استقالة رجل شجاع
الاتحاد الدولي لكرة القدم ينضوي تحت مظلته 204 اتحادات أهلية، تشارك منتخباتها في تصفيات كأس العالم ولا يتأهل منها سوى 32 منتخباً إلى النهائيات، ولو كانت ضريبة الإخفاق في التأهل إلى النهائيات هي استقالة رؤساء اتحادات الكرة في الدول غير المتأهلة لشاهدنا في كل أربع سنوات استقالة 172 رئيس اتحاد ولما نجا سوى 32 رئيساً.
وأمس الأول فوجئت رياضة الإمارات باستقالة أحد أبرز كفاءاتها وأحد أفضل رجالها محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة، الذي اختلفنا معه كثيراً في وجهات النظر، ولكن ما لا نختلف عليه هو أنه بذل أقصى ما في وسعه في خدمة الرياضة، ومن العبث أن يخرج أحدهم ليبارك هذه الاستقالة ويصفها بالخطوة الميمونة، فهذا إجحاف في حق هذا الرجل الذي عمل بكل إخلاص وقدم عصارة جهده خلال السنوات الماضية.
محمد خلفان الرميثي اختار الرحيل، وكأنه يدفع ثمن فاتورة أخطاء الآخرين، وثمن الخلل الذي فرضته عليه لوائح عتيقة أكل الدهر عليها وشرب، ويكفي أن نعلم أنه أول رئيس في تاريخ اتحاد الكرة لا يختار أعضاءه بنفسه، ولكنهم جاؤوا عن طريق انتخابات انحازت للتكتلات الجغرافية على حساب الكفاءة، وكانت النتيجة أنه عمل مع مجموعة من الأعضاء لم يتعرف على معظمهم سوى في جلسة أول اجتماع عقد بعد نهاية الانتخابات.
ورغم هذا كان بمثابة القائد المثالي، وكان يدافع عن فريق العمل الذي يعمل معه دفاعاً مستميتاً، ويضع صدره في مرمى سهام النقد التي كانت توجه إلى أي من أعضاء الاتحاد، ويظل يردد دائماً أنه إذا كان هناك لابد من شخص يتحمل المسؤولية فهو رئيس الاتحاد.
محمد خلفان الرميثي الذي اختلفنا معه ولا يمكن أن نختلف عليه، من الكفاءات النادرة التي قلما تجود بها رياضتنا، فهو يتحلى بأخلاق النبلاء وشجاعة الفرسان، وليسمح لي الزميل سالم النقبي المنسق الإعلامي في اتحاد الكرة أن أستعير تلك الجملة التي تفوه بها في أعقاب استقالة الرميثي عندما وصفها باستقالة رجل شجاع، وأضيف إليها أنها خسارة جديدة وضربة موجعة تلقتها كرة الإمارات، لا تقل عن إخفاق كأس آسيا الماضية أو خروجنا من تصفيات كأس العالم فيما أطلقنا عليه صفر المونديال، والفرق الوحيد أن البطولات من الممكن تعويضها ولكن كيف تعوض خسارة الرجال.
مسك الختام:
سيذكرك التاريخ كثيراً يا “أباخالد” وآن لك أن تنام قرير العين، ولن تنسى كرة الإمارات أحد صناع إنجازاتها في منتخباتها أو في نادي العين
– عن الاتحاد