
روح الاتحاد
ميرة القاسم
في مثل هذه الأيام من كل عام يتجدد عهد الولاء والحب.. ترفرف أعلام بلادي.. تتزين شوارعها.. أشجارها.. تتسع مساحة البراءة في أعين الأطفال والكبار، ونشعر جميعاً بالسعادة للحال التي صارت عليها دولة الاتحاد.
وعلى الرغم من كل هذه الأفراح التي نقضيها في الاحتفالات والخطب النثرية والكلمات الشعرية والأنغام الموسيقية والأوبريتات، والكم الهائل من التهاني والتبريكات، إلا أنه من الضروري أن نفكر إلى أين سنمضي، وكيف سنمضي.
علينا أن نفتش داخل ذواتنا عن المعنى الجميل لشعار «روح الاتحاد»، وكيف نخلق منه منهجاً لحياة كاملة ورؤية واضحة، وأعتقد أننا جميعاً بحاجة إلى هذه الروح التي تجعلنا نؤدي مهامنا الوظيفية بتفانٍ من أجل الوطن لا من أجل مصالحنا الشخصية.. هذه الروح نحتاجها لتعليم أبنائنا.. تعاملاتنا اليومية.. حتى حينما نتحدث من خلال وسائل الإعلام التي يجب أن تعبر عنا بأبسط ما نبتغيه.. أن يشبهنا.. أن نكون نحن.
روح الاتحاد هي تلك القيم والمبادئ والمواقف والعادات التي كان يتحلى بها أجدادنا المؤسسون.. روح الاتحاد هي جل ما نحتاجه اليوم لحل مشكلات هويتنا، وعلاج الكثير من مشكلاتنا الاجتماعية.. ولطالما كانت هذه الروح هي روح أهل الدار، هذا المعنى العميق بحاجة إلى أن نتأمله ملياً من خلال موقع كل واحد فينا.
روح الاتحاد هي ما يحتاجه المجلس الوطني الاتحادي الآن، لتحمل أعبائه الوطنية كاملة وما يقع على كاهله من مسؤوليات لا حصر لها.. هذه الروح التي تخلق في النفس حالة من الشجاعة النفسية والإرادة من أجل تخطي العادي والرتيب والمستهلك، لإزالة الغائم وهزيمة السلبية والاتكالية بحثاً عن فكر ناضج وعمل دؤوب، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بالشفافية التي لا تحل في جسد أو تسري في عقل أو تخايل وجداناً إلا وتجعله طاقة مستحيلة، وشعاعاً نافذاً، وسماء مفتوحة على كل التأويلات.
وأنا على يقين أن كل مَنْ في المجلس الوطني يدرك متطلبات هذه المرحلة، مستغلاً هذا التنوع في أعضائه ليؤسس نقلة نوعية في أداء المجلس.
ولا شك في أن هذه الدورة ستكون قوية مثيرة للجدل، خصوصاً أن المواطن الإماراتي أصبح منفتحاً على الثقافات والحضارات المختلفة، ويتجاوب بشكل لافت مع كل المستجدات الدولية والإقليمية، ما يجعله تواقاً لدور كل فرد مسؤول في هذا الوطن من خلال مشاركة فاعلة في النهضة، تلك النهضة التي تشكل ملامحنا، فنحن تجربة فرضت نفسها على الواقع بسرعة استجابة مواطنيها لمتغيرات الحضارة، واتساع أفق حكامها الذين يدين لهم كل فرد في المجتمع بالولاء، وذلك لاهتمامهم بقضاياه وسرعة حل جميع مشكلاته الطارئة.
