أصيب خمسة مصريين في انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع كانت مزروعة بالحديقة الوسطى لتقاطع شارعي مصطفى النحاس ويوسف عباس بمحيط جامعة الأزهر بمدينة نصر صباح أمس.
وأكدت وزارة الصحة خروج أربعة من المصابين بعد تلقيهم العلاج واستقرار حالاتهم، فيما عدا المصاب الخامس مازال تحت العلاج والملاحظة وحالته حرجته. ونجح خبراء المفرقعات في إبطال مفعول عبوة ناسفة ثانية كانت مزروعة بإحدى اللوحات الإعلانية بشارع مصطفى النحاس.
وأوضح مصدر أمني أن خبراء المفرقعات عثروا على العبوة الناسفة الثانية أثناء تمشيطهم لمحيط موقع انفجار العبوة الناسفة الأولى التي انفجرت بتقاطع شارعي مصطفى النحاس بالقرب من مجمع مدارس “الملك فهد” ويوسف عباس الذي يمر بجامعة الأزهر. وأكد المصدر أن العبوة الأولى لم تكن مزروعة بأتوبيس نقل عام، ولكنها كانت مزروعة بالحديقة الوسطى الكائنة بتقاطع شارعي يوسف عباس ومصطفى النحاس. وكشفت معاينة النيابة أن الانفجار تسبب في تهشم زجاج أحد أتوبيسات هيئة النقل العام تصادف مروره بمنطقة الحادث، وأسفر تطاير الزجاج عن إصابة 5 مواطنين تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وتبين أيضًا وجود آثار تلفيات بمكان الحادث، كما كشفت المعاينة عن قيام خبراء المفرقعات بإبطال مفعول قنبلة يدوية الصنع أخرى تم زرعها في مكان قريب من مكان الانفجار.
وانتقلت النيابة إلى مستشفى التأمين الصحي لسماع أقوال المصابين، وتبين أن الإصابات التي لحقت بالمجني عليهم، عبارة عن جروح وخدوش في مختلف أنحاء جسدهم.
واستمعت النيابة لأقوال المصابين، وتبين من خلال أقوالهم في التحقيقات أنهم كانوا يستقلون الأتوبيس من منطقة التجمع الخامس وأثناء سيرهم في مدينة نصر، انفجر الأتوبيس لمروره على قنبلة في الجزيرة الوسطى.وأضاف المصابون أنهم سقطوا على الأرض بعد إصابتهم في الحادث، ولم يتمكنوا من معرفة أي تفاصيل، ووجدوا أنفسهم داخل المستشفى، وكشفت التحقيقات أن معظم المصابين من العاملين وليس لهم أي دوافع أو خلافات أو انتماءات دينية. وكلفت النيابة الأمن الوطني والأمن العام بعمل التحريات النهائية حول الواقعة وسرعة ضبط وإحضار الجناة. وقال اللواء سامي يوسف مساعد أول وزير الداخلية ومدير إدارة الحماية المدنية، إن قوات الحماية المدنية والمفرقعات انتقلت إلى مكان الحادث، وتم تطويق المنطقة وتمشيطها، حيث تم اكتشاف عبوة أخرى داخل إحدى لوحات الإعلانات الزجاجية بذات المنطقة، مزودة بريموت كنترول للتفجير عن بعد، وتم التعامل معها ونجحت في إبطال مفعولها.
وأكد الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي أن مصر ستقف صامدة في مواجهة الإرهاب، وما يحدث لن يهز مصر وشعبها، ولن يخاف الشعب ابدأ طالما الجيش المصري موجود. وقال السيسي -خلال حفل تخريج الدفعة 148 ضباط الصف المعلمين- “لا تدعوا هذه الأحداث الإرهابية الغاشمة تؤثر فيكم أو في روحكم المعنوية، فنحن على الحق المبين، أردتم الحرية والاستقرار، وهذا لن يأتي بسهولة ولابد لكم من الثقة في الله وفي أنفسكم وفي جيشكم والشرطة المدنية، وبأننا قادرون على العبور بمصر نحو الاستقرار والأمن والتقدم”.
وطمأن السيسي الشعب المصري قائلا “ لا يوجد قلق أو خوف فنحن فداكم والجيش المصري فداء لمصر والمصريين، ومن يمسكم لن نتركه على وجه الأرض، هدفنا البناء والتعمير والرخاء وليس القتل أو الترويع أو إيذاء المصريين”. وهنأ السيسي الخريجين وأسرهم بالانضمام لصفوف الجيش المصري بقيمه وتقاليده العريقة وحملهم أمانة الدفاع عن الوطن وخدمة شعبه بكل الشرف والتضحية والفداء.
