منذ الركلة الأولى في تاريخ كرة القدم وحتى يومنا هذا، ظلت اللعبة متمردة وليس لها معايير محددة، فكرة القدم ترفض الرضوخ للتكهنات وستبقى صامدة في وجه التوقعات، وعلى الورق قد تكون لفريق ما حظوة وأفضلية، ولكن في الملعب، فإن كل المباريات تبدأ بنتيجة سلبية، كرة القدم كانت ولا زالت لعبة وفية، لا تتخلى عن التقاليد ولا تتبرأ من العادات، كما أنها سوق رائجة لعشاق المراهنات، وكيف لا تكون وهي لعبة المفاجآت.

وتتميز بطولة كأس أمم أوربا التي انطلقت مساء أمس بتاريخ حافل من المفاجآت المدوية، والنتائج المذهلة التي حيرت خبراء الكرة فلم يجدوا لها تفسيراً منطقياً ولكنها أصبحت أمثلة يتم استخدامها للدلالة على أن كرة القدم تعطي من يعطيها وأسماء المنتخبات بما تضمه من النجوم قد لا يشفع لها وقد لا يكفيها، فهي بطولة فريدة من نوعها لا تخضع لقاعدة وكل الاحتمالات فيها واردة.

وفي البطولة الحالية، تنحاز معظم الترشيحات لفرق معينة وتبدو منتخبات إسبانيا وألمانيا وهولندا وفرنسا على رأس قائمة المرشحين للمنافسة على اللقب مع تباين رؤية المتابعين لحظوظ هذه المنتخبات، حيث يتصدرها المنتخب الإسباني الذي يدخل البطولة كحامل للقب قبل أربع سنوات وبطلاً للعالم قبل سنتين وبسبعة لاعبين من تشكيلة برشلونة ويسعى لمواصلة الاستحواذ على مقدرات الكرة العالمية وتأكيد أن هذا هو زمان الإسبان، ومن أجل الحفاظ على لقبه كبطل، وتحقيق إنجازاً جديد لم يحدث من قبل.

وعلى الرغم من هذه الترشيحات، إلا أن الباب مفتوح لدخول لاعبين جدد للقيام بدور رئيسي في التجمع وربما الذهاب إلى أبعد مما هو متوقع، ومن ينسى المنتخب الدانماركي قبل 20 عاماً عندما دخل إلى البطولة كضيف شرف تم استدعائه في الوقت الضائع لتعويض منتخب يوغوسلافيا آنذاك، وكانت المفاجأة المذهلة أن الفريق الذي كان ضيفاً في الأساس، لم يكتفي بشرف المشاركة ولكنه عاد من السويد بالكأس.

وفي البطولة التي أقيمت في البرتغال عام 2004 نجح الألماني اوتو ريهاجل في قيادة منتخب اليونان إلى التسلل خلسة من الصفوف الخلفية ليصبح في صدارة المشهد وتغلب على أصحاب الأرض منتخب البرتغال في افتتاح البطولة وأعاد الكرة في المباراة النهائية وتوج باللقب في مشهد لم يكن قابلاً للتصديق، ولكن فعلها أبناء الإغريق.

مسك الختام:

قد تصدق التكهنات مرة ولكنها تخيب مرات، وإذا كانت كل الترشيحات تنحاز لمصلحة الإسبان والألمان، تبقت حقيقة أكيدة هي أن كرة القدم ليس لها أمان.

– عن الاتحاد