– عن الامارات اليوم
مقالات ذات صلة

روح الاتحاد
عائشة سلطان
الاحتفالات تحت شعار “روح الاتحاد” تضعنا جميعاً أمام مسؤولية الاتحاد كما أراده الآباء المؤسسون منذ 40 عاماً، وقد أجاد من وضع الشعار وأجاد من تبناه، ليصبح شعاراً يتصدر كل التفاصيل، والحكاية كما نقول دائماً ليست في الشعارات ولكن في تطبيقها، وليست في رصف الكلمات ولكن في الشعور بها، وليست في جواز السفر ولكن في السفر عميقاً إلى روح الوطن، وليست في ألوان العلم ولكن في الانتماء إليه حقاً، ولتحقيق ذلك قطعنا جبالاً من السنين وكثباناً وأرتالاً من علامات التخلف، لنصبح في النقطة المضيئة التي نحن فيها اليوم.
أكملت الدولة 40 عاماً، بلغت أشدها والمفروض أن طريق النمو والتنمية قد توازيا فيها نحو النضج، مع تفضيل مؤكد للتنمية على النمو، وبين الاثنين لدى أهل الاقتصاد والاجتماع فرق كبير، حيث يعالج النمو موارد الأرض والطبيعة ليبني ويعمر على الأرض، بينما تعني التنمية أن توظف كل ما لديك لمصلحة الإنسان والارتقاء به في كل المجالات، وتحديداً في التعليم وعلى طريق الوعي لتحقيق الهدف الكبير: المواطن الصالح.
روح الاتحاد: إنسانها، هويتها، ثقافتها، لسان أهلها وملامحهم وتطلعاتهم من أقصى قرى الساحل الشرقي إلى آخر حدود المنطقة الغربية، روح الاتحاد هي أنت وهو وأنا ونحن جميعاً، يجمعنا ولاء للوطن، وامتنان لما نحن فيه من خير ومحبة صادقة، وإخلاص في النوايا والمقاصد، وعلى ذلك يجب أن نربي هذه الأجيال التي لم تشهد شيئاً من مخاض البدايات ولم يتسن لها أن تتفيأ ظلال تلك الأيام المختلفة، لكنها تعيش بالمقابل أياماً أفضل مليئة بتفاصيل مختلفة لا تقل ازدهاراً.
قارب البناء على النضج، تكونت لدى الإنسان توجهات ضرورية فيما يخص يومه وغده وتحديات أبنائه وأحلامهم، وتلك المعوقات التي تعترض الطريق والتي لن نتمكن من عبورها بالتجاهل والأمنيات، ولكن بالتأكيد بكثير من العمل واليقظة والمشاركة، والشفافية، عين على الأمس بكل ركائزه وأمنيات المؤسسين الكبار، وعيون على الغد بكل امتلاءاته وزخمه وطفرات التقدم فيه، فنحن مقبلون على مستقبل يحاكي أفلام الخيال تقدماً وعلماً وتكنولوجيا واتصالات ونظم تعليم و….الخ، وهذا أول ما يحتاجه أن يكون تعليمنا متطوراً جداً، وقادراً على أن يعطي المجتمع والمستقبل مخرجات تتناغم مع كل هذا التطور، وتستطيع أن تشكل رافعة حقيقية للبناء والإبداع.
روح الاتحاد تعني لنا أمناً نتمنى أن يستمر وأن نستثمره في البناء، بناءاتنا الداخلية، بناء إنسان أكثر قوة وصلابة وأبعد ما يكون عن الرخاوة والتميع التي ولدتها الثروة لدى الكثيرين لأن المستقبل لا يمنح مقاعد لدول رخوة ولا لإنسان غير قادر على أن يقف على رجليه بثبات جبل، وأن نستثمره في بناء علاقات مستقرة مع المحيط ومحيط المحيط لأن الأمن هو مفتاح الانتعاش، فرؤوس الأموال جبانة إزاء القلاقل والمشاكل والنقاط الساخنة وقد شاء لنا القدر أن نكون في البقعة الأسخن في العالم، لكن لدينا ثقة في حكمائنا بأن يعملوا على نزع كل الفتائل التي قد تشعل حرائق لن تدفئنا بقدر ما ستحرقنا.
“روح الاتحاد” ستبقى فينا أبداً ما بقينا أبناء مخلصين لنهج زايد وقيادة خليفة، عشقاً غير محدود لإماراتنا بكل تفاصيلها وأطيافها.