الفجيرة اليوم – يعد فصل الصيف في دول الخليج العربي فرصة لنمو النشاط السياحي والتحضير للموسم السياحي المقبل، حيث تحرص هيئات السياحة على وضع خطط وبرامج استراتيجية قصيرة وطويلة المدى، لاستقطاب السياح سواء عن طريق المنافذ الحدودية البحرية والجوية والبرية، أو عن طريق تنظيم الأنشطة والفعاليات التي تصاحب الموسم السياحي، وقد حرصت هيئة الفجيرة للسياحة والآثار على تفعيل أنشطتها خلال مختلف المواسم لضمان استمرارية أنشطتها على مدار العام، بهدف جذب السياح والمواطنين والمقيمين في الدولة.
“الفجيرة اليوم” التقت مدير عام هيئة الفجيرة للسياحة والآثار سعيد عبد الله السماحي، للوقوف على الجهود التي تبذلها الهيئة في الجانب السياحي والتي من شأنها تحقيق نهضة سياحية في الإمارة.
وفي الحديث حول أنشطة الهيئة في مختلف المواسم وآلية جذب السياح متعددي الجنسيات، قال السماحي: “بدأنا وضع أجندة أنشطة داخلية في الأماكن المغلقة مثل الأسواق التجارية أو المولات في الفجيرة، لتكثيف النشاط الداخلي للمواطنين والزوار خلال فترة الصيف، إلى جانب ذلك ننظر للموسم البحري القادم، فوضعنا خطة بالتعاون مع ميناء الفجيرة وموانئ أبوظبي، حيث سيكون لهم هذا العام استقبال للسفن الكبيرة، واستضافة السياح من مختلف دول العالم، مع إضافة لغات جديدة للمعلومات السياحية مثل الاسبانية والإيطالية وذلك وفقاً لطلب السياح ومقترحاتهم، والآن قُبيل بداية الموسم ارتأينا إلى الترويج للإمارة عن طريق المشاركة في المعارض العالمية مثل معرض ATM الذي يشارك فيه عدد كبير من القطاع الفندقي والسياحي في الإمارة، وكان هناك حضور لافت، كل هذا يصب في مصلحة الموسم السياحي القادم”.
تزخر إمارة الفجيرة بالعديد من المعالم السياحية الأثرية والتراثية والتي كان لها نصيب كبير من اهتمام الهيئة، إلى جانب التركيز على استكشاف مواقع أخرى جديدة، حيث قال السماحي: “نعمل على إضافة مواقع تراثية جديدة للخارطة السياحية في الإمارة، وذلك عن طريق مشاركتنا في بداية الشهر القادم بإذن الله في مؤتمر اليونسكو لتوثيق المواقع الأثرية على قائمة التراث العالمي في أذربيجان، ونحرص على الحضور والمشاركة في اجتماعات اليونسكو المختصة بهذا الشأن، بهدف توثيق مواقع أثرية في قائمة التراث العالمي وهذا يعطي لإمارة الفجيرة بُعداً دولياً كبيراً، لتكون محط أنظار الدول الأعضاء في اليونسكو الذي يحظى بمشاركة أكثر من 160 دولة، كما سنشارك أيضاً في مؤتمر الدراسات والبحوث الاستراتيجية والذي يقام كل عام في العاصمة البريطانية لندن، على أن يُعقد هذا العام في أمستردام – هولندا، وهذا المؤتمر يطرح الاكتشافات الأثرية في منطقة الخليج العربي وبخاصة بعثات التنقيب والآثار العاملة في دول عربية ودول الخليج، ونحن في إمارة الفجيرة لدينا بعثتان للتنقيب عن الآثار والاستكشافات الأثرية في الإمارة، وهما البعثة الفرنسية والألمانية، ودائماً في هذا المؤتمر نطرح آخر الاكتشافات التي قامت بها البعثات لدينا في الفجيرة، وآخر المهام والأعمال التي تم إنجازها خلال الموسم”، وأضاف السماحي: “موسم الآثار هذا العام كان جيداً، حيث تم الحصول على العديد من القطع الأثرية في المواقع التي عملت عليها البعثات، وهناك عدد من أوراق العمل ستطرح في السمنار في منتصف الشهر القادم، وبعد ذلك في شهر أغسطس سيكون هناك اجتماعات للتحضير للمعرض السياحي العالمي في بريطانيا، بمشاركة مختلف دول العالم، وجميع الهيئات السياحية في إمارات الدولة، ونحن من ضمن الجهات الترويجية المشاركة”.
