
البعض لا يحترم النظام
فضيلة المعيني
من عاد من إجازته من بلاد الشرق والغرب ومن لا يزال يجوب بلاد الله الواسعة لا شك أنه طبق جيدا المثل «يا غريب كن أديب» والتزم بدوره بالنظام وتقيد بالتعليمات واحترم قانون كل دولة قصدها، بدءا من استخراج تأشيرة الزيارة، وحمل ما يسمح به وترك ما يخالف القانون، كان منتظما في طابور ختم الجوازات، وتقيد بتعليمات سائق سيارة الأجرة وإدارة الفندق أو الشقة الفندقية، في «المولات» التزم حدوده وتقيد بقانون حظر التدخين إلا في الأماكن المسموح بها، ومن اعتاد أن يقود سيارة في تلك الدول فإن النظام بالنسبة له كالسيف القاطع، حتى المشاة تعلموا ثقافة الوقوف عند الخطوط البيضاء والمرور متى ما يسمح لهم النظام بذلك، واستخدامهم لمترو الأنفاق والحافلات العامة أيضاً كان ضمن الضوابط المعمول بها.
هذا النظام والانضباط يكون عنوان تعامل كل الناس في تلك الدول من السكان المحليين والزائرين والسياح بطبيعة الحال وربعنا بالتأكيد ضمن أولئك الملتزمين، ولكن ما يحدث عندنا من ضرب النظام والإخلال به يعد شيئا غريبا وعجيبا، المواطن يطير بسيارته في الطرقات، الوافد يكسر الإشارة الحمراء ويعرض حياة الأبرياء للخطر، وآخر ينسى نفسه ويظهر براعته في التهور في مواقف السيارات الداخلية ويدهس طفلا بريئا وأمه، وأجنبي يفعل ما يحلو في الطرقات والمراكز التجارية وحتى في بيته ولا يراعي حرمة أي شيء.
نفس الناس الذين يفيضون أدباً وتعلقاً بالنظام واحتراماً لقانون تلك الدول، تجدهم هنا في منتهى الاستهتار، استهتار بكل الأشياء عرفاً وعادات وثقافة ونظاماً، بل وحتى القانون، والحقيقة أن من لا يحترم قانون أي دولة يزورها فكأنه لا يحترم الدولة ولا أهلها ولا يراعي ثوابتها وهذا شيء خطير لا بد من الوقوف عنده ملياً، ولا بد من اتخاذ ما يعيد هؤلاء إلى صوابهم ويجعلهم يتقيدون بالنظام ويحترمون أبسط قرار تصدره السلطات. وأن يكون شرط البقاء في البلاد ومعيار الإقامة فيها التزام الغريب بالصغيرة قبل الكبيرة، بالطبع الخطأ وارد والحوادث بأنواعها أيضاً تقع هنا وهناك، لكن لا يكون ذلك عمداً واستهتاراً، ولا يكون أمن الناس وأمانهم وثقافة المجتمع عرضة بأيدي العابثين.
– عن البيان