المركز الثالث إلا بعد عرض فيديو النهاية عدة مرات للتأكد.
وكان الرقم أربعة حاضراً أيضاً في بطولة الرماية، عندما حقق فريق الرماية بمنافسات التراب المركز الرابع وكان على بعد نقاط قليلة في بداية المنافسات من التتويج بميدالية، إلا أننا ظفرنا ببرونزية الدبل تراب لفئة الفردي بفضل الشيخ جمعة بن دلموك آل مكتوم.
وفي منافسات البولينج كان أبطال منتخبنا قريبين من تحقيق 3 ميداليات على أقل تقدير، إلا أن نفس الرقم عاندهم بفئتي الزوجي بمشاركة حسين السويدي ونايف عقاب وفي فئة الفرق عاندتهم كثيراً بعد التألق في الشوط الختامي والحلول في المركز الرابع على بعد 4 نقاط من الثالث، ليفك حسين شاكر نحس المركز الرابع بفئة الأساتذة وينجح في تحقيق ميدالية برونزية في ختام المنافسات.
وفي الفروسية كادت الفارسة الشيخة لطيفة آل مكتوم أن تحصل على الميدالية البرونزية بقفز الحواجز غير أنها لم توفق في الشوط الختامي لهذه المنافسة وحلت في المركز الرابع.
وحضر هذا الرقم في منافسات ألعاب القوى بعد أن حققت العداءة علياء سعيد ذهبية الـ 10000 متر، اتجهت كل الأنظار إلى منافسات 1500 متر وبمشاركة زميلتها إهام بيتي، غير أنها حققت المركز الرابع أيضاً.
– الاتحاد