د.موزة أحمد راشد العبار

أكد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، أن الإمارات قبضت على التنظيم، وأحبطت مخططات الإخوان المسلمين في الإمارات..

وفي دول الخليج، وأربكتهم، وعليهم أن يعترفوا بأن مخططهم انكسر تماماً، وأن عليهم الانزواء في أوطانهم، وأن يبعدوا عن الخليج، وقال إن التنظيم الإخواني في دولة الإمارات، ظل “خلية نائمة”، ونشط بعد أحداث “الربيع العربي”، وبروز ظاهرة الإخوان المسلمين في عدة دول عربية.

وأشار الفريق ضاحي إلى أن عدوى الأخونة انتقلت إلى البلاد مع من استقبلناهم في بلادنا، فكانوا “ثعابين” جاءوا في هيئة مشايخ، بدأوا يزرعون مبادئهم وأفكارهم، وعملوا على غسيل أدمغة ضحاياهم، مع إعطاء وعود بمكانة في الحكم..

وكان هناك من يضعف أو يستهويه ذلك، ويندفع ويُغرَّر به، ومن يعاني من مشكلة، وكل منهم أعطى آذاناً لـ”الثعابين”، الذين احتفظوا بصور لبعض الأشخاص كمستمسكات ضدهم، يكشفون عنها إذا تخلوا عن التنظيم أو تركوه. وقال: حتى نكون واضحين، لا بد أن نعرف أن تنظيم الإخوان المسلمين، انتشر في مختلف أرجاء الوطن العربي، وعناصره موجودة، ورب ضارة نافعة.

جاء ذلك في برنامج “قضية وطن”، على قناة دبي الفضائية، الذي قدمه الإعلامي والكاتب الإماراتي علي عبيد، وتناول فيه تفاصيل قضية التنظيم السري الإخواني في الدولة.

ومعروف أنه في وقت من الأوقات، فإن مجموعة من «الإخوان المسلمين» أتت للبلاد باعتبارهم مشايخ معممين، ولم تكن الأجهزة الأمنية، تحمل أي مخاوف من هذه الجماعة، ولم تكن الإمارات لديها سابق معرفة بها، فانخرطوا في التعليم، وكانوا هاربين من ملاحقة الأجهزة الأمنية في بلادهم لخلافات أيديولوجية، ورحبت الإمارات بهؤلاء، واستقبلتهم كمشايخ دين، يحملون العمامات على رؤوسهم، ويرتدون الجلاليب.

وعلى الرغم من الاستقبال الجيد لهم، فقد أرادوا أن يضعوا بذرة تنظيمهم في الوطن، ولم يدركوا أنهم بهذا الأسلوب يجنون على أنفسهم، ويحصلون على عاقبة سيئة، وهم دخلوا بأسلوب غسيل المخ، ليحولوا الناس العاديين إلى أيديولوجيتهم، من خلال غرس تعاليم معينة في من هم في أعمار صغيرة..

وأصبح هذا التنظيم يسجل مستمسكات على العضو، يهددونه بها إذا خرج عن التنظيم، وهذه الممارسة تدل على أن التنظيم بعيد كل البعد عن الإسلام، وفي فترة من الفترات تمت تغذية أعضاء التنظيم بأفكار معينة، انغرست فيهم وأصبحت جزءاً من شعورهم.

ولقد تنبهت قيادة الدولة لخطر التنظيم الإخواني، وانكشفت أجندتهم السرية بالتدريج، إلى أن ثبتت حقيقتهم، وخطورة مؤامراتهم الخفية، للتأثير في المجتمع الإماراتي، عبر المدارس والمساجد، وبعد أن ظلوا يسيطرون على وزارتي التربية والتعليم والشؤون الإسلامية، ويهيمنون على المدرسة والمسجد سنوات عديدة إلى أواخر التسعينيات وبداية الألفية الثانية، تم إبعادهم عن هاتين الوزارتين، نظراً لأهميتهما.

وقد انفردت جريدة «الوطن» المصرية بنشر الجزء الثاني من تسجيلات المكالمات الهاتفية بين زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري والرئيس المصري المعزول محمد مرسي، تكشف تورط خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان، ورفاعة الطهطاوي رئيس ديوان الرئاسة السابق، في لعب دور الوسيط للتقارب بين الرئيس المعزول، والإخوان من جهة، وتنظيم القاعدة من جهة أخرى.

وحصلت «الوطن» على تفريغ مكالمات جديدة بين الظواهري ومرسي، تكشف العلاقة التي ربطت بينهما، كما تكشف أن تنظيم الإخوان أسس شبكة اتصالات، من خلال شركة أميركية، لمنع مراقبة الاتصالات، ومنع التجسس على رسائل البريد الإلكتروني..

وكان مسؤولو هذه الشركة على علاقة مباشرة بالرجل القوي في تنظيم الإخوان خيرت الشاطر. ونقلت «الوطن» عن مصادر سيادية مسؤولة، أن أجهزة سيادية استطاعت فك شفرات الشبكة، التي كان يستخدمها تنظيم الإخوان في الاتصالات التليفونية والرسائل الإلكترونية مع عناصر تنظيم القاعدة خارج البلاد..

وكشفت أن «مرسي» تسلم هواتف خاصة من خارج البلاد، استوردتها تركيا من إحدى الدول الكبرى، وسلمتها لمسؤولين بعينهم، داخل مؤسسة الرئاسة المصرية، وأن أحمد شيحة، أحد مستشاري الرئيس المعزول، والسفير رفاعة الطهطاوي، استخدما تلك الهواتف أكثر من مرة، في إجراء الاتصالات مع تنظيم القاعدة.

وقد كشفت الأجهزة السيادية في مصر مكالمة بتاريخ 9/12/2012، تكشف الاتفاق بين الرئيس المعزول، وزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وتحريضه ضد دول الخليج، وعلى رأسها الإمارات والسعودية، قائلًا: «إنها دول كافرة تساعد أميركا على نشر الكفر»، فقال مرسي للظواهري: «السعودية والإمارات عملوا على مساعدة العلمانيين طوال السنين الماضية في الوصول إلى السلطة..

ومساعدة نظام مبارك من قبل، ويجب ردعهم، وإن مصر سترفع يدها عنهم، وستقوم بزيادة التعاون مع إيران، لوقف نفوذ دول الخليج في المنطقة». واستطرد مرسي قائلاً: «دول الخليج عقبة في تحقيق حلم الخلافة الإسلامية»، فرد الظواهري: «ردعهم واجب على كل مسلم، يغار على دينه»، فقال مرسي للظواهري: «الخلافة الإسلامية مقبلة يا أمير المؤمنين».

وتعليقاً على هذه المكالمة، كشفت المصادر أن أيمن الظواهري خطط بالفعل لعمليات كبيرة داخل السعودية، من خلال عناصر القاعدة، وإشعال فتنة بين الشيعة والسنة هناك، وإشعال أزمات داخل الإمارات، بالتعاون مع تنظيم الإخوان، الذي صار له نفوذ في كل المنطقة العربية.

ونحن على ثقة بأننا في دولة الإمارات لسنا طرفاً في أي صراعات، وننأى بأنفسنا عن أي مزايدات، لأن لنا ثوابتنا وقناعات مواطنينا الملتفين حول قيادتهم، وكفانا فخراً أن الإمارات احتلت موقع الصدارة من بين دول المنطقة في “الإحساس بالسعادة والرضى”، بين المواطنين، وأن مسيرة التنافسية محتدمة لبلوغ غايات الريادة والتميز.

– البيان