
مكالمات واتصالات مشبوهة
عائشة سلطان
لندخل في الموضوع مباشرة، فهناك قضايا لا تحتمل المقدمات من وجهة نظرنا، بداية فإننا نوجه السؤال إلى الإخوة الكرام في كل من شركتي «اتصالات» و«دو» العاملتين في قطاع الاتصالات والخدمات الهاتفية بجميع أنواعها: ماهي حكاية الاتصالات الغريبة والمشبوهة التي صارت تصل إلى هواتفنا في أية لحظة من لحظات الليل والنهار ؟ اتصالات ورسائل قصيرة تنتهي بتعريف صاحبها أو صاحبتها بأنه من أصحاب خدمة الدردشة، وأي دردشة ؟
أحد القراء الأفاضل حاول تتبع الحكاية ومعرفة ما يكمن خلف الأكمة كما يقولون، فإذا وراءها ما وراءها، فتيات كل عملهن هو إجراء حوارات من نوع معين مع أي متصل بهدف إهدار أمواله على تلك المكالمات الدولية التي تستنزف جيوبه لصالح أصحاب مشروع غرف الدردشة الدولية، وهنا نعيد السؤال عن مسؤوليتنا هنا في الإمارات عن هذه الاتصالات وعن إمكانية التصدي لها وإيقافها ؟
وبالضرورة فإن السؤال موجه بحكم الاختصاص إلى هيئة تنظيم الاتصالات بالدولة وهي التي عادة ما تخوض معارك كبيرة في مجال الاتصالات وتقنياتها وفنونها، وعليه نتقدم لها بسؤال مماثل حول المسؤول عن هذه الاتصالات والرسائل القصيرة التي تصلنا كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً، بلا استثناء وبعبارات مغرية بالنسبة لجيل المراهقين أحياناً كعبارة اتصل أريد أن أسمع صوتك، وأنا بانتظار صوتك، اتصل لنتحدث ونتسلى.. الخ.
من أين لهم بأرقامنا ؟ هناك من سلم هؤلاء قائمة بأرقام مشتركي اتصالات ودو بلا شك، وحتى إن كانت المسألة لها علاقة بالتقنيات والهاكرز والتفوق والعبقرية فإننا كمشتركين لنا حقوقنا ونحن بالتأكيد ندفع مقابل هذه الخدمة ومقابل سرية معلوماتنا والتي دافعت هيئة تنظيم الاتصالات عنها وخاضت حربا شرسة مع جماعة البلاكبيري لحمايتها، ولأجل هذه المعلومات نحن نطرح السؤال متأملين الحصول على إجابة وعلى حماية أيضا.
كيف أحمي ابني من هذه الاتصالات ؟ كيف أحمي كل مراهق ومراهقة منها ؟ كيف أحمي جيوب المستهلكين من عمليات الاستغفال والابتزاز ؟ كيف أضمن أن الفضول لن يدفعهم للمضي خلف عبارات معسولة ومن ثم الوقوع في الشرك المنصوب لهم ؟ وهنا ننتقل من الهدف المادي والمالي إلى هدف أشد فتكا وهو استخدام النساء كرأس حربة لتنفيذ المخطط الذي يهدف إلى ضرب الأخلاق في مقتل وعن طريقه تنفتح كل الأبواب.
نحن نعرف على وجه اليقين بأن السوق الحر المفتوح كما تريده عولمة الشركات الكبرى قائم على تضخيم أرباح أباطرة المال والإعلام والاتصالات في العالم وباستخدام كل الوسائل، وبأننا شئنا أم أبينا فإنهم حولونا إلى مجرد زبائن نستهلك منتجات رديئة ومعطوبة ومسمومة، المهم أن نشتري وأن تتزايد أرباحهم، لكن ذلك لا يمنع أبدا من المقاومة ومن التصدي، فإن كانت قد نجحت خطة إمبراطور الإعلام روبرت ميردوك في تحويل صحف فاشلة إلى مؤسسات ناجحة وأن استطاع أن يؤسس لامبراطوريته باستخدام ثالوث الفضائح والجنس والرياضة فان هناك من سهل له المهمة وهناك من قبل بدور المستهلك السلبي فهل سنظل نقبل على طول الخط؟
نتمنى أن تتصدى هيئة تنظيم الاتصالات لهذه الظاهرة.. ولها من الجميع كل الشكر مقدما.
– عن الاتحاد