علي العمودي

يطل علينا اليوم أول أيام عيد الفطر السعيد، بفرح يشع بين القلوب وبهجة تنتشر في كل الربوع، فرح بالتواصل والتراحم الذي يتجدد في مناسبة سعيدة كالعيد، وفرح بإدخال السرور والسعادة للقريب والصديق، وكل إنسان يعز على أخيه الإنسان، والعيد فرحة للكبير والصغير، والجمع يلتئم في المكان الأثير الذي اعتاد أن يجتمع فيه، في البيت الكبير للأسرة، وفي البيت الكبير للجميع، الوطن، الإمارات بيتنا الكبير.
العيد في الإمارات له طقوسه ورموزه ومعانيه، التي ربما لا تختلف في مظاهر الفرح عن سائر بلاد المسلمين، ولكن له خصوصيته ونكهته الخاصة. ولعل من أبرزها الحرص على ترابط الأسرة بالتجمع والتزاور، وصلة الأرحام، والحرص على إدخال الفرح للصغار بالعيد ولبس الجديد، في صورة تعكس متانة الترابط الاجتماعي الذي حافظ على مظاهره القوية رغم التغييرات الهائلة التي شهدها المجتمع. فما شهده مجتمع الإمارات عبر العقود الأربعة الماضية من تحولات حضارية كبيرة، وتوافد آلاف القادمين إليه من ثقافات وبيئات مختلفة، لم تؤثر في خصوصيته الثقافية والاجتماعية، بل أسهمت في قوة تمسكه بها، باعتبارها جزءاً مهماً ومكوناً أصيلاً من مكونات الهوية الوطنية.
ومن هنا كان الاعتزاز والفرح بالحرص على هذه المظاهر والسلوكيات الحميدة الطيبة، بأن يعم الفرح الجميع.
ونحن نتحدث عن العيد وفرحته نضم أصواتنا لصوت رجال الشرطة والمرور، وهو يناشدون الجميع إلا نسلب الأسر فرحة العيد، بسبب قيادة طائشة مجنونة للسيارة، أو السماح للأطفال باللهو بالألعاب النارية والمفرقعات.
ومع كل مناسبة سعيدة تتجدد المناشدات التي تنطلق من جهات، تعتبر من مسؤوليتها أن يفرح الجميع، ويسعد بالمناسبة من دون منغصات أو كدر. وذلك بالالتزام بالأنظمة والقوانين الخاصة بالسلامة أثناء القيادة، فتجد بعضهم ينطلق بسيارته بتهور في طرق داخلية بين “الفرجان”، من دون أدنى اعتبار لما تشكله تصرفاته من خطر على حياته وكذلك على مستخدمي الطريق. ومن هؤلاء الذي يعتقد أنه يقود طائرة لا سيارة على طريق خارجي، لا يخلو من مفاجآته، وعندها لا يستطيع التحكم بسيارته، وتكون النهاية مؤلمة في كل الأحوال. إصرار غريب من هؤلاء لتبديد الفرح، وتحويل بهجة العيد لحسرة وندم.
وهناك أيضاً مروجو الألعاب النارية الذين لا يتوانون عن استغلال الأطفال لبيع سلعتهم الخطرة تلك بين أقرانهم في الأحياء السكنية، بعد أن أثرت الحملات القوية للبلديات وإدارات الشرطة في تضييق الخناق على هؤلاء المروجين. بعض الألعاب النارية المضبوطة في تلك الحملات رديئة التصنيع والتخزين، وتمثل خطراً على الصغار وحتى الكبار، بكل ما تحمل الكلمة من معنى. وكم طفل بريء تعرض لفقد بصره أو حروق في أطرافه، جراء العبث الخطر بالألعاب النارية، ما يستوجب تفاعل وتجاوب كل فرد منا، وبالذات أولياء الأمور مع جهود الشرطة والبلديات للتصدي للمروجين الذين لا يعنيهم سوى أرباحهم وترويج بضاعتهم الخطرة على سلامة فلذات الأكباد.
نسأل الله السلامة للجميع، وعيدكم مبارك وسعيد. وكل عام والجميع بخير في وطن الخير. إمارات المحبة والعطاء.

– عن الاتحاد