التدريب الصيفي يعد شرطاً أساسياً لحصول طلبة التخصصات العلمية على شهادة التخرّج، وتختلف مدته من جامعة إلى أخرى حيث تقر بعض الجامعات تدريبين الأول عقب التخرج مباشرة ومدته 60 يوماً، وآخر بعد الحصول على درجة البكالوريوس بعامين، والهدف منه الانتقال من الحياة الأكاديمية إلى العملية، «البيان» التقت عدداً من خريجي الجامعات للتعرف على مميزات التدريب الصيفي وأبرز التحديات التي تواجه الطلبة خصوصاً مع أزمة كورونا وتأثر بعض الشركات بالجائحة.

وكشف عبدالله المسماري باحث دكتوراه في هندسة الميكانيكا في جامعة خليفة، عن بعض التحديات التي تواجه الطلبة خلال التدريب الصيفي وأبرزها أن بعض الشركات تصنع برامج مخففة للطلبة تتراوح مدتها من 60 وإلى 70 يوماً، وهذه البرامج بعيدة عن الجانب العملي، بحيث لا يحصل الطالب على الاستفادة العملية المرجوة، وهناك أمور فنية لابد من اكتسابها ومنها على سبيل المثال متعلقة بصيانة الأجهزة الدورية والشركات المسؤولة عنها، وهذه المعرفة لا يحصل عليها الطالب في الجامعة بل يكتسبها بشكل عملي من الشركات المختصة.

مشاريع علمية

وأوضح فهد الزرعوني بكالوريوس هندسة صيانة طائرات خريج كليات التقنية العليا، أن التدريب الصيفي إلزامي عقب التخرج مباشرة وأهميته تكمن في التدريب العملي، والمساهمة في المشاريع العلمية التي تلقاها خلال المرحلة الجامعية، بالإضافة إلى تطوير مشاريع جديدة.

وأوضح بأنه حسب خبرته خريج ومهندس حالياً في إحدى الشركات الرائدة في مجال صيانة الطائرات، بأن الجامعات توفر شراكة مع المؤسسات الحكومية والخاصة بغرض تدريب خريجيها وتسهيل كافة العقبات، لكن تغير الوضع خلال أزمة «كوفيد-19» بتضرر العديد من القطاعات أبرزها قطاع الطيران، مما ضيق فرصة الالتحاق بهذه الشركات الرائدة، واضطرت الجامعة وطلابها إلى البحث عن شركات أخرى بديلة تفي بغرض التدريب العملي.

تحفيز المبدعين

وأضاف: توفر الشركات الخاصة بالطيران أو التخصصات العلمية بشكل عام، فرصة لتدريب طلبة الجامعات، ليس فقط على التدريب العملي بل أيضاً المشاركة والمساهمة في تطوير المشاريع، وعلى سبيل المثال وفرت الشركة التي يعمل بها فرصة لتدريب مجموعة من طلبة الجامعات تخصص طيران، وتم الاستعانة بأفكارهم في تطوير مشاريع الروبوت، والخريج الذي يساهم في ابتكار أو اقتراح مشروع جديد، يستفيد مادياً من العائد المادي كحصوله على جزء من الربح المتوقع لهذا الابتكار.

وفي السياق أوضح معاذ الهاشمي خريج هندسة كهرباء من جامعة خليفة بأنه أنهى جميع المسابقات الأكاديمية، ويؤدي حالياً التدريب الصيفي لشهرين في محطة نور للطاقة الشمسية، ومؤكداً على إلزامية التدريب للحصول على شهادة البكالوريوس.

تجربة مثمرة

ووصف الهاشمي تجربته بالتدريب الصيفي بالمثمرة، حيث نسقت الجامعة مع إدارة محطة نور لتدرب مجموعة من طلابها، وقامت بإنهاء جميع المعاملات الإدارية مما ساعد في سرعة الإنجاز وعدم إضافة أعباء على الخريج، وأشار إلى أن مسؤولي محطة نور يقومون بواجباتهم على أكمل وجه من تدريب الطلبة وإرشادهم بالأقسام القريبة من تخصصاتهم، بالإضافة إلى دمج الطلبة والعمل على حضورهم خلال الاجتماع الأسبوعي الخاص بالمحطة، مما يجعل الطالب أو الخريج يندمج سريعاً في بيئة العمل من ناحية تقديم الأفكار وتنفيذ مهام محددة، على ما حصل عليه من معرفة طيلة مرحلة الدراسة الجامعية.

 

 

البيان