الأوباش

يناير 23, 2012

عبدالله الشويخ

عندما تذهب إلى محل بيع الهواتف النقالة وتطلب منه أن يعطيك هاتف «بلاك بيري» مستعملاً، لأننا في نهاية العام والميزانيات لم يفرج عنها ولا تطلب أية خدمات إضافية أو ميزات في الجهاز، وتفاجأ بأن البائع يطلب منك ضعف الثمن الخاص بهاتف جديد مع كامل المواصفات والباقات من مشغل الخدمة، والسبب كما يراه البائع هو أن «الـ(بن كود) العنجاش الخاص بالـ(بلاك بيري)، الذي ترغب في شرائه يفرق برقم واحد فقط عن الـ(بلاك بيري) الخاص بـ(منى أمرشا)»، فهل تقوم برفع شكوى إلى إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، مرفقاً بها بالطبع صورة ملونة للآنسة منى للتوضيح، أم تقوم بتطبيق حد الحرابة على البائع مباشرة؟

**عندما أذهب لتسجيل حلقة مع الإعلامي (إبراهيم اليعربي)، ويخبرنا المخرج بأن موضوع الحلقة والخلفية يحتاجان إلى قفص فيه بعض البلابل، فيقوم صاحب الأستوديو باستئجار قفص فيه بلبلان مراهقان يغردان باستمرار مقابل مبلغ معين متفق عليه، ثم نعيد القفص بعد التسجيل، وفي الأسبوع الذي يليه تتكرر القصة نفسها بحذافيرها مع تغيير بسيط، فبعد انتهاء تسجيل الحلقة التي تليها يطلب صاحب «قفص البلابل» مبلغاً إضافياً، فيسأله الزميل إبراهيم عن سبب زيادة المبلغ، فيقول له بكل ثقة إن البلابل التي كانت في خلفية الحلقة الأولى كانت لا تبيض، أما البلابل في خلفية هذه الحلقة فبلابل بياضة.. في هذه الحالة، وبغض النظر عن أن المشاهدين أصلاً لا يهتمون بوجود بلابل أو ديكة أو حتى قرد مصاب بشلل الأطفال، هل يجوز تطبيق حد الرجم على هذا البائع النصّاب؟!

**عندما تؤجر شقة في منطقة سكنية معينة ويصر عليك السمسار بأن تدفع له مبلغاً كبيراً جداً دفعة واحدة و«كاش»، لأن السوق نار وموقع شقته لا يُضاهى ويحلف لك برأس أسلافه الطاهرين، كما أن بواب البناية مشهور بكتم السر، وبأنه لا يسمع ولا يرى، تخبره بأنك لا تنوي تهريب المخدرات بعد كل هذا العمر، وأنك تبت من فترة طويلة من الحفلات الخاصة، ويصر على المبلغ، فتحضره له قبل أن تحس بأن الشقة ليست كما كنت ترغب فيها، والبناية مملوءة (عزابية) فتطلب فسخ العقد، فتستعيد ربع أموالك فقط، لأن السمسار ذاته يحلف لك بالرؤوس الطاهرة نفسها بأن هذا هو سعر السوق، وأن السوق ميتة وليست فيها أية حركة، فهل تلام إذا «طعمت» لأسلافه المذكورين؟!

**دخلت مع والدي – رحمه الله – ذات يوم إلى بقالة يديرها آسيوي في إحدى ضواحي لندن، ورحب صاحب البقالة بالشيبة بقوة وهو يردد «تفضل يا برذر، وجرب يا برذر، وحياك يا برذر»، ولما جاء وقت الحساب نبهت والدي إلى أن الأسعار لدى الخان أغلى بكثير من أسعار المحال الأخرى، فقال لي: (إنها ضريبة برذر!) …

– عن الامارات اليوم