أكدت إدارات مدرسية وأولياء أمور أن نتائج الطلبة في صفوف النقل (من 6-11) جاءت صادمة وأثارت الكثير من التساؤلات، في ضوء النتائج التي أظهرت أن نسبة الطلبة الذين أخفقوا في أكثر من مادة ولديهم امتحانات دور ثانٍ، تصل إلى قرابة النصف في العديد من المدارس.

واستعرضت إحدى مدارس الحلقة الثانية نتائج طلبتها لـ«البيان»، حيث أظهر الكشف أن إجمالي من لديهم امتحانات إعادة في المدرسة بلغ 121، بينما رسب 73 طالباً ونجح 156، وبلغ عدد الراسبين في الصف السادس 28 طالباً. وأما الإعادة فيتقدم لها 33 طالباً والناجحون 23 طالباً، ووصل عدد من حجزوا مقاعدهم في امتحان الإعادة من الصف السابع 44 طالباً، يقابلهم 40 طالباً ناجحاً و27 راسباً، وفي الصف الثامن يتقدم للإعادة 26 طالباً، وأخفق 7 طلاب في الترفع للصف التاسع.

النتائج بحسب ذوي الطلبة والإدارات المدرسية، تشير إلى ظاهرة سلبية تستحق التوقف لدراستها وتشخيصها لإيجاد الحلول المناسبة لمعالجتها، مطالبين بالتركيز على جودة التعليم في المراحل التأسيسية، وعمل مراجعة شاملة لمعرفة مواطن الضعف وإيجاد الحلول، وأجمعوا على أن الطالب والمعلم ووزارة التربية مجتمعين هم شركاء في أسباب هذه المشكلة، التي أظهرت تدني مستويات النجاح،

ووجهوا بضرورة تحليل نتائج طلبة صفوف النقل، للوقوف على نقاط ضعفهم ودراستها، وتوصيف أسبابها والنظر في كيفية معالجتها، من خلال استحداث مبادرات أكثر فعاليّة، بما في ذلك وضع خطط علاجيّة لكل طالب لتحسين أدائه، وصولاً إلى تحقيق الكفاءة الداخلية والخارجية لمنظومة التعليم برمتها.

خالد محمد الروباري، الذي التقيناه وهو يتسلم شهادة ابنه حيث فوجئ برسوبه في الصف الخامس، قال إن ابنه يخفق لأول مرة ولم سيبق له أن تدنى مستواه بهذا الشكل، مضيفاً أن النتائج بشكل عام كشفت عن ضعف عام لدى الطلاب.

أما علي خميس، ولي أمر، فقد فوجئ بأن لدى ابنه امتحان دور ثانٍ، وطالب بمعرفة مكمن الخلل وتشكيل لجنة في كل مدرسة لدراسة وتحليل النتائج، لتحديد الأسباب الحقيقية لرسوب الطلبة بهذه الأعداد. وقال إن نظام الترفيع التلقائي وغياب دافعية التعلم وضعف مستوى بعض الهيئات التدريسية، وتبدل قرارات الوزارة بصورة متكررة، أربكت العملية التعليمية وجعلت الطلبة كحقل تجارب ما جعلهم يخفقون.

وقال معلم في مدرسة حكومية في الشارقة، إن ارتفاع نسب الرسوب والإعادة يدعونا للتساؤل عن الدور المدرسي الذي يبذله المعلمون والمديرون، في ظل ضعف الطلاب مع بداية كل مرحلة دراسية، ونصطدم بمستويات طلابية ليس لديها القدرة على كتابة أسمائها، مضيفاً أن الإخفاق بأعداد كبيرة يعكس واقعاً ومستوى طلابياً متدنياً، مؤكداً أنه ليس للطلبة ذنب في ذلك وأن على التربية أن تسد الثغرات.

وتحفظ مسؤولو الإدارات المدرسية على ذكر أسمائهم، ولكنهم أقروا بحقيقة زيادة الرسوب هذا العام في صفوف النقل (من 6-11)، وجميعهم وضعوا «بنك الأسئلة» في قفص الاتهام، كون الامتحانات تحتوي على ما يقارب 60% من بنك الأسئلة، وجميعها أسئلة صعبة في مستوى الطالب المتفوق.

وأكد مدير مدرسة في دبي، حلقة ثانية وثانوية، أن لديه 30 طالباً سيدخلون امتحانات الإعادة، حيث جاءت نسبة النجاح على مستوى مدرسته متدنية، على خلاف السنوات السابقة، إذ كانت امتحانات الإعادة لا تتعدى عشرة طلاب، وخاصة أن مدرسته متميزة وفيها عدد كبير من الطلبة المتفوقين.

واعتبر مدير آخر أن المدرسة شهدت حضوراً كبيراً لأولياء أمور معترضين على نتائج أبنائهم، حيث إن نسبة نجاح الأدبي في الحادي عشر في إحدى المدارس بلغت 60% والعلمي 75%، بينما جاءت نسبة النجاح في الصف العاشر 70%، معتبراً أن هناك عدداً كبيراً من الطلبة سيدخلون امتحانات الإعادة.

وطالبوا وزارة التربية والتعليم بعمل إحصائية شاملة عن واقع نتائج طلبة صفوف النقل، للوقوف على أسباب هذا التدني ووضع خطط علاجيه لهذا الأمر. ووضع مديرو المدارس، أيضاً، «بنك الأسئلة» في قفص الاتهام، وخاصة أن أسئلته تحتوي مصطلحات من خارج الكتاب الوزاري فضلاً عن صعوبة أسئلته، مطالبين الوزارة والقائمين عليه، بإجراء تعديلات وتطويرات تشمل جميع أسئلته لتواكب وتناسب عقول الطلبة، كونهم من صفوف النقل.

«البيان» حاولت الحصول على إحصائية تفصيلية لنتائج صفوف النقل، ورد من المسؤولين في وزارة التربية عن أسباب التدني الكبير في الدرجات وزيادة أعداد الطلبة الذين لديهم دور ثانٍ ورسوب، وهل هناك نية لإجراء دراسة تحليلية لتقصي أسباب الإخفاق والمسؤول عنه، إلا أن التربية آثرت الصمت ولم تجب عن الأسئلة المطروحة حتى كتابة هذه السطور.

البيان