مشاهد من الحياة
(1)
ومــاذا بعــد
لا أعلم تفاصيل حياة أجمل من اصرارك على التفكير والكتابة .. خاصة اذا ما كانت هذه الرغبة مشحونة برغبتك في الحياة نفسها .. رغبتك في الأستمرار فيها والاطلاع على تفاصيلها ..
فمن فلسفة الحياة تنال قسطك حين تقرأ.. وتتفكر .. ثم اذا ما ذهبت ابعد من ناظريك .. واستمرأت القلم .. وألوان المشاعر المكتوبة .. تبدأ في سياق الفلسفة فكرا وحبرا وخطا وعمرا ..
ومع الأيام .. تذهب بك الرياح بعيدا .. فتصبح فيلسوف الكلمة .. عسير الفكرة .. أريب الحكمة ..
وهكذا ؛ حتى تبدأ مع الأيام في نسيان كثير من التفاصيل المحيطة بك ..
تصبح قادرا على قراءة الآخرين .. نظرة ووقفة أو حتى كتابة ..
وكأن شئيا ما يربط بين احساسك ومشاعرهم .. وكأن هناك حبل موصول ..
تمسك أنت واحساسك بطرفه .. بينما ينتهي طرفه الآخر عند مشاعر الآخرين وأفكارهم ..
فتتضح الصورة أكثر .. وتتمعن في التأمل .. ويزيد مخزون أفكارك ..
وحينها ستقف موقف الحكم .. ولك حرية الاختيار .. والبث في الامور .. إمـا الاختيار بين أخير الخيرين
أو أشر الشرين .. و أهونه .. أي أنك ستختار ان تكون من يسكت ليتكلم الآخرون ..
من يحزن ليفرحوا .. من يبتعد ليتطاولوا .. ومن يعدل ليوقعوا مظالمهم .. اي تختار أن تكون الجانب الذي يرونه في عيونهم وأفكارهم الأضعف .. وتراه أنت بعيون الحق والحب والانصاف الأقوى .. لأنه بإمكانك وببساطة أن تأخذ موقفك الى جانبهم .. أن تبذل من سيئاتك مثلهم ..
وأن تثري موازين عدوانك .. وتأجج نيران حقدك .. كل هذا متاح لك .. ويسهل عليك طريقه ..
لكنك تفضل الدوران حول النار من اجتيازها .. تفضل أن تطفئ وهجها بكلتا يديك من حيث يشعلها الآخرون .. وأن تطعن تأججها وغيرك يذكيه ..
وهكذا حتى تصل الى التكامل .. تكامل مع ذاتك .. مع روحك .. مع مشاعرك .. مع فكرك .. وحتى مع دقات قلبك ونبضاته ..تتكامل مع الآخرين .. فكرا ووجدانا .. وعقلا وضميرا .. وحسا واحساسا .. وهنا يتردد في داخلي تساؤل ..
يــا تــرى
ماذا بعد هذه النقطة ؟؟ ..
– نص خاص بالفجيرة نيوز، وصورة الكاتبة تعبيرية فقط