الفجيرة نيوز- اختتمت فعاليات اليوم الأول لملتقى الفجيرة الإعلامي الخامس مساء يوم الإثنين 22 سبتمبر الجاري بأمسية شعرية للشاعر المصري فاروق جويدة، أقيمت بفندق السيجي بالفجيرة.
وقدمت للأمسية الإعلامية بروين حبيب، حيث قالت في مقدمتها للشاعر “نراه يرسم امرأته من عطش الشوق، فاروق جويدة من الأصوات الشعبية العربية التي أحدثت تأثيرا في الناس رغم أننا قد نكون فقدنا الكثير من الرومانسية بل الكثير من الإنسانية.
وتنقل شاعرنا الذي اتحفنا بباقة من أجمل أعماله الشعرية من محطة كفر الشيخ إلى محطة البحيرة، من كلية الاداب قسم الصحافة إلى الحياة العملية في جريدة الأهرام ،رحلة عمر ورحلة شاعر مازال في قلبه بقايا أمنية، قدم للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية كما قدم للمسرح الشعبي 3 مسرحيات، وحقق نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية مثل “الوزير العاشق” و”دماء على ستار الكعبة والخديوي”.
حيث تغنى جويدة بعدد من أعماله الشعرية المتميزة مثل قصيدة “وكلانا في الصمت سجين” و”النغم” و”النجم يبحث عن مدار” و”ما بعد الليلة الأخيرة” و”إغضب” و”أريدك عمري” و”الخيول لا تعرف النباح” وغيرها.
ونستغرض بعضا منها:
“أريدك عمري”:
أريدك عمري
تعالي أعانق فيك الليالي
فلم يبق للحن غير الصدى
وآه من الحزن ضيفا ثقيلا
تحكم في الغمر واستعبدا
فهيا لنلقيه خاف الزمان
فقد آن للقلب أن يسعدا
إذا كنت قد عشت عمري ضلالا
فبين يديك عرفت الهدى
هو الدهر يبني قصور الرمال
ويهدم بالموت ما شيدا
تعالي نشم رحيق السنين
فسوف نراه رمادا غدا

“وكانت بيننا ليلة”:

نثرنا الحب فوق ربوعها العذراء
فانتفضت
وصار الكون بستانا
وفوق تلالها الخضراء
كم سكرت حنايانا
فلم نعرف لنا إسما
ولا وطنا .. وعنوانا
وكانت بيننا ليلة
سبحت العمر بين مياهها الزرقاء
ثم رجعت ظمآنا
وكنت أراك ياقدري
ملاكا ضل موطنه
وعاش الحب إنسانا
وكنت الراهب المسجون في عينيك
عاش الحب معصية
وذاق الشوق غفرانا
وكنت أموت في عينيك
ثم أعود يبعثني
لهيب العطر بركانا
وكانت بيننا ليلة

“لو أننا لم نفترق”:
لو أننا لم نفترق
لبقيت نجما في سمائك ساريا
وتركت عمري في لهيبك يحترق
لو أنني سافرت في قمم السحاب
وعدت نهرا في ربوعك ينطلق
لكنها الأحلام تنثرنا سرابا في المدى
وتظل سرا.. في الجوانح يختنق
لو أننا .. لم نفترق
كانت خطانا في ذهول تبتعد
وتشدنا أشواقنا
فنعود نمسك بالطريق المرتعد
تلقي بنا اللحظات
في صخب الزحام كأننا
جسد تناثر في جسد
جسدان في جسد نسير .. وحولنا
كانت وجوه الناس تجري كالرياح
فلا نرى منهم أحد
مازلت أذكر عندما جاء الرحيل
وصاح في عيني الأرق
وتعثرت أنفاسنا بين الضلوع
وعاد يشطرنا القلق
ورأيت عمري في يديك
رياح صيف عابث
ورماد أحلام .. وشيئا من ورق
هذا أنا…
عمري ورق
حلمي ورق

“الخيول لا تعرف النباح”:
أتيتك نهرا حزين الضفاف
فلا ماء عندي. ولا سنبلة
فلا تسألي الروض كيف انتهيت
ولا تسألي النهر من أهمله
أنا زهرة من ربيع قديم
أحب الجمال وكم ظلله
حقائب عمري بقايا سراب
وأطلال حلمي بها مهملة
وجوه على العين مرت سريعا
فمن خان قلبي ومن دلـله
ولا تسألي الشعر من كان قبلي
ومن في رحاب الهوى رتله
أنا عابد في رحاب الجمال
رأى في عيونك ما أذهله
يقولون في القتل ذنب كبير
وقتل المحبين من حلله؟!
أناديك كالضوء خلف الغيوم
وأسأل قلبك من بدله؟
وأصبحت كالنهر طيفا عجوزا
زمان من القهر قد أثقله
فهذا الحريق الذي في يديك
يثير شجوني فمن أشعله؟

“في عينيك عنواني”:
قالت: حبيبي.. سوف تنساني
وتنسى أنني يوما
وهبتك نبض وجداني
وتعشق موجة أخرى
وتهجر دفء شطآني
وتجلس مثلما كنا
لتسمع بعض ألحاني
ولا تعنيك أحزاني
ويسقط كالمنى اسمي
وسوف يتوه عنواني
ترى.. ستقول يا عمري
بأنك كنت تهواني؟!