اختارت اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، هيئة آل مكتوم الخيرية، شخصية العام الإسلامية للدورة الرابعة والعشرين للجائزة، دورة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه.

وأعلن إبراهيم بوملحه رئيس اللجنة، عن الشخصية في مؤتمر صحافي عقد في مقر انعقاد المسابقة في ندوة الثقافة والعلوم، مشيراً إلى أن اختيار الهيئة للفوز بجائزة الشخصية الإسلامية، جاء استناداً لأياديها البيضاء في جميع أنحاء العالم، ولجهودها الإنسانية والخيرية الواضحة في جميع المجالات، ومنها المجال التعليمي والصحي والإغاثي والثقافي، منذ أن أسسها المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، عام 1997.

وأضاف: «يعد العطاء ودعم العمل الإنساني، محلياً وعربياً وعالمياً، من أبرز سمات هيئة آل مكتوم الخيرية التي وفرت الغد المشرق للأيتام والفقراء والمحرومين في مختلف أنحاء العالم، وتهيئة الفرص التعليمية للمحرومين من التعليم خاصة في القارة الأفريقية، وامتدت الأيادي البيضاء للهيئة إلى أعمال الإغاثة وحفر الآبار والمساعدات الصحية وبناء المساجد، في أغلب الدول الأفريقية والأوروبية والآسيوية والعالم العربي وأستراليا».

التعليم أولاً

وقال بوملحه: «إن الأيادي البيضاء للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، من خلال هيئة آل مكتوم الخيرية، وصلت إلى معظم دول العالم شرقه وغربه، ومسحت عطاياه، أوجاع الأيتام والمعوزين ومحدودي الدعم وفاقدي التعليم والصحة».

وبحسب التقرير الذي تلته اللجنة خلال المؤتمر الصحافي، فقد تصدر قطاع التعليم العنوان الأبرز لأعمال الهيئة الخيرية والإنسانية، حيث شكلت مدارس الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، مشروعاً تعليمياً متكاملاً في القارة الأفريقية لآلاف الطلاب، بعيداً عن الأمية والجهل والفقر الذي تعايشه أسرهم.

وانطلق هذا المشروع الرائد بعشر مدارس ليصل اليوم إلى أكثر من 50 مدرسة ثانوية في 25 دولة أفريقية وكلية جامعية وجدت جميعها إقبالاً منقطع النظير من المسؤولين والأهالي هناك، وأصبحت من أفضل وأقوى المؤسسات التعليمية من خلال النتائج التي تحققت خلال السنوات الماضية بتبوؤ طلابها المراكز الأولى والتحاقهم بالجامعات التي تخرّجوا فيها ليعملوا في مناصب مهمة في دولهم.

وتحرص هيئة «آل مكتوم» الخيرية على تطوير هذا المشروع، لما له من أثر إيجابي كبير على المجتمعات الأفريقية، وتوفير الميزانية المالية لتسيير العمل بالمدارس التي أصبحت تستقطب الطلاب المعسرين والمتميزين والنوابغ، لاسيما أن برامجها التعليمية توفر المعامل وأجهزة الحاسوب والكوادر التعليمية المؤهلة.

أصحاب الهمم

وأطلقت الهيئة جائزة سمو الشيخة روضة للتميز لأصحاب الهمم بمبادرة «موهبتي» تحت رعاية سموها، والتي تعتبر الأولى من نوعها في الوطن العربي لتقديم جوائز التميز لهذه الفئة الغالية على قلوبنا في مجالات تحفيظ القرآن الكريم، وتصميم الأزياء والزراعة والتصوير الفوتوغرافي والأشغال اليدوية، بغرض تفعيل دورهم كأعضاء فاعلين في المجتمع، والارتقاء بدورهم في المجتمع لتمكينهم وبث السعادة في نفوسهم. وأسست الهيئة 4 مراكز خيرية في عام 2003، وهي مركز العوير ومركز حتا، والبرشاء، والليسيلي، بالتعاون مع جمعية بيت الخير بدبي وفق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، حيث يخدم كل منها عدة مناطق مجاورة.

مركز لأصحاب الهمم

وتم إنشاء مركز الشيخة ميثاء بنت راشد لأصحاب الهمم بمنطقة حتا التابع للهيئة، وذلك في العام 1999، وتتمثل أهداف المركز في تقديم التعليم الأكاديمي بما يتلاءم مع قدرات الطلبة من أصحاب الهمم، وتقديم الرعاية الصحية والنفسية والتربوية لهم، إلى جانب تعزيز مهاراتهم، وتنظيم رحلات ترفيهية وعلمية، وتهيئتهم نفسياً وبدنياً لمواجهة الحياة بصورة طبيعية.

