الفجيرة نيوز- الإعلامي والفنان الأردني اسعد خليفة كتب مقالا بمناسبة مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما وخص به الفجيرة نيوز- وتاليا نصه:

مهرجان الفجيرة الخامس للمونودراما: قلاع تبحث عن فرسانها

كما هو الشعر ديوان العرب يحتوي كل ما قالوه وما فعلوه، وكل ما احسوه وغنوه، فكذلك ظلت القلاع على مدى الأيام سجلا للأمم تحتوي كل ما يعنيهم ويشير اليهم من قريب او بعيد.
لم يكن لمكان غير هذه القلعة وفنائها وفضائها لأن يتسع لمساحة الزمن وحجم المنجز الذي حملته امارة الفجيرة ويمكن تجسيده في عمل فني توثيقي استعراضي ضخم استطاع أن يكون رحلة ممتعة تحملنا على خيوط الزمان عبر ثنايا المكان بأدوات ودلالات تشير إلى ان تاريخ هذه المنطقة من العالم لم يبدأ فقط بعد اكتشاف النفط بل إنها احتضنت شعوبا هم الأجداد من ماض تليد وعزم شديد لولاه لما شيدت هذه القلاع ولما كانت مرآة التقاء للتفاعل الانساني والسياسي والاجتماعي والديني والاشعاع العالمي والحضاري ولما كانت مراكز تجمع لمنظومات متكاملة من الأسواق ودور العبادة والأحياء الحرفية والسكنية والتي ما يزال كثير منها يشكل عناصر جذب قوية توفر للانسان على مدى الزمان فرصة معايشة التاريخ بكل مراحله ومفرداته.

الاستعراض الفني الضخم الذي استقبلتنا به الفجيرة في افتتاح مهرجانها الخامس للمونودراما يشي للناظر اليه بسر خطير يجعلك تدرك ان هذا الخلف من أبناء الخليج العربي يحملون امانة المسؤولية بصدق ووفاء وكم رأينا من المال العربي يتكدس في خزائن القصور والبنوك في اماكن اخرى من وطننا العربي لم يكن مداه سوى المتع الشخصية للقيمين عليه دون نفع لأمتهم ثقافيا كان او غيره بينما رأينا هنا بأم أعيننا وشهدنا بجوارحنا كيف يكون الوفاء لكل حجر توضع برهافة حس الأجداد وعرق جبينهم وميزان عقولهم يأخذنا إلى اللحظة العليا من المتعة إلى النشوة والافتخار والاعتزاز بماضينا المجيد يوصلنا إلى حاضرنا التليد وغدناالسعيد.

تحية إجلال واحترام لهذه الإمارة العربية الخليجية المسترخية هانئة على شاطىء الخليج العربي تعيد إلى ذاكرتنا أننا كنا مركز اشعاع حضاري وموئل فخر واعتزاز ودار رفادة وسكينة للقاصدين والمارين بنا.

والشكر موصول إلى كل العيون والعقول التي رأت وفكرت واحسنت صنعا فاستحقت ونالت ورضيت، وكل ذلك برعاية من العيون الساهرة على المنجز في بلد جميل جعله أجمل صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي وابناؤه من البيت والإمارة الذين ادركنا بالتجربة والتماس المباشر انهم لا يجيدون حب وطنهم فحسب بل ويجعلون الأخرين يحبونه…!