كشف الدكتور المهندس عبدالله بلحيف النعيمي وزير الأشغال العامة، رئيس مجلس إدارة برنامج الشيخ زايد للإسكان، عن دراسات يجريها البرنامج حول مدى حاجة مدن المنطقة الشرقية من إمارة الشارقة إلى مجمعات إسكانية جديدة، بالإضافة إلى إمارة الفجيرة التي سيتم تسليم مجمع “خليفة” السكني بها خلال الفترة القليلة المقبلة .
أوضح النعيمي في تصريح خاص ل”الخليج” أن الدراسة تشمل عموم مناطق الساحل الشرقي بما فيها مدن الفجيرة وكلباء وخورفكان، مشيراً إلى أن من أركان الدراسات التي تجرى في هذا الصدد، مدى توافر المواقع والأراضي المنشودة لإنشاء المجمعات عليها، كاشفاً عن تنسيق يجري مع الحكومات المحلية للوقوف على مدى إمكانية توفير الأراضي للمجمعات في حال إقرارها بشكل نهائي .
من جهة أخرى وفي رده على سؤالنا بخصوص مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة القاضية بمسح وإحلال وصيانة 10 آلاف مسكن، أشار وزير الأشغال العامة إلى انتهاء وزارته من كافة أعمال المسح الميداني للمساكن المشار إليها والتي شيدت قبل عام ،1990 موضحاً أن الأمر بات الآن في عهدة لجنة المبادرات ووزارة شؤون الرئاسة .
وقفت عمليات المسح الميداني للمساكن التي نفذتها الوزارة بالتعاون مع البلديات في مختلف الإمارات، على إعداد تقارير إنشائية للوقوف على بيئة المسكن والحالة العامة والإنشائية للمسكن، وإعداد تقارير البيانات التي تختص بتحديد صفة المسكن ورقمه ومساحته الكلية ومحتوياته ومرافقه وسنة إنشائه وتاريخ آخر عملية صيانة خضع لها، إضافة للبيانات الرسمية الخاصة بالسكان وعددهم وحالاتهم الاجتماعية .
وتشهد مدينة كلباء 3 مشاريع من شأنها تحقيق نقلة نوعية في مختلف النواحي . . المشاريع المنبثقة جميعاً عن لجنة مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، بعضها قد كسر حاجز التصاميم لينتقل إلى أرض الواقع، والبعض الآخر في إطار وضع لمساته الأخيرة .
كاسر الأمواج . . ليس مجرد صخور

عن مشروع كاسر الأمواج المزمع إنشاؤه قبالة شواطئ مدينة كلباء بمبادرة من صاحب السمو رئيس الدولة، أوضح الدكتور عبدالله بلحيف أن المشروع يأتي في سياق لجنة المبادرات، والوزارة في انتظار إقراره من وزارة الشؤون الرئاسة، وفور ذلك يبدأ العمل في المرحلة الأولى من المشروع، وتمتد تلك المرحلة من آخر حدود إمارة الفجيرة إلى ميناء الصيادين بكلباء، على أن تصل المرحلة الثانية حتى ميناء خور كلباء .
وعلمت “الخليج” أن المشروع بمرحلتيه من المتوقع أن تتخطى تكلفته حاجز المليار درهم، حيث تمتد الأعمال الإنشائية للمشروع بمرحلتيه الاثنتين إلى نحو 8 كيلو مترات، بحسب مخطط المشروع، الذي يخضع حالياً إلى دراسة .
وبحسب مصادر رسمية يحمل مشروع الكاسر في طياته أبعاداً تنموية ستغيّر من شكل مدينة كلباء، فعلاوة على كونه حائط صد في وجه الفيضانات والأعاصير التي تضرب كلباء كل عام، فإن مخطط المشروع يشير إلى تغيير جوهري وشكلي سيلحق بمدخل المدينة وعلى امتداد شارع الكورنيش .
وينجم عن المشروع الضخم، استحداث شارع جديد مواز لطريق الشيخ سلطان القاسمي، ويفصلهما حديقة الكورنيش، بمعنى أن الطريق المزمع، سيتم تنفيذه بعد استقطاع مساحة من الساحل البحري للمدينة وردمها .
التغيير الموازي لمشروع كاسر الأمواج، بحسب ما وصلتنا من معلومات، يضيف متسعاً كبيراً لمدخل المدينة الذي كان إلى حد كبير يتسم بالتواضع من حيث مساحة الشارع، كما يضفي لمسة جمالية كبيرة على امتداد الكورنيش، ويوفر مادة خصبة ومساحة كبيرة للجهات المحلية للتوسع في المتنزهات والحدائق بمنطقتي الكورنيش وسهيلة .

