أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش أن دولة الإمارات العربية المتحدة متمثلة بقيادتها الرشيدة وأبنائها حريصة على نقل رسالتها الإنسانية القائمة على التسامح والسلام إلى العالم، وهي تجسد هذه الرسالة عبر احتضانها للتنوع الإنساني الثقافي والديني على أرضها، مشيراً إلى أن الإمارات نجحت في تحويل مجموعة القيم الأخلاقية التي امتاز بها المجتمع الإماراتي إلى منظور تشريعي وسلوك مجتمعي مستدام.

وأضاف – بمناسبة اليوم العالمي للتسامح – : ” أن من نعم الله ، على هذا الوطن العزيز ، أن هيأ له قادة ًكراماً ، يتسمون بالحكمة والشجاعة ، والثقة بالنفس ، والقدرة على الإنجاز ، بل والنظرة الثاقبة للمستقبل – لقد كانت القيادة الرشيدة للوطن ، التي بدأت مع المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” ، هي العامل الرئيسي ، فيما نراه في الدولة ، من تسامح، وتعايش ، ورخاء ، واستقرار ، في ربوع الوطن كله ، وفيما نراه كذلك، من المكانة المرموقة للدولة في مجالات التسامح والأخوة الإنسانية ، وكذلك مجالات التقدم الاقتصادي والاجتماعي ، بين دول العالم أجمع .”

وأشار معاليه إلى التجربة الناجحة للدولة والممتدة لنحو 50 عاما من تأسيسها قائمة على أن يكون الوطن دائماً نموذجاً وقدوة في تنمية القيم والمبادئ الإنسانية القائمة على التعايش والتآخي ونبذ كل أشكال التعصب والكراهية.

وقال إن الاحتفال باليوم العالمي للتسامح يتزامن هذا العام مع استضافة الإمارات لإكسبو 2020 دبي وهو ما يشكل فرصة لإظهار ونقل رسالتنا إلى العالم انطلاقا مع الحدث العالمي وتحقيق التواصل الإيجابي بين شعوب العالم، وتوفير فرص التعاون والعمل المشترك لما فيه الخير للجميع.

وأضاف أن المهرجان السنوي للتسامح والتعايش ، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش احتفاء بهذا اليوم هو إعلان مهم ، بأننا في الإمارات ، حريصون كل الحرص ، على التعاون التام ، مع كافة الدول والمنظمات ، من أجل نشر التسامح ، وبث الأمل والتفاؤل ، في العلاقات ، بين الأشخاص والطوائف والجماعات ، سواء داخل الوطن أو خارجه.

وتشارك الإمارات اليوم العالم احتفاله باليوم الدولي للتسامح حيث حرصت هذا العام على مواكبة هذه المناسبة من خلال فعاليات “المهرجان الوطني للتسامح والتعايش” الذي انطلق بالتزامن مع “أسبوع التسامح والشمولية” في إكسبو 2020 دبي.

وتستضيف الأنشطة الدولية للمهرجان 125 شخصية عالمية بارزة ليقدموا رؤية شاملة ومتنوعة عن مستقبل التسامح العالمي، كما تتضمن الأنشطة إطلاق التحالف العالمي للتسامح اليوم الساعة 11:16 صباحاً.

وتعد الإمارات من الدول السباقة عالميا في الحث على مبادئ التسامح والتعايش والسلام، حيث كان القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، من أوائل القادة العالميين الذين عملوا على دعم وترسيخ قيم التسامح والتعايش في مجتمعاتهم، وستبقى أفعاله وأقواله في هذا المجال خالدة في تاريخ البشرية.

وعلى نهج الشيخ زايد “رحمه الله” تسير القيادة الرشيدة في الدولة والتي نجحت في بناء منظومة التشريعات والمبادرات المحلية الداعمة لمبدأ التسامح، فيما واصلت العمل مع المؤسسات والمرجعيات الدينية حول العالم لتعزيز الاتفاقيات والمواثيق الدولية والتي تضمن نبذ الكراهية والتمييز لتسهم تلك الجهود في رسم خريطة طريق إماراتية للتسامح العالمي.

وحجزت الإمارات موقعها ضمن قائمة الدول الـ 20 الكبار على مستوى العالم في 8 من مؤشرات للتنافسية الخاصة بالتسامح والتعايش خلال العام 2020، حيث تحتل المرتبة الرابعة في مؤشر التسامح مع الأجانب وفقاً لتقرير مؤشر تنافسية المواهب العالمية الصادر عن كلية إنسياد، والمرتبة الخامسة عالمياً في مؤشر التوجهات نحو العولمة بموجب الكتاب السنوي للتنافسية العالمية، والمرتبة السابعة في مؤشر التماسك الاجتماعي وفقاً للكتاب السنوي للتنافسية العالمية، والحادية عشرة في مؤشر التسامح مع الأقليات بحسب تقرير مؤشر تنافسية المواهب العالمية، كما صنفها الكتاب السنوي للتنافسية العالمية أيضاً في نفس المرتبة في مؤشر المرونة والقدرة على التكيّف، وفي المرتبة الثانية عشرة في مؤشر المسؤولية الاجتماعية التي تنهض بها الدولة تجاه المواطنين والمقيمين.

وتمتلك الإمارات مسيرة حافلة من الإنجازات في مجال تدعيم التسامح ونشر قيم التعايش محليا وعالميا حيث أنشأت في عام 2013 “مركز هداية الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف”، وهو أول مؤسسة بحثية تطبيقية مستقلة داعمة للحوار والبحث والتدريب لمكافحة التطرف، كما أسست في يوليو 2014 “مجلس حكماء المسلمين”، وهو هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم في العالم الإسلامي.

وأصدرت الإمارات في يوليو 2015 مرسوما بقانون بشأن مكافحة التمييز والكراهية يهدف إلى إثراء التسامح العالمي ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية أياً كانت طبيعتها، واستحدثت في فبراير 2016 وزارة للتسامح لأول مرة في العالم والتي أصبح مسماها وفقا للتعديل الوزاري في يوليو 2020 وزارة التسامح والتعايش، وفي 8 يونيو 2016 اعتمد مجلس الوزراء البرنامج الوطني للتسامح.

وفي 21 يونيو 2017 أصدرت الإمارات قانون تأسيس المعهد الدولي للتسامح، كما تم تأسيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة عام 2018 والذي يعمل على تعزيز قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للوطن ونشرها مع نبذ التعصب الديني والكراهية للآخر.

وخصصت الإمارات عام 2019 عاماً للتسامح، وقد شهد ذلك العام اللقاء التاريخي بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في ابوظبي، والذي صدر عنه “وثيقة الأخوة الإنسانية” من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، حيث وضعت إطاراً لدستور عالمي جديد يرسم خريطة طريق للبشرية نحو عالم متسامح، كما تم الإعلان عن بناء “بيت العائلة الإبراهيمية” ليجسد حالة التعايش السلمي وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه مختلف الأعراق والجنسيات من العقائد والأديان المتعددة في دولة الإمارات.

وترجمة الإمارات نهجها الداعم لنشر قيم التسامح والسلام بإطلاق مجموعة من الجوائز العالمية التي تحتفي بجهود الأفراد والكيانات التي تصب في مصلحة تعزيز التعايش السلمي وفي هذا الإطار تبرز “جائزة زايد للأخوة الإنسانية” و”جائزة محمد بن راشد للتسامح” و”جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي” و”جائزة الإمارات العالمية لشعراء السلام”.

البيان