في قبة بيولوجية حيوية مصغرة داخل مبنى زجاجي على طراز الأوريغامي تنتصب شجرة “الكابوك” الضخمة بارتفاع 4 طوابق لتشكل نظاما بيئيا مغلق يستحضر عالم الغابات الاستوائية المطيرة بوجود أكثر من 3000 نوع من النباتات والحيوانات تعيش في كنف أكبر شجرة اصطناعية في العالم.

وفي جولة استكشافية لوكالة أنباء الإمارات “وام” في مشروع “ذا جرين بلانيت” الواقع في سيتي ووك دبي بدأت التجربة من الطابق الرابع نزولاً عبر المنطقة الحيوية في مسار متعرج يتيح فرصة فريدة لمشاهدة الكثير من الحيوانات الغريبة والاستوائية.

وخلال الجولة تم الاطلاع على القبة البيئية التي تتألف من أربعة طوابق هي القبة والطابق المتوسّط وطابق الغابة وطابق الغابة الممطرة إذ يجسّد كل طابق دور كل جزء من الغابة وأهميته حيث تشكل المظلة سقف الغابة الاستوائية وتمتص غالبية ضوء الشمس وتنشر الأمطار ..وتتواجد بها العديد من أنواع الطيور وكهف الخفافيش الشهير الذي يضم خفافيش “سيبا” في بيئتها الطبيعية المريحة.

أما الطابق المتوسط حيث عادة ما يكون للأشجار أوراق كبيرة لامتصاص أي ضوء شمس يتم ترشيحه عبر المظلة ليمنح أرضية الغابة الرطوبة والهدوء والظل حيث بالكاد يصل ضوء الشمس إلى الأرض التي تستوطنها الكثير من القرود والزواحف.

وتتميز أرضية الغابة المطيرة في الطابق الثاني بأنها رطبة وهادئة وداكنة وبالكاد يصل أي ضوء الشمس إلى الأرض على عكس الطبقات الأخرى الأكثر إشراقًا وحيوية حيث تعيش السلحفاة حمراء القدمين.

وتوجد الكثير من أشكال الحياة البيئية في الطابق الأول حيث الغابات المطيرة المغمورة والتي تكتمل بحوض أسماك عملاق مليء بأنواع السمك مثل “أرابيما” و”أروانا” ونحو 1000 من أسماك “البيرانا” وسمك الراي اللساع.

وفي الطابق الأرضي ينقل ممر المخلوقات الليلية الأسترالية الزوار في رحلة مميزة عبر بيئة متعددة الأنواع، ويتحكم المشغّلون بدورات الليل والنهار. وتتكون هذه الأنواع من أسرة اللوريس البطيء و”ليس مونيتور” وزوج من أفاعي الأصلة البورمية التي يمتد طولها بين 4 و5 أمتار، بالإضافة إلى وزغة توكاي والضفادع البحرية وحيوان الولب وطائر كوكابورا إلى جانب 9 أفاع كبيرة لديها أكثر من 72 مولوداً.

وتهدف هذه المنشأة الفريد من نوعها إلى زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التوازن الدقيق للطبيعة، وإلهام الضيوف للاهتمام بقيمة أقدم النظم البيئية الحية في العالم.

وقالت سارة ستيفنز مدير العمليات والقيِّم في “ذا جرين بلانيت” :” توجد أكثر من 3,000 فصيلة من الحيوانات والنباتات تتضمن مئات الطيور والزواحف والأسماك والثدييات واللافقاريات. لدينا أعداد دقيقة لعدد من أبرز الحيوانات منها 2 من الليمور حلقي الذيل /وهما كندريك ليمار وروكسي/ و 3 من حيوان الكسلان /الأب ليام والأم ليمون والطفل لايم/ وزوج من طائر الماكاو الأزرق والذهبي /كيرت وغولدي/”..لافتة أن الأرقام تتغير باستمرار نظرًا لتكاثر الحيوانات والطيور.

وعن موطنها الأصلي أشارت الى أن جميع الحيوانات جاءت من مصادر مسؤولة ومرافق مرموقة للعناية بالحيوانات حول العالم وتم الحصول على جميع الموافقات الرسمية والتصاريح المطلوبة عبر وزارة التغير المناخي والبيئة قبل وصولها إلى موطنها الجديد في “ذا جرين بلانيت” وذلك انطلاقًا من ممارساتها المدروسة بعناية للتخطيط واستقطاب الحيوانات.

وأكدت أن المنشأة توفر بيئة مناسبة تحاكي الموطن الأصلي للحيوانات إذ تقع في مبنى فريد للغاية مصمم بشكل خاص ليضم نباتات وحيوانات الغابات المطيرة في بيئة تشبه بيئتها الأصلية ..فقد تم تصميم الارتفاع والنظام الآلي للتحكم بالرطوبة وحتى الزجاج القابل لاختراق الأشعة فوق البنفسجية بعد دراسة مستفيضة لتوفير الظروف البيئية المثالية للنباتات والحيوانات.

وأكدت أن ذا جرين بلانيت يطبّق العديد من مبادرات الاستدامة، بما فيها إعادة تدوير المياه من العواصف المطرية المدارية لتستخدم في خطوط الري وعدم استخدام المواد البلاستيكية المعدّة للاستعمال مرة واحدة في مقهى ذا جرين بلانيت وإهداء البذور وتوعية الضيوف وتثقيفهم وغيرها.

وعن خطط التطوير المستقبلي والتوسع في المشروع أوضحت أن التفاعل بين الحيوانات وتفاعل الحيوانات مع الضيوف وتجارب الضيوف تستمر بالنمو والتغير كل عام ..مضيفة أن هناك الكثير من الخطط المستقبلية بالإضافة إلى الحيوانات الجديدة التي ستصل قبل نهاية العام 2022.

وأوضحت أن مذكرة التفاهم التي وقعت مؤخرا مع دبي سفاري بارك تمهد الطريق لمزيد من التعاون في تطوير أعمال تكاثر الحيوانات وتحسين أوضاعها وتسهيل حركتها بين المكانين وضمان فتح قنوات التواصل بين اثنتين من أبرز المنشآت الحيوانية الرائدة في الإمارات.

واشارت إلى أن “ذا جرين بلانيت” تعمل على تعزيز علاقