علي أبو الريش

في منتدى «الاتحاد» التاسع الذي يعقد اليوم(21 أكتوبر 2014)، ويجمع كوكبة من مفكري الأمة وباحثيها والمشتغلين في موضوع الإرهاب، هل سيضعنا المعنيون بهذه القضية المفصلية من حياة الأمة، عند المربط والمهبط، لأنه وعلى الرغم من كل الاجتهادات والمناقشات، وكذلك المواجهات الحارقة مع هذا الكائن البغيض، إلا أنه ما زالت في عمر الإرهاب من بقية وصفحات لم تطو سجلها بعد، وأنهار من الدماء تسيل، ومقدرات وطنية تهدر ليل – نهار، وقصف وخسف وعسف تدور رحاه على الأرض، ولا ضوء يومض في الأفق، يجعل المرء يتفاءل بأن هذا الوباء إلى زوال.
نتمنى من المنتدين أن يضعوا الأصبع على الجرح، وأن يبينوا ويتبينوا الأسباب، من دون الاستغراق في الأعراض، فما يجري اليوم على الأرض العربية لهو أمر يحار فيه الفطين، والداء اللعين يتفشى ويتغشى بعباءة سوداء، تكاد تطمس الكثير من الحقائق، والذين يتسللون من خلف الحجب، ويتوغلون تحت جنح الظلام كثر، والذين لا يريدون لهذه الأمة أن تعيش حياة طبيعية كما يعيش الآخرون هم كثر، والذين ينتهزون فرص الانقضاض على الجسد المنهك كثر، والذين يتلاعبون بالدين ويرفعون شعارات في ظاهرها سفر وفي باطنها تسفر كثر، والذين طوقوا الدين بسلاسل وخلاخيل صدئة كثر، والذين يتوهمون أنهم امتلكوا ناصية الحقيقة، وباتوا أوصياء على الفكر الإنساني كثر.
ونحن إذ نعيش وسط جيوش من الكارهين للحياة، نتمنى من باحثينا وصناع الفكر أن يطلعونا على حقيقة الأسباب ثم يضعوا لنا الدواء الشافي، لأن الشعوب باتت على شفا حفرة من اليأس، والخلاص من جرثومة الإرهاب لم يزل بعيداً، وحتى يتم فإن الضحايا يتساقطون، والمقدرات تتناثر مثل قصاصات ورق تالفة.
نتمنى من مفكرينا ألا يسرفوا في التطويل، فالقضية تحتاج إلى ضوء كاشف يسلط على موقع الألم، وإلى جراحين يخلصون الأمة من أفكار باتت تتطاير في الفضاء.
نريد من هذه العقول أن تضعنا في الصورة، وفي قلب المشهد والأسباب الحقيقية التي ورمت بالونات الإرهاب، وأطلقت غربانها في فضاءات العالم، نريد أن يقرب هؤلاء التاريخ من الجغرافيا، والدين من الواقع، ليكشفوا لنا كم هو الإرهاب وسيلة الحاقدين والفاشلين في صناعة العلاقة الصحيحة مع الواقع.
– الاتحاد