وإلى القطاع الفندقي في الفجيرة، حيث شهد نمواً ملحوظاً في عدد النزلاء مقارنة بالعام الماضي، وحول ذلك أكد السماحي بأن الربع الأول من هذا العام قد بلغ فيه النمو بنسبة 9% مقارنة بالعام الماضي، وتوقّع أن يشهد القطاع نمواً متزايداً خلال النصف الأخير من العام القادم، حيث تبذل الهيئة بالتعاون مع عدد من الجهات المحلية والاتحادية جهوداً ملحوظة في سبيل دعم القطاع وتطويره، والعمل على نموه، والاطلاع المستمر على مقترحات وشكاوى السياح والنزلاء لضمان راحتهم، سواءً عبر التواصل المباشر أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالهيئة، ولتفعيل تواصلها بشكل أفضل تعمل الهيئة بالتعاون مع الحكومة الإلكترونية على إطلاق تطبيق جديد أكثر شمولية وفاعلية لتطوير موقعها الإلكتروني.
طبيعة إمارة الفجيرة المتميزة، وماتمتلكه من موارد طبيعية، ساهمت في جذب الاستثمارات واستقطاب السياح من مختلف دول العالم، وحول ذلك قال السماحي: “تمتلك إمارة الفجيرة طبيعة بيئية بحرية وجبلية وساحلية، وبرية جاذبة ومتفردة، استطاعت مختلف الجهات استغلال هذه الطبيعة في إنشاء وتطوير المواقع السياحية، وإقامة أنشطة متنوعة ومحميات بحرية وبرية، وتطوير مواقع قائمة، كل تلك مناطق جذب قادمة لجذب مختلف الرياضات الجبلية أو المشي أو غير ذلك، ونظراً لأن البيئة البحرية في الفجيرة غنية بالثروة السمكية والشعاب المرجانية أحدث ذلك استمرارية في التركيز على الغوص وصيد الأسماك، وقد بدأنا الآن استغلال البيئة الجبلية والأودية لاستقطاب الهواة من محبي الطبيعة واستثمار الينابيع في الفجيرة، لتكون في المستقبل أماكن استقطاب سياحي، ونحن في الهيئة نسعى دائما إلى أن نُعرِّف بالأماكن الجديدة لدى المكاتب السياحية والمعارض السياحية لنوصل المنتج الجديد الذي تم إضافته لأكبر عدد ممكن، ومن خلال ذلك يمكن أن نستقطب المزيد من السياح، فهناك جهات تعمل على تطوير مناطق معينة تخدم القطاع السياحي ونحن دائماً في تعاون معاها”.
تجتذب السياحة الداخلية المواطنين والمقيمين، فقد شهدت الدولة وإمارة الفجيرة بخاصة طفرة نوعية في الأمكان السياحية الداخلية، حيث تشهد إقبالاً ملحوظاً طوال العام، ونتج عن ذلك تصدر المواطنين قائمة السياحة الداخلية في الإمارة وفقاً لإفادة مدير عام الهيئة سعيد السماحي، والذي أشار أيضاً، إلى أن هناك عدد كبير من الأماكن السياحية يتم التركيز عليها دائماً من قبل السياح، مثل الشواطئ للاستجمام والغوص، وكذلك الأماكن الأثرية والتاريخية من قلاع وحصون، وأماكن التسوق التقليدية مثل سوق الجمعة والأسواق التجارية الكبيرة الأخرى، وأضاف السماحي: “ليس هناك شك في أن هناك نمواً قادماً في القطاع الفندقي في الفجيرة، مايدل على وجود طلب على المنشآت الفندقية، وقد أحدث النمو والتنوع السياحي وعياً لدى المواطنين والمقيمين بتوفر كافة وسائل الترفيه والسياحة في الدولة، ما قلل من نسبة السياحة الخارجية، وبواقع الحال أدى إلى دعم الاقتصاد فالناتج المحلي هو الداعم الرئيسي للاقتصادات والعامل الآخر هو استقطاب السياح”.