وأكد وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم أن ما تشهده البلاد من وقائع إرهابية، والتي كان آخرها التفجير الذي وقع أمس بمدينة نصر، كشفت عن هوية تلك الجماعات وأغراضها الدنيئة. وطمأن جموع الشعب المصري بأن وزارة الداخلية لن تستكين أجهزتها في مواجهة الجماعات الإرهابية، التي تهدف إلى بث الخوف في نفوس المواطنين؛ سعيا وراء تعطيل خارطة الطريق التي باتت معالمها تظهر للقاصي والداني داخل البلاد وخارجها. وقال خلال اجتماعه بمساعديه أمس إن رجال الشرطة والقوات المسلحة سيواصلون العمل لمواجهة تلك الأخطار التي تحيق بالبلاد، من خلال خطط أمنية تعتمد على نشر دوريات من كلاب كشف المتفجرات واستخدام سيارات وأجهزة كشف المفرقعات في مختلف الشوارع والمحاور والميادين الرئيسية، ونشر خدمات أمنية إضافية لتأمين كافة المنشآت والمحاور المهمة والحيوية، بما فيها الأبنية التعليمية من مدارس وجامعات بالتنسيق الكامل مع قواتنا المسلحة. وشدد على الحسم في مواجهة أية مظاهرات مخالفة للقانون يقوم بها أعضاء الجماعة الإرهابية.
وأكد الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، أن ما يقوم به الإرهابيون من تفجيرات في مصر هو محاولة رخيصة لزعزعة أمن الوطن، وبث الفزع في قلوب المصريين من أجل إعاقة مسيرة التقدم والاستقرار. وأوضح -تعليقا على حادث تفجير مدينة نصر- أن من يعتدي على النفس البشرية أيا كانت، فإنه ينسلخ من وطنيته وقيم دينه، وجزاؤه هو جزاء المفسد في الأرض.
وبدأت وزارة الخارجية المصرية امس من خلال الجامعة العربية إخطار الدول العربية المنضمة لاتفاقية مكافحة الإرهاب لعام 1998، بقرار مجلس الوزراء الصادر امس الأول بإعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وتنظيمها تنظيماً إرهابياً. وذكرت الوزارة أن هذا التحرك يأتي تنفيذاً لما نص عليه البند الثالث من قرار مجلس الوزراء بإخطار الدول العربية المنضمة للاتفاقية المشار إليها بمضمون القرار، وذلك استنادا إلى الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب لعام 1998 والاتفاقية العربية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب لعام 2013 .
وقامت الإدارة العامة لمباحث المصنفات وحماية حقوق الملكية الفكرية بالتنسيق مع مؤسسة “الأهرام” الصحفية التي تتولى طباعة جريدة “الحرية والعدالة “ الناطقة باسم جماعة الإخوان التحفظ على الجريدة وإيقاف طبعها وتوزيعها، وأخذ التعهد على مشرف أقسام الطباعة بالمؤسسة بعدم طباعة أي أعداد من الجريدة ويأتي هذا إنفاذاً لقرار مجلس الوزراء بشأن اعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية، ووقف إصدار الجريدة .
وقررت محكمة استئناف القاهرة تشكيل 6 دوائر من محاكم الجنايات بالقاهرة الكبرى، تختص بنظر القضايا المتعلقة بجرائم الإرهاب وأحداث العنف المنظم التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة ومحاكمة المتهمين بارتكابها. حيث تضمن القرار 4 دوائر من محاكم جنايات القاهرة، ودائرتين من محاكم جنايات الجيزة، وأن يكون دور الانعقاد لكل دائرة محكمة من الدوائر المحددة لمدة أسبوعين في الشهر الواحد، بدلا من أسبوع واحد.
وجاء قرار تشكيل تلك الدوائر من محاكم جنايات القاهرة والجيزة، بعد استصدار موافقة وزير العدل، على ضوء تكرار تنحي المحاكم عن نظر القضايا المسندة إليها في هذا الصدد، حيث قامت محكمة استئناف القاهرة بالفعل بتحديد الدوائر التي ستباشر هذا النوع من القضايا ومقار انعقادها، على أن تتفرغ تلك الدوائر لنظر القضايا الواردة إليها بنص قرار تحديد عملها، وألا تسند إليها أية قضايا جنائية اعتيادية أخرى، حرصا على سرعة الفصل والإنجاز في قضايا الإرهاب.
وتضمن قرار وزير العدل أن يبدأ العمل بهذه الدوائر الجنائية اعتبارا من أول يناير المقبل وأن تنعقد الدوائر الست بداخل مقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة ومعهد أمناء الشرطة بطره فقط، بدلا من مقارها الأصلية بمحاكم شمال وجنوب القاهرة والجيزة.
وأن تحال القضايا المتعلقة بجرائم الإرهاب لكل دائرة من الدوائر وفقا للاختصاص الرقمي لكل قضية.

الاتحاد