الفجيرة نيوز- أصدر الشاعر محمد سعيد الظنحاني ديوانه الشعري الأول ” صدفة ” مضمنا إياه 75 قصيدة تنوعت أغراضها ومواضيعها بين المدح المفعم بعاطفة الحب المتجرد عن الأسباب، والمشاغل الوجدانية والاجتماعية والغزلية وقصائد المشاكاة والردود، واختلفت البحور الشعرية التي كتب عليها الشاعر قصائده نظرا لاختلاف الحالة الشعورية وتنوع الأغراض الشعرية.
وقد حمل الديوان الذي نشرته هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام مقدمة معبرة ودافئة بقلم الظنحاني تعامل فيها بشكل مختلف متنقلاً بين كل مراحل حياته مسافراً في المكان والزمان والإنسان بشاعرية وجدانية لافتة .
يقول الظنحاني :” هناك في الجانب الآخر ثمة حياة لا أعرف عنها شيئاً وأناس لا قبل لي بمعرفتهم، لكنني رافقتهم وأدخلتهم عناوين لقصص كنت ابتدعها، وأروي تفاصيلها لصحبي مسترقاً الدهشة في عيونهم، لتكون لي عوناً للمضيّ في خيال لطالما صوّر لي حياة قبل أن الج أسرارها.. أبطال قصصي الذين يعيشون في مكان ما .. بيد أني وحدي أمتلك سر معرفتهم فهم أبناء مخيلتي .. رجال… نساء .. حبيبات … وعشاق “.
تلت هذه المقدمة (صدفة صافية) والتي كانت بمثابة المدخل إلى روح محمد الظنحاني وتجربته الشعورية والشعرية، فقد تناول الشاعر والباحث المعروف إبراهيم الخالدي في هذا المدخل تجربة الظنحاني الأدبية بطريقة سهلة مما جعلنا نتعرف على الشاعر وقلمه قبل أن نقرأه.
يقول الخالدي : ” الظنحاني يؤاخي في (صدفته) بين القصيدة النبطية، وقصيدة التفعيلة ، وبين النمط الموروث، والشكل المستحدث وهذا أمر يحسب له خاصة وأن قصيدة التفعيلة تعاني الآن من عقوق أبنائها، وعزوف أترابها، ونجد شاعرنا يشتغل في نصوصه لغة وبناء وموضوعا ليمزج بين هويته الوطنية، وانتمائه الإقليمي، وبين حقيقة انه شاعر منفتح على الثقافات العربية المختلفة، ويكاد نصه ينتمي إلى الثقافات العربية كافة ..” .
ويتحدث الخالدي عن أجواء المجموعة الشعرية “صدفة ” فيقول : ” الشاعر الظنحاني عندما يعمد إلى ذكر المدن التي كتب فيها أشعاره، ويدون تواريخها يكاد يفسر لنا حالة الغربة والبعاد التي تفرش أجنحتها في العديد من نصوص الديوان، وباختلاف المناخات تتنزه تلك النصوص في مدن وأزمنة متعددة لتأخذ القارئ في ركابها من خلال رحلة شعرية ممتعة ” .
جمع الديوان بين القصائد العمودية وقصائد التفعيلة فاتسمت القصائد العمودية بلغتها الحالمة الممتزجة بالعذوبة التي تميز لغة الديوان بشكل عام، وبقصائد التفعيلة التي تميزت بقوة المعنى وتماسك البناء وبالصياغات الشعرية الحديثة وبالتراكيب اللغوية وبالصور التي أخذها من الواقع وأعاد قولبتها بأسلوب شفاف ومؤثر.
ومن أجواء الديوان الذي جاء في 156 صفحة من القطع المتوسط نقتطف قصيدة : ” إلى والدي .. إلى معلمي .. إلى صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي .. عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الفجيرة .
أهديك إخلاصي ..ولك ضميري
شعر وخلاصة فكر وابداع وشعور
يا مسندي في كل أمر عسيري
لو تنهدى الأرواح باكون مسرور
الله عطاك الطيب وعقل بصيري
وقلبك ملاه الحب ويشع بالنـــور
حبك زرعته يا حمد في نظيري
وحب الوطن في داخل القلب محفور
يذكر ان الشاعر محمد سعيد الظنحاني من مواليد دبا الفجيرة عام 1969 ، ويحمل درجة البكالوريوس في العلوم جامعة الإمارات العربية المتحدة، ويشغل منصب مدير الديوان الأميري في الفجيرة، ونائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام ، ورئيس مهرجان الفجيرة للمونودراما، وألف العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية، وحائز على جائزة أفضل نص مسرحي عن مسرحية يا ليل ما أطولك في مهرجان أيام الشارقة المسرحية الدورة الحادية عشر 2001 ، وحائز على جائزة أفضل تأليف مسرحي عن نص الحفار في مهرجان أيام الشارقة المسرحية 2002 ، وحائز على لقب شخصية العام المسرحية بالفجيرة لعام 2011 ، وعرضت له العديد من الأعمال المسرحية في مهرجانات محلية وعربية ودولية وتغنى بنصوصه الشعرية عدد من كبار الفنانين الخليجيين والعرب، كما تم تكريمه في العديد من المهرجانات المحلية والعربية والدولية .
وأهم أعماله المسرحية :فانوس،قطرة،شراع السموم ، يا ليل ما أطولك ،الحفار،والليلة الأخيرة ، وأهم اعماله الدرامية والتلفزيونية : سرى الليل ،للأسرار خيوط ، الغافة .
– عرض تيسير النجار/ شاعر وصحفي أردني