تجاهل البحرينيون دعوات المعارضة لمقاطعة الانتخابات التشريعية والبلدية، واقترعوا بكثافة أمس لاختيار 39 نائباً من بين 266 مرشحاً، و29 عضواً بلدياً من بين 153 مرشحاً، الأمر الذي دفع السلطات إلى تمديد التصويت ساعتين إضافيتين حتى العاشرة ليلاً (الحادية عشرة بتوقيت الإمارات)، وفق ما أكدت هيئة الانتخابات، لافتة إلى عدم رصد أي تجاوزات.
وذكرت «وكالة أنباء البحرين» أن الاقتراع تم في 13 مركزاً عاماً و40 مركزاً فرعياً في محافظات المملكة الأربع، وأن الإقبال كان منقطع النظير. وأوضحت أن نسبة المصوتين من الرجال عند العاشرة صباحاً بلغت 63% مقابل 37% من النساء ممن لهم حق التصويت، لافتة إلى أن الفئة الأكثر مشاركة كانت للمواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً (23%)، مقابل 11% فقط من الفئة العمرية بين 60 و70 عاماً.
ودعي 349 ألفاً و713 ناخباً مسجلين، إلى الانتخابات حسب الأرقام الرسمية. وينظم القانون عملية الاقتراع، حيث يحق للناخب التصويت لمرشح واحد فقط ويفوز في العضوية من يحقق نسبة 51 في المئة من أصوات المشاركين. وفي حال عدم حصول أي مرشح على نسبة 51 في المئة، تعاد الانتخابات بعدها بأيام قليلة بين المرشحين الأكثر حصولاً على عدد الأصوات لتحسم النتيجة بينهما.
ورصد مراسلو «وكالة أنباء البحرين» حسن الإعداد والتنظيم داخل وخارج أروقة مراكز الاقتراع، حيث أشاد المواطنون بمستوى التجهيزات والاستعدادات التي كانت عليها المراكز والترتيبات المعدة لاستقبال الناخبين للإدلاء بأصواتهم بكل سهولة ويسر، ووجهوا الشكر إلى الجهات المعنية، خاصة اللجنة التنفيذية العليا للانتخابات، لجهودها الواضحة لإخراج هذا العرس الديمقراطي في أبهى صورة ممكنة.
وسجل اقتراع كثيف في منطقة الرفاع، حيث يقيم رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، حيث اصطف الناخبون بالثياب التقليدية في طابور أمام مركز الانتخاب قبل فتح الصناديق. وقال عبد الله بن حسن البوعينين المدير التنفيذي للانتخابات «إن المعارضة (في إشارة إلى جمعية الوفاق الوطني وثلاث جماعات أخرى) أغلقت بعض الطرق لمنع الناس من التصويت، لكن الشرطة تعاملت مع الأمر وفتحت الطرق»، مؤكداً أن نسبة الإقبال على الانتخابات كبيرة.
وعشية الانتخابات، أكدت وزيرة الإعلام المتحدثة باسم الحكومة سميرة رجب، أن باب الحوار مع المعارضة التي تقاطع العملية لن يقفل حتى الوصول إلى توافقات، لكنها أضافت «إنه لا يمكن إبقاء البلد وتعطيل كل المشروع الإصلاحي وتعطيل كل مصالح الدولة من أجل الوصول إلى اتفاق أو توافق مع طرف سياسي واحد». وقال نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة «إن الانتخابات النيابية والبلدية تدل على أن البحرين ماضية في طريقها نحو الإصلاح والنمو، وأن قيادة وشعب هذا الوطن غير آبهين بدعوات الرجوع إلى الوراء وتعطيل مسيرة الخير».
– الاتحاد