من الطبيعة البكر إلى واحة الفيلات

قبل فترة ليست ببعيدة كانت منطقة الساف شبه مهجورة، لوعورة طبيعتها ومشقة الوصول لها . . الآن اختلف الوضع فباتت المنطقة بمثابة ظهير سكني جديد بالمدينة، عزز من انتشار الفيلات وإقبال المواطنين على المنطقة، وصول الطريق الدائري لها والذي سهّل الحركة المرورية من وإلى المنطقة . فقد عملت الأجهزة المحلية على تعبيد واستصلاح الأراضي، وزادت كثافة الإقبال على تشييد المساكن بها حتى أصبحت اليوم “واحة الفيلات” بكلباء .
آخر هذة المساكن، دفعة جديدةً ضمن مبادرات رئيس الدولة، سيتم إنشاؤها في المنطقة . . كشف ذلك هلال النقبي رئيس المجلس البلدي بمدينة كلباء، الذي أماط اللثام عن تسليم إدارته قبل أسابيع قليلة، 169 قطعة أرض بالساف، لوزارة الأشغال العامة التي ستشرف على تنفيذ مشروع صاحب السمو رئيس الدولة القاضي بتشييد 169 منزلاً جديداً للمواطنين .
النقبي أوضح أن مشروع المساكن الجديدة في عهدة وزارة الأشغال الآن، بعد تسليمنا الأراضي المطلوبة بعد استصلاحها وتهيئتها تماماً بالتنسيق مع دائرة التخطيط والمساحة بالشارقة، وبما يتناسب مع أغراض البناء والتعمير، معبراً عن تمنياته أن تكلل هذه الجهود بالنجاح، مشيراً إلى استفادة عدد كبير من المواطنين من هذا المشروع، وفي المقدمة فئة الشباب والمقبلين على الزواج كفئة لها الأولوية في توفير المسكن الملائم . واعتبر هلال النقبي أن المشاريع التي تشهدها كلباء أو التي بصدد التنفيذ، مشاريع تنموية من الطراز الأول، فالمساكن هي العمود الفقري للعيش الكريم في أي مجتمع، والطرق هي شرايين الحياة، كما أن كاسر الأمواج وما يحققه من أمن وسلام للسكّان، يضيف لمسة جمالية على المدينة .

شريان تنمية المناطق البعيدة

عن مشروع الطريق الدائري بكلباء البالغ طوله 15 كيلو متراً، الذي انتهت مرحلته الأولى بتكلفة قاربت ال70 مليون درهم، أشار النقبي إلى أنه سهّل الوصول إلى مناطق كان من الصعب الوصول اليها سابقاً، أو لنقل كان يحدث بمشقة مما كان يقلص فرص تنمية تلك المناطق، ومنها منطقة الساف التي تشهد طفرة عمرانية كبيرة، ويوفر الطريق عنصر الربط بين العديد من المناطق داخل كلباء .
وعن المنافع الاقتصادية والاجتماعية للطريق الجديد بمرحلتيه، يسهم في زيادة الإقبال على الأراضي السكنية على امتداد 15 كيلو متراً داخل أراضي مدينة كلباء، بعد أن كانت تلك الأراضي في وقت قريب بعيدة عن المواطنين، كما يعزز التواصل المجتمعي بين القبائل المختلفة التي كان من الصعب الوصول إلى مناطقها قبل تعبيد تلك الطرق .
يصل طول الطريق الممتد من منطقة الحيل الصناعية بالفجيرة، إلى عمق مدينة كلباء، ويمتد بداخلها لمسافة 10 كيلو مترات، مروراً بمنطقتي السور والغيل، ليشكل شرياناً جديداً يربط المناطق المترامية للمدينة بطريق مطار الفجيرة، ومنه إلى شارع الشيخ خليفة بن زايد . وإضافة إلى مشروع الطريق، صممت وزارة الأشغال العامة شبكة حديثة لتصريف مياه الأمطار، تكون موازية لسيره، كما تعمل على التحقق من وجود أعلى درجات الأمان على الطريق الجبلي . ويتكون الطريق من مسربين في كل اتجاه يفصلهما جزيرة وسطى محاطة بسياج ثنائي .

الخليج