
الاعتزاز بمن آلوا للوطن بأيدٍ سخية
علي أبو الريش
الأوطان لا تُزهر، ولا تُثمر، ولا تُسفر أقمارها إلا بضياء كوكبة من أبنائها المخلصين الجادين، الذين نهلوا من العلم وأتقنوا فهمه واستيعابه، ثم جاءوا ليخوضوا معركة المصير، لأجل صناعة المستقبل بأيدٍ وطنية عالية الجودة، ولأجل ترسيخ الثوابت، وتثبيت القيم الإنسانية التي كرّستها القيادة في ضمير الإنسان، من أجل وطن يعلو بأجنحة أهله، ويشق العباب بمجاديف بنيه، وتتفرَّع أغصانه بإرادة الصادقين الذين آمنوا بأن الأوطان لا تُبنى بالشعار وإنما بخيار الصدق ومعيار الأمانة.
كلمات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تفضي إلى فضاء إنساني رحب، وتضيء أمام الجيل الجديد شموع الحقيقة، وتضع أمامهم مسؤولية الالتزام بحق الوطن على كل مواطن، في أن يبذل الجهد، ويمسح العرق، متفانياً لا متوانياً، محصناً بإرادة الرجال الأفذاذ، والناس الأوفياء الذين يعرفون قيمة الوطن ومكانته في نفس كل مواطن، هذه القيمة وتلك المكانة لا تُصان بالألحان، وإنما بالعمل الجاد، وتفجير الطاقات وتسخير القدرات من أجل البناء وإثبات الوجود، وتأكيد الأحقية في تقديم كل ما يحتاجه الوطن من نث وحث، وعدم التهاون في تنفيذ المطالب الوطنية، اليوم الإمارات تتربع على عرش التقدم والرقي، وتقدم مثالاً يحتذى به بين العالمين، هذا الصرح الشامخ يحتاج إلى الرعاية والحماية، وبلا نهاية، يجب أن تستمر المسيرة وأن يتحمل كل في موقعه المسؤولية كاملة.. فلا يوجد في قاموس الحس الوطني موظف صغير أو كبير، بل إن الكل يقف أمام المسؤولية سواسية، فالجميع في سفينة واحدة، هذه السفينة بحاجة إلى كل جهد، وكل بذل، فالمدرس في مدرسته، والطبيب في عيادته والصحفي في مكتبه وكذلك العامل، والمرأة في بيتها.
فلا تضيع الأمم، ولا تذهب قدراتها أدراج الرياح، إلا عندما يسود التواكل، وتستولي الأنانية، وتسطو على القلوب فكرة أنا ومن بعدي الطوفان.. كلمات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وهو يقف بين أبنائه وإخوانه الشباب، وضعت الأمور في نصابها، ونصبت راية عالية المقام أمام الجميع، ليطلعوا إلى المستقبل بعيون يلونها الأمل المشرق، وتزخرفها الأمنيات الزاهية، في هذا البلد الجميل لا مجال للتقاعس، ولا محل للتشاؤم، ولا موقع للأفكار الرمادية، ولا إجابة لمن يسأل، غير اعمل فسوف تحصد، وتجد ما يقيك شر الحاجة.
في هذا البلد الجميل، الإجابة واحدة لا غير، من يجتهد يجد، والآفاق واسعة، والنوافذ مشرعة، لكل من يريد أن يسرج خيله، في ميادين الحياة.. في هذا البلد الجميل، لا شيء يفزع الأحلام ولا شيء يجزع الأيام، ولا أجراس تُقرع، إلا أجراس ابتداء يوم العلم ويوم العمل، ويوم الولوج في شرايين الحياة، بقلوب خضراء، وعقول بلا إرواء، وضمائر تضع الوطن فوق، وأمام كل الأهواء.. فلا هوى ولا هواء، غير فضاء الوطن.
– عن الاتحاد