
وزارة الصحة هل من دواء؟؟؟
إبراهيم الهاشمي
الصحة” وما أدراكم ما وزارة الصحة، إنها الانتظار حتى ينخر السوس العظام، أو حتى يبلغ السيل الزبى، أو حتى ينقطع الدواء عن الناس، أو معدات وأجهزة أكل الدهر عليها وشرب .
ابتسمت وأنا أقرأ في 2011 خبر تبرع أحد رجال الأعمال المواطنين بجهاز حديث لقسم المسالك البولية بمستشفى صقر برأس الخيمة، وقبلها في 2009 تبرعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ب 11 جهازاً لغسل الكلى قيمتها الإجمالية مليون درهم، وبينهما أزمة الدواء التي بدأت في 2010 ولم تحل حتى شهر أبريل 2011 بقرار من الحكومة رفعت فيه مخصصات شراء الدواء من 150 مليوناً إلى 300 مليون لمواجهة ذلك النقص، والكثير الكثير من الوقائع والأحداث سواء في ضعف الإمكانات أو قدم المباني وتهالكها، أو حتى اهتراء الأغطية والأسرّة في بعض مستشفيات رأس الخيمة مثلاً .
ومع الابتسامة اشتعل الرأس بكثير من الأسئلة منها، هل عجزت وزارة الصحة مثلاً عن تقدير قيمة ما تحتاج إليه من أدوية في ميزانيتها المقدمة إلى مجلس الوزراء، فيلجأ المجلس مشكوراً إلى مضاعفة المبلغ 100% ليحل ذلك الإشكال الذي لم تحسبه، أو نقص الخدمات، أو نقص أدوية الأمراض المزمنة هذه الأيام، أو نقص في المعدات البسيطة كالمخدات والشراشف والأغطية، أو هروب كادرها الطبي .
هل يتلخص عيب ضعف أداء الوزارة في ضعف الميزانية أو في أسلوب الإدارة، حتى تنتظر المتبرعين ليسدوا حاجة مستشفياتها من مختلف النواقص التي لا تعد ولا تحصى؟ أما من حل لكل تلك المشاكل المتراكمة والمستمرة؟
تبرع الهيئات والجهات المجتمعية ورجال الأعمال ليس عيباً، بل هو شيء مطلوب ولا بد من التشجيع عليه، لكن يجب أن لا يشكل القاعدة، إلا إذا أعلنت الوزارة أنها عاجزة عن حل ما تعاني من مشكلات في مستوى مرافقها وخدماتها وأجهزتها ورواتب كادرها الطبي، بسبب الميزانية المخصصة لها والتي لا تؤهلها لتقديم كل تلك الخدمات، عندها سندعو إلى حملة تبرعات وطنية لدعم وزارة الصحة بما تحتاج إليه من أموال، لتستطيع أن تسد عجزها وترمم مبانيها وتوفر ما ينقصها من أجهزة ومعدات وكادر طبي، وتقدم لنا ما نحتاج إليه من مرافق طبية راقية ومعدات حديثة وخدمات علاجية على أعلى مستوى عالمي .
وزارة الصحة تحتاج إلى علاج فهل من دواء؟