الفجيرة نيوز- ضمن عروض مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في دورته الخامسة عرضت مساء الاثنين 23 يناير الجاري مسرحية ” سوناتا الربيع ” من سوريا وذلك على مسرح جمعية دبا الفجيرة ، ومسرحية ” العاشق ” من ليتوانيا على مسرح بيت المونودراما بدبا.
العرض السوري من تأليف جمال آدم وتمثيل مازن الناطور وإخراج ماهر الصليبي، ويبدو من دلالات اسمه الأولية انه يشير بشكل أو بآخر إلى الربيع العربي، وبالذات ما يجري في سوريا من قمع، وتبدو الشخصية الأساسية فيه مدرس تاريخ خريج فرنسا وعلى قدر عال من الثقافة، وذلك من خلال استعراض بعض الأحداث التاريخية التي تخص سوريا بشكل مباشر، رغم أن حالة الرجل تشير إلى الفقر وأنه يحاول رتق بعض الشروخ التي تتسع يوميا في الجدار الأبيض، ومن خلال التصعيد الدرامي للشخصية نكتشف عناصر اخرى تخصه، وتتعلق بجدته وجده حيث يستحضر أيامهما وأيضا زوجته الفرنسية وابنته سوناتا، وكذلك بعض اصدقائه، ويقوم الممثل الناطور بتقمص هذه الشخصيات، واستنطاقها بشكل متقن.
استطاع المخرج ان يلتقط من النص الكثير من الإشارات ويحولها إلى عناصر فرجة تكسر ايقاع الحكي، ومنها استخدام شاشة تلفزيونية كدلالة لتيار الوعي داخل الشخصية، وما يعتمل في اعماقها من انكسارات او تمرد، وايضا محاولة استرجاع بعض الاحداث القمعية التي تعرض لها بسبب التمسك بكرامته وحقه، وبشكل عام ظهر حضور واضح للوضع السوري الحالي، وبشكل مباشر وهذا الامر دافع عنه كاتب النص جمال آدم في المداخلة التقييمة للعرض التي ادارها الفنان المصري سامح الصريطي، بمشاركة المخرج الصليبي.
وشهدت هذه الندوة العديد من المداخلات حيث أشاد عبد العزيز السريع من الكويت بالممثل، وتفاعل الجمهور مع العرض، مع عدم وجود مبرر قوي مقنع للجمهور للأحداث، فيما قال الفنان سلوم حداد من سوريا بأنه كان يتمنى أن لا يذهب كاتب النص إلى سرد مباشر لتاريخ سوريا في بداية العرض، وهذا ما ذهب اليه العديد من المتداخلين، فيما اشار الكاتب جمال آدم إلى أن العمل عبارة عن تعاون بينه وبين المخرج والممثل وأنه العرض الأول، فيما وعد المخرج بأخذ الملاحظات بجدية في العروض المقبلة.
وكان العرض قد قوبل بالتصفيق الحار من الجمهور الكثيف الذي غصت به قاعة المسرح.

” العاشق ” تحويل رواية إلى مونودراما

العرض الليتواني ” العاشق ” المأخوذ عن رواية الكاتبة الحائزة على جائزة نوبل للآداب مارغريت دوراس جاء بإخراج وتمثيل الفنانة المتميزة بيروتي مار، وهذه هي الدورة الثالثة التي تشارك فيها هذه الفنانة بمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، ومن الواضح ان حضورها الطاغي في الدورات السابقة قد جذب اليها جمهورا كبيرا، رغب في مشاهدة ابداعها الجديد، والذي قدمته باللغة الانجليزية، وتحكي قصة العرض عن فتاة فرنسية في الخامسة عشر من عمرها تعرفت إلى رجل صيني ثري فوقع في غرامها، لكن الاختلاف الثقافي وأيضا فارق العمر بين الفتاة والشاب قاد إلى انكسار العلاقة، وبالتالي الألم، ولم يتبق لكليهما غير الذكريات واسترجاع اللحظات الجميلة التي مرا بها، وقد ابدعت الفنانة مار في استرجاع تلك الحالات من خلال تعبيرات الوجه، وتغير مستوى الكلام، والأدء الجسدي المتقن، فيما ساهمت الشاشة البيضاء في صدر المسرح بإعطاء بعض الدلالات التعبيرية التي تخدم العمل من خلال ما يعرض عليها من اشارات تشبه الخيوط او دخان السجائر، ونجحت مار في استنطاق الرواية الطويلة وما تزدحم فيها من احداث وتحويلها إلى مونودراما مقنعة لاقت اعجاب الجمهور رغم وجود عائق اللغة أحيانا عند من لا يتقنون الانجليزية.
وبدا واضحا من الندوة التي أدارها الفنان عبدالعزيز الحداد من الكويت في اعجاب النقاد والفنانين الحاضرين بأداء الفنانة الليتوانية بيروتي مار وقدراتها العالية.