تحتفل الإمارات غدا الجمعة بـ “اليوم الدولي للشباب” الذي يمثل مناسبة سنوية لحشد الجهود من أجل تمكين الشباب حول العالم والاستفادة من طاقاتهم وإمكانياتهم بوصفهم أداة التغيير والتطوير الأساسية في المجتمع المعاصر.

ويتناول “اليوم الدولي للشباب” هذا العام موضوع “التضامن بين الأجيال” من أجل مد جسور التواصل وخلق مجتمع قادر على احتواء الجميع من كافة الأعمار.

وتعد المناسبة فرصة لتسليط الضوء على فرصة على تجربة الإمارات الرائدة عالميا في مجال تمكين الشباب، حيث يخصص مجلس الوزراء منصبا لوزير الدولة للشباب، كما يشغل حاليا ما يزيد عن 600 شاب وشابة مناصب قيادية في مختلف الجهات الحكومية الاتحادية، فيما تعد الامارات من أوائل الدول التي عملت على مأسسة عملية تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في كافة المسارات التنموية للدولة.

واتخذت الإمارات خلال السنوات الماضية مجموعة من الخطوات لتفعيل مشاركة الشباب وتعزيز روح القيادة لديهم وفي مقدمتها اعتماد مجلس الوزراء في عام 2016 إنشاء مجلس الإمارات للشباب وإنشاء المؤسسة الاتحادية للشباب التي تقوم بالتنسيق مع مجالس الشباب المحلية في وضع أجندة سنوية للأنشطة والفعاليات الشبابية في الدولة.

ويختص المجلس بوضع استراتيجية للشباب بما يتوافق مع التوجهات المستقبلية للدولة ويعمل على إعداد دراسات لدور الشباب في تنمية المجتمع من خلال فتح كافة القنوات للاستماع إلى آراء الشباب والتحديات التي يواجهونها من أجل تقديم الحلول اللازمة لتفعيل المشاركة الإيجابية لهم في مختلف القطاعات في الدولة.

وبعد إعلان تشكيل مجلس الإمارات للشباب تم إعلان تشكيل سبع مجالس محلية للشباب على مستوى الإمارات السبع لتكون صوتاً للشباب على مستوى الإمارات كما تم إطلاق المجالس المؤسسية التي تعمل كأذرع تمثيلية للشباب في كافة مؤسسات القطاع الخاص والعام في الدولة.

واعتمدت حكومة دولة الإمارات في عام 2018 إنشاء المؤسسة الاتحادية للشباب التي تضطلع بمهمة التنسيق مع مجالس الشباب المحلية بهدف وضع أجندة سنوية للأنشطة والفعاليات الشبابية في الدولة وضمان توافق أهداف وخطط واستراتيجيات وأنشطة تلك المجالس مع الخطط العامة للدولة في مجال الشباب.

وتتولى المؤسسة مهام إنشاء المراكز والأندية الشبابية في الدولة وإدارتها وتنظيم الفعاليات وورش العمل والأنشطة فيها وإنشاء قاعدة بيانات للمجالس الشبابية وتوثيق بياناتها وأنشطتها وفعالياتها بالتنسيق مع تلك المجالس.

وتبرز المؤسسة الاتحادية للشباب، ومنصة فرص الشباب الإماراتي، والمختبر التفاعلي للشباب كنوافذ رسمية للشباب الإماراتي لتعزيز حضورهم ومشاركتهم، حيث تتيح منصة فرص الشباب الإماراتي الوصول للفرص الخدمية، والجوائز، والمسابقات، والمنح، والحاضنات، والبرامج التطويرية، من خلال منصة واحدة، فيما يعنى المختبر التفاعلي للشباب بتفعيل دور الشباب، واستثمار قدراتهم وطاقاتهم الإبداعية في اكتشاف وإيجاد حلول وأفكار تساهم في تطوير المبادرات الحكومية وعمل قطاع الحكومة الرقمية في دولة الإمارات ووضعهم ضمن عملية اتخاذ القرارات وتطوير السياسات، بطريقة تفاعلية تقوم على طرح إشكالية أو قضية معينة، تليها عملية عصف ذهبي، يقدم فيها مجموعة من الشباب حلولهم وأفكارهم، ليصوتوا بعدها على الأفكار الأفضل.

وتعزيزا لحضور الشباب في المنطقة والعالم أطلقت الامارات الاستراتيجية الوطنية للشباب التي تستند إلى خمس تحولات رئيسية يمر بها الشباب خلال الفترة العمرية من 15 إلى 35 سنة لتشمل مراحل التعليم، العمل، إتباع نمط حياة صحي وآمن، والبدء في تكوين أسرة، وانتهاء بممارسة المواطنة والعمل الوطني.

وأصدر مجلس الوزراء في يونيو 2019، قراراً بإلزامية إشراك أعضاء من فئة الشباب الإماراتي في مجالس إدارات الجهات والمؤسسات والشركات الحكومية، بما لا يقل عن عضو واحد، وممن لا تتجاوز أعمارهم 30 عاماً. كما أطلقت الحكومة منصة إلكترونية خاصة تتبع مجلس الوزراء لإتاحة الفرصة للشباب الإماراتي الراغب التسجيل والتقديم عبر الموقع.

وفي 3 فبراير 2020، اعتمد مجلس الوزراء اختيار 33 من الشباب المتقدمين في عضوية مجالس إدارات الجهات الاتحادية، وذلك لتعزيز المشاركة الشبابية في تطوير حلول لمختلف الملفات والقضايا الوطنية، كما اعتمد المجلس في يونيو من ذات العام سياسة توعية الشباب على أساسيات بناء المسكن بهدف توعية الشباب وتزويدهم بالمعلومات الكافية عن جميع مراحل بناء المسكن، وتتضمن السياسة إلزام كافة الشباب /18-35 سنة/ المتقدمين بطلبات دعم سكني من برامج الإسكان الاتحادية والمحلية في الدولة على اكمال دورة عن اساسيات بناء المسكن كشرط رئيسي من متطلبات الدعم السكني.

وأطلقت الامارات في ابريل الماضي “المسح الوطني للشباب”، الذي يهدف إلى قياس مستوى النضج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي للشباب في الدولة، إضافة إلى جمع البيانات المتعلقة بفئة الشباب في مختلف قطاعات الدولة، ووضعها في متناول صناع القرار والمعنين والباحثين؛ لمساعدتهم بشكل علمي على تبنّي السياسات والاستراتيجيات للارتقاء بجودة حياة الشباب ودعم احتياجاتهم وبناء قدراتهم والاستثمار في مهاراتهم.

ولم يقتصر اهتمام الإمارات بالشباب على الجانب المحلي، بل تعداه إلى المستوى العربي ففي2017 خلال أعمال القمة العالمية للحكومات، أعلنت الإمارات عن إطلاق مركز الشباب العربي، الذي يمثل مركزاً إقليمياً للشباب في الدولة ويساعد على تطوير قدرات الشباب ويدعم الابتكار والإبداع في العالم العربي.

وام