ويقدم المركز خدماته العلاجية والتربوية لكافة أنواع الإعاقات مثل الصم والبكم والتأخر الذهني والشلل الرباعي ومتلازمة داون، والأطفال من ذوي التأخر الذهني البسيط القابلين للتعلم، كما افتتح أخيراً قسمين للتدخل المبكر والتوحد.

الجانب الدولي

ولم تدخر الهيئة وسعاً في مد يد العون للجهود المبذولة لإغاثة المنكوبين وإنقاذ من تعرضوا للمجاعات والكوارث الطبيعية، وذلك بالتعاون مع الجهات الخيرية داخل وخارج الدولة.

وأولت الهيئة أهمية كبيرة لبناء المساجد في العديد من الدول، وتأسيس المراكز الثقافية والتعليمية المتعددة الأغراض التي يستفيد منها مئات الآلاف من الطلاب، إضافة إلى تأسيس المراكز الطبية على امتداد الخريطة الجغرافية للوطن العربي.

كما أنشأت مركز إعادة تأهيل أصحاب الهمم في دبي وقدمت الدعم المالي والعيني لجمعية الثلاسيميا وزوّدتها بالأجهزة الطبية الضرورية للتخفيف من معاناة وآلام المرضى، وكذا مراكز العناية بمرضى الشلل الدماغي، إضافة إلى رعاية الهيئة لطلاب المدارس وإسهامها الكبير في مسيرتهم التعليمية، فضلاً عن كفالتها للأيتام وتأمينها الغذاء والدواء والكساء لمن هم بحاجة إليه.

وساهمت الهيئة في بناء المراكز الطبية العلاجية في فلسطين والأردن وأفغانستان وغيرها من الدول، إضافة إلى تزويدها بكافة الأجهزة الطبية والمعدات الضرورية لضمان استمرارية العمل في هذه المراكز، ويعتبر مركز الرازي الطبي في فلسطين من أوائل المراكز التي حصلت على المساعدات المالية والعينية في حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني.

وكان لمركز الحسين لعلاج السرطان في المملكة الأردنية الهاشمية نصيب كبير من الدعم المالي، نظراً لما يقدمه المركز من خدمات وقائية للكشف المبكر للسرطان وعلاج مرضى السرطان، إضافة إلى جمعية الملاذ الخيرية التي تلقت دعماً كبيراً لشراء الأجهزة الطبية الخاصة بالعناية ‏بمرضى السرطان، وأنشأت كذلك جناحاً كاملاً بمستشفى الولادة في أفغانستان وملحقاته من غرف العناية بالأطفال والمرضى وغرفة العمليات وأقسام أخرى.

مشاريع أوروبا

ويعد المركز الثقافي الإسلامي التعليمي بإيرلندا، بؤرة إشعاع ثقافي مستنير في القارة الأوروبية في مختلف جوانب الحياة هناك، ويساهم في تأهيل وإعداد أبناء المسلمين هناك ليصبحوا مواطنين صالحين.

كما افتتحت الهيئة كذلك مسجد السلام لتعليم أبناء الجالية المسلمة في إيرلندا في عام 2010، وتحقيق التعددية الثقافية والتعايش السلمي بين الشعوب من منطلق التواصل الحضاري.

كما قامت هيئة آل مكتوم الخيرية، بتأسيس كلية آل مكتوم للدراسات العربية والإسلامية بإسكتلندا بمكرمة من الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، حيث تعتبر الكلية جسر تواصل بين الحضارتين العربية والغربية، وإقامة صلات قوية مع العالم الغربي من خلال التعريف بالدين الإسلامي الحنيف، وتعزيز رسالة التسامح، حيث رسمت لنفسها مكانة متميزة في مجال الأبحاث والعلم والتنوير.

وافتتحت الهيئة المركز الإسلامي في روتردام بهولندا في ديسمبر عام 2010، لخدمة الجالية الإسلامية والعربية، ومد جسور التواصل الحضاري والثقافي مع الدول الأوروبية، وإبراز الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام دين الوسطية والاعتدال.

المكتبة الرقمية

تعتبر المكتبة الرقمية في جامعة أفريقيا العالمية، أحد أبرز مشاريع هيئة آل مكتوم الخيرية، بهدف تمكين طلابها من أداء رسالتهم العلمية، حيث كان الشيخ حمدان بن راشد، رحمه الله، قد أمر سابقاً ببناء كلية العلوم بجامعة أفريقيا العالمية بالسودان، والمكتبة الإلكترونية بالجامعة للارتقاء بوسائل الأرشفة الإلكترونية بها، خاصة أن الجامعة تستقطب طلاب مدارس الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم في القارة الأفريقية بناءً على الاتفاقية التعليمية بين الجانبين.

البيان