الفجيرة نيوز- طغى الثناء على العرض الروسي البولندي “ديزدمونا” من تأليف وليام شكسبير، وتمثيل جولانتا جوزكيويتش التي أخرجتها بالاشتراك مع اناتولي فروسين على مدى الوقت المحدد للندوة التطبيقية المخصصة لمناقشة وتحليل العرض والتي أدارها الفنان المسرحي الكبير علي مهدي، الذي تحدث عن جماليات العرض المسرحي من حيث الأداء الرشيق والمتقن، والإخراج الجيد الذي منح العرض فرصة التواصل الأمثل والمطلوب مع جمهور المشاهدين في قاعة بيت المونودراما في دباالفجيرة.
في بداية المداخلات قدم الفنان عاكف نجم، إشادته بالعرض وبأداء الممثلة على الخشبة، كذلك فعل الإعلامي سامح عبدالهادي الذي امتدح الأداء الجميل للممثلة، التي جسدت شخصية ديزدمونا باقتدار، متسائلا عن عدم استخدام الممثلة للمساحات على الخشبة حيث حصرت نفسها في مساحة ضيقة، كما تساءل عن سبب استخدام المخرجة للغة الشكسبيرية القديمة.
واتبع مدير الندوة التطبيقية أسلوبا جديدا في إدارتها حيث جعل ردود المخرجة آنية ومباشرة بعد كل سؤال، فأجابت المخرجة على تساؤلات عبدالهادي، قائلة إنها استخدمت اللغة المسرحية ذاتها للنص، ولم تغير شيئا فيها، معتبرة أنها لغة جميلة وشاعرية وتحوي الكثير من الفعل الدرامي.
أما الدكتور عبدالعزيز حداد، فذكر انه أعجب جدا بالعرض مشيرا إلى أن هذا العرض موجه للفنانين أكثر من الجمهور، لأنه يتطلب هذا العرض قراءة نصوص شكسبير لفهم تفاصيل الحكاية. لكن حتى الجمهور العادي حتى ولو لم يفهم العرض، فانه استمتع بالأداء الراقي للممثلة، شاكرا إدارة المهرجان على جلبها عروض متميزة مثل عرض الليلة.
وذكرت المخرجة أنها اختارت اللغة الانجليزية كلغة لعرض الليلة ديزدمونا لكي تكون مفهومة للجميع، مبدية إعجابها الكبير بنصوص شكسبير بصورة عامة.
أما الشاعر جريس سماوي، فقد أثنى على جهد السيناريست في التقاطه جزئية ديزدمونا من مجمل شخصيات النص، عارضة هذه الشخصية وجميع الصراعات الداخلية للشخصية، مبينة جميع التداعيات التي رافقت هذه الشخصية في عمل كلاسيكي كبير، تاركة بطل العرض عطيل ومساعده ياغو، فسلطت الضوء على شخصية ثانوية لتعرض لنا تفاصيلها الدقيقة على الخشبة.
وفي مداخلتها أشادت الكاتبة المصرية رشا عبدالمنعم بالحضور القوي للممثلة، والذي جسد صراع الأنثى كما هو في النص الأصلي، مستخدمة أشكالا وضحت ضعف شخصية ديزدمونا أمام عطيل، وكما جاءت به الحكاية الأصلية.
وفي نقد واضح وصريح قال المنجي بن إبراهيم:إن اللقطة الافتتاحية للعرض زائدة عن العرض ولا تخدمه لكنه امتدح وحدة الأسلوب في العرض، والانسيابية في أداء الممثلة، للتعبير عن مكنونات النص، مؤكدا إن العرض نجح في الوصول إلى الجمهور واستطاع أن يسحبهم نحوه ويتفاعلوا معه حتى النهاية.
من جانبها ذكرت المخرجة أن الجمهور في كل مكان وزمان، يحب الإيقاع المسرحي المتسارع، غير أن هذا العرض يختلف كثيرا عن باقي العروض، بالشخصية التي قدمناها على الخشبة وبالأسلوب الذي ارتأيناه في الاشتغال على هذه الموضوعة من نص عطيل، والتي أسعى من خلالها إلى مشاركة الجمهور في عواطفهم وأحاسيسهم.