قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إنه لن يترشح لمنصب رئيس الجمهورية ثانية، لافتا إلى أن مهمته تتمثل في “تمكين البلد من الوقوف مجددا وإعادة بناء المؤسسات وجعل الجمهورية ملكا للجميع”.

ولفت تبون في حوار أجراه معه مجلة “لوبوان” الفرنسية، إلى أن الجيش الجزائري لا يمارس السياسة، مستدلا بأنه خلال بداية مسيرات الحراك “كان هناك من يقدمون أنفسهم كديمقراطيين من كانوا يطالبون الجيش بالتدخل، لكنه رفض وفضل حماية سلمية الحراك”.

وأثنى على المؤسسة العسكرية وشخص رئيس أركان الجيش، قائلا: “خلال فترة مرضي، هناك من اعتقد بأن البلد سيغرق، لكن بفضل الجيش ووفائه، وعلى رأسه رئيس الأركان، الفريق السعيد شنقريحة، تم تجاوز تلك المرحلة”، حسب “سكاي نيوز عربية”.

ورزاء من الحراك

وردا على سؤال يتعلق بتوقيف مشاركين في “الحراك”، أشار تبون إلى أنه لن يستعمل مجددا مصطلح “الحراك” لأن الأمور تغيّرت، حسب تصريحاته، مشددا على أن الحراك الوحيد الذي يؤمن به، هو “الحراك الأصيل والمبارك الذي كان عفويا وجمع ملايين الجزائريين في الشارع”.

وذكر تبون أنه عيّن في أولى حكومة له 5 وزراء من الحراك، قال إن بعضهم كانوا يهاجمونه في المسيرات، قبل أن ينتقل إلى مرحلة إطلاق سراح الموقوفين والسجناء، حيث تم الإفراج عن قرابة 120 شخص.

وشدد على “وجوب تفادي اعتبار جنوح السلطات للتهدئة على أنه مظهر من مظاهر الضعف”، مشيرا إلى أن عشرة ملايين جزائري شاركوا في الانتخابات الرئاسية.

وأضاف: “كل الجزائريين لديهم الحق في التعبير وأرفض احتكار الكلمة وممارسة الديكتاتورية من طرف أقلية”، موضحا أن تلك الأقلية “فضّلت مقاطعة الانتخابات الرئاسية”.

 العلاقة مع باريس

وتطرق تبون في حديثه لمجلة “لوبوان” للعلاقة مع فرنسا، قائلا: “الجزائريون ينتظرون اعترافا كاملا بكل جرائم الاحتلال الفرنسي”، لافتا إلى أنه “في تاريخ الاحتلال الفرنسي للجزائر، هناك ثلاث مراحل مؤلمة لنا، وهي بداية الاحتلال وما تزامن معه من قتل وتشريد طيلة أزيد من أربعين سنة، حيث أبيدت قبائل بأكملها وأُحرقت بلدات وقرى، ومقابل ذلك، تم زرع استيطان قام على تجريد الجزائريين من ممتلكاتهم وأراضيهم، ثم مرحلة مجازر 8 مايو 1945 وما خلفته من ضحايا تجاوزوا 45 ألف قتيل، وأخيرا مرحلة حرب التحرير”.

واستشهد الرئيس في حديثه عن الموضوع، بالجملة التي قالها الرئيس الراحل هواري بومدين لنظيره الفرنسي، جيسيكار ديستان: “نحن نريد قلب الصفحة، لكن لن نمزقها أبدا”، مشيرا إلى أن “تحقيق هذا الأمر يتطلب القيام بأفعال”.

وعن إمكانية لجوء الجزائر لطلب تعويضات من فرنسا على تجاربها النووية، قال تبون إن الجزائريين، شعبا وسلطة، يقدّرون ويبجلون شهداءهم ويعلون من قيمتهم، مضيفا: نحن لسنا شعبا متسولا. نحن نطلب من فرنسا تطهير المواقع النووية ومعالجة ضحايا تلك التجارب، لأن نتائجها لا تزال إلى اليوم تخلّف ضحايا”.

 

 

البيان