حصلت باحثة مواطنة على درجة الدكتوراه بامتياز في مجال التشريح وبيولوجيا الخلايا العصبية من كلية العلوم بجامعة الإمارات، عن أول أطروحة من نوعها عالمياً ركزت على «قياس مستوى وجود أحد الجينات في الخلايا العصبية للعقد الجذرية السليمة في الظهر في ظل إصابة الجهاز العصبي الطرفي بمرض عرق النسا».
وكشفت الباحثة مريم سليمان السعدي في اطروحتها لأول مرة عن مستوى وجود هذا الجين في الخلايا العصبية الطرفية وعن دوره في إعادة بناء هذه الخلايا وعلاقته بالجينات الأخرى التي لها علاقة بموت الخلايا والجينات المضادة إضافة الى مدى مسؤولية هذا الجين عن الألم الشديد المصاحب للإصابة بمرض عرق النسا.
وأشرف على الأطروحة الدكتور رشيد الحمادي أستاذ التشريح وبيولوجيا الخلية العصبية بقسم علوم الحياة في كلية العلوم بجامعة الإمارات والبروفيسور صفا شهاب أستاذ التشريح في كلية الطب والعلوم الصحية بالجامعة، وقام بتحكيمها البروفيسور كاظم شيخ استشاري ورئيس مركز طب الأعصاب في جامعة هيوستن بولاية تكساس الأميركية. ولفتت السعدى ـ التي تقطن في الفجيرة بالمنطقة الشرقية ـ الى ان اختيارها البحث بمجال التشريح وبيولوجيا الخلايا العصبية جاء باعتباره من التخصصات الحيوية النادرة في ضوء ارتفاع معدلات حالات إصابات الأعصاب سواء تلك الناجمة عن الأمراض أو عن حوادث السيارات وغيرها من الحوادث التي تلحق الضرر بالأعصاب الطرفية، وما قد يترتب على ذلك من مضاعفات مثل فقدان الإحساس ببعض أجزاء الجسم وعدم القدرة على الحركة.
واستكملت الباحثة السعدي متطلبات الدكتوراه بمجال بيولوجيا الأعصاب على مدار 4 سنوات امتدت من فبراير 2011 حتى أوائل يناير 2015 حيث تمت مناقشة الأطروحة وحصولها على درجة الدكتوراه بامتياز لتكون أول إماراتية متخصصة في هذا المجال الدقيق وأول خريجة من قسم علوم الحياة في التخصص. وأشارت السعدي إلى أنها شاركت أثناء دراستها ببرنامج الدكتوراه في مؤتمرات علمية عالمية من أهمها مؤتمر علماء الأعصاب في واشنطن في نوفمبر الماضي، حيث عرضت ورقة بحثية عن اطروحتها والنتائج التي توصلت إليها و لاقت استحسانا كبيرا في المؤتمر الذي شارك فيه نحو 31 ألف عالم . وكانت السعدي ـ (27 سنة ـ زوجة وأم لطفلة) ـ تخرجت في قسم علوم الحياة بكلية العلوم جامعة الإمارات عام 2010 بدرجة امتياز ما رشحها للالتحاق ببرنامج الدكتوراه في الجامعة (الدفعة الثالثة) مباشرة دون الماجستير لتفوقها واستقطبتها الجامعة في إطار سعيها وحرصها على استقطاب المواطنين المتفوقين وتعيينهم كمعيدين وتشجيعهم على استكمال دراستهم العليا.وأكد الدكتور الحمادي والبروفيسور شهاب أهمية الاطروحة في استخلاص نتائج علمية جديدة تؤكد إمكانية تسريع عملية إعادة بناء الخلايا العصبية من خلال هذا الجين تحديدا، الذي ركزت عليه الدراسة والتي كشفت النقاب عنه ولأول مرة.
وثمن البروفيسور فريدريك ليونج عميد كلية العلوم بجامعة الإمارات موضوع الأطروحة الذي تناولته الباحثة للحصول على الدكتوراه من حيث التفرد والأهمية والالتزام بالمعايير العلمية معربا عن أمله أن تكون هذه الأطروحة الجديدة دافعاً لطالبات أخريات للعمل على أبحاث علمية بهذا المستوى المتقدم في مجال دراستهن العليا المتخصصة.
– الاتحاد