ابتكرت إحدى الشركات النرويجية روبوتاً على شكل «ثعبان آلي» لمساعدة شركات النفط والغاز في صيانة بنيتها التحتية الضخمة في أعماق البحار، والمساعدة في تركيب المعدات وخطوط الأنابيب الممتدة لآلاف الكيلومترات، والقيام بعمليات التفتيش والإصلاح، وفقاً لتقرير نشره موقع «سي إن إن».

وأطلقت شركة «إيلوم صب سي إنترفينشن»، ومقرها في «تروندهايم» بالنرويج، على الروبوت اسم «إيلوم»، ويبلغ طوله ستة أمتار ومجهز بأجهزة استشعار وكاميرا في كل طرف. ويستطيع «الثعبان الآلي»، العمل في أعماق تصل إلى 500 متر (547 ياردة) لمدة ستة أشهر، دون إعادته إلى السطح.

كما يستطيع الروبوت، ذاتي الدفع، أن ينطلق لمسافة تصل إلى 20 كيلومتراً (12.4 ميلاً) قبل أن يعود إلى محطته لإعادة الشحن، ويمكنه أيضاً تبديل الأجزاء لأداء مهام مختلفة، بما في ذلك الأدوات اللازمة لتشغيل الصمامات تحت سطح البحر، وتنظيف المساحات لإزالة العوالق والرواسب البحرية في المعدات.

أعمال الصيانة

ويتم بالفعل تنفيذ أعمال الصيانة في العديد من الآبار العميقة وأنظمة خطوط الأنابيب بواسطة مركبات غير مأهولة. لكن هذه المركبات تحتاج عادةً لنقلها إلى الموقع البحري على متن سفينة كاملة الطاقم، ثم تشغيلها عن بُعد من على ظهر السفينة السطحية، ويمكن أن تكلف الشركة ما يصل إلى 100 ألف دولار في اليوم.

وتقول الشركة المصنعة، إنه من خلال «تمكين الروبوت من أن يظل تحت سطح البحر لفترات طويلة، يتم تعبئته في أي وقت للقيام بعمليات التفتيش ومهام التدخل، وبالتالي تقليل الحاجة إلى السفن السطحية باهظة الثمن».

ويستطيع «إيلوم»، العمل بشكل مستقل في مهام معينة من غرفة التحكم على الشاطئ، وإرسال الفيديو والبيانات في كل مرة. ويسمح تصميمه، الذي يشبه «الثعبان»، بالعمل في الأماكن الضيقة وليّ جسمه ليظل في مكانه في التيارات القوية، ويمكن إطلاقه مهما كانت الظروف على سطح المحيط.

سوق الروبوتات

ومن المتوقع أن تبلغ قيمة سوق الروبوتات العالمية تحت الماء نحو سبعة مليارات دولار في عام 2025، وفقاً لمحللين. وتعمل شركات أخرى على تسويق تكنولوجيا الروبوتات والطائرات بدون طيار الجديدة في أعماق البحار. وقامت شركة «سيبيم»، وهي شركة إيطالية تقدم خدمات لقطاعات النفط والطاقة والبنية التحتية، بإنشاء طائرة بدون طيار «هيدرون» تعمل تحت الماء، والتي يمكنها الغوص حتى 3000 متر لأعمال البناء والصيانة. وطورت شركة «هيوستن ميكاترونكس» الأميركية الناشئة «أكوانونت»، وهي مركبة روبوتية تعمل تحت سطح البحر، ويمكن تشغيلها عن بُعد أو يمكنها العمل بشكل مستقل. أما مركبة «ساب سي آي فالكون» السويدية فيتم استخدامها لإجراء عمليات التفتيش في مزارع الأسماك في تشيلي.

وكانت شركة النفط النرويجية «أكوينور» من أوائل المستثمرين في «إيلوم». وقال المهندس الرئيس في «أكوينور»، بال أتلي، إن «استخدام هذه التقنية من شأنها أن تقلل من تكاليفنا، لأنها أرخص لإجراء الصيانة والإصلاح، وبدلاً من عمل موظفينا في ظروف خطرة في الخارج، يمكنهم العمل في غرفة تحكم على الشاطئ».

وسيتم اجراء الاختبار النهائي لـ«إيلوم» في قاع البحر في وقت لاحق هذا العام، في أحد حقول النفط والغاز. وتقول الشركة المصنعة لـ«إيلوم» إنها تتوقع نشر أول «الروبوتات الثعبانية»، العام المقبل، وتأمل في أن يصل عددها إلى 50 روبوتاً في المحيطات حول العالم بحلول عام 2027.

فوائد بيئية

تُعد صناعات النفط والغاز من المساهمين الرئيسين في تغيّر المناخ، ويمكن أن يؤدي التنقيب في المياه العميقة إلى الإضرار بالبيئة البحرية. لكن المهندس الرئيس في «أكوينور»، بال اتلي، يقول إن «إيلوم» يمكن أن يكون له فوائد بيئية. وأكد أن «السفن السطحية التي تحرق الديزل ينبعث منها الكثير من ثاني أكسيد الكربون، لكن الروبوتات، مثل إيلوم، لا يصدر عنها شيء تقريباً».

الامارات اليوم