صالح الغنام – الكويت

أعتقد أنه من الظلم بمكان مقارنة بلادنا بدولة الإمارات الشقيقة، أو بقدرتنا على منافستها. خلاص، الإمارات الآن تجاوزت رسميا مرحلة دخول المنافسة مع أحد، وتسيدت باقتدار المركز الأول في كل حقل ومجال، حتى أنها أضحت كالغول الذي يستحيل مجاراته أو اللحاق به. بل إنني أجزم – من واقع رصدي لها – أن هذه الدولة دخلت مرحلة “الدلع”، وهو ما يمكن تسميته بالترف في تقديم الخدمات وتطور العمران وتنمية الإنسان، وهذا لعمري، لهو أشد ما يشعر المرء بالغيظ والحسرة وارتفاع ضغط الدم. وحتى لا يساء الفهم، فلا علاقة إطلاقا للغيظ بالحسد أو تمني زوال النعمة، فحاشا وألف حاشا أن يكون “خمالنا” و”قلة دبرتنا” سببا في حسد من يلقنونا في اليوم الواحد ألف درس ودرس في فوائد العمل وترك الجدل، وهو ما ابتلانا به الله سبحانه وتعالى.
ولأولئك السذج ممن تبقى لديهم بصيص أمل باحتمال قدرة بلادنا على إنجاز ولو واحد في المئة من إنجازات الإمارات، أدعوهم لمشاهدة برنامج “علوم الدار” الذي يبثه يوميا تلفزيون أبوظبي، والبرنامج عبارة عن نشرة أخبار محلية تتناول أهم الأحداث والفعاليات في أرجاء دولة الإمارات.
أرجوكم, شاهدوا حلقة واحدة فقط من هذا البرنامج، وأتحدى إن استطاع أي منكم ملاحقة أو متابعة أو حفظ عدد الأنشطة والفعاليات التي أقيمت خلال يوم واحد. يا جماعة، أصلا العين “تزغلل” لكثرة انتقال الصورة من مشهد افتتاح مصنع، إلى تدشين مشروع، إلى احتفال بوضع حجر أساس. بل أشهد أن الإمارات الشقيقة، لم يعد لديها عدد كاف من المسؤولين لرعاية وحضور كل هذه الأنشطة والفعاليات، وقد يكون هذا هو سبب استعانتهم بصغار السن من الشيوخ والشيخات لتأدية هذه المهمة!
على فكرة، لا أظن بأن كل ما يحدث في الإمارات يتم بأوامر من رؤوس الدولة، لا أظن بهذا، لأن لا المنطق ولا الوقت يسمحان بكل ذلك. وقبل أيام، شاهدت على تلفزيون أبوظبي أستاذاً جامعياً بدا من الحوار أن له علاقة بتجميل وتزيين مدينة العين، وبعد أن امتدحت المذيعة المزروعات والورود في الشوارع والطرقات، شكرها الأستاذ الجامعي، وقال أنه مهموم بمخلفات الورود من علب وأحواض بلاستيكية تضر البيئة، وقد قرر، لاحظوا، هو من قرر الاستعانة باثنين من زملائه في الجامعة لابتكار مادة تحفظ شتلات الأزهار وتزرع بها وتكون قابلة للتحلل في التربة من دون أي أضرار بيئية! “شايفين” كيف يفتري أهل الإمارات بالمبادرات؟ “شايفين” الغيظ على أصوله؟ ومنا إلى جامعة الكويت، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، ومركز دسمان لأبحاث السكر، و39 ألف دكتور كويتي “ما لهم لزوم”!

– عن السياسة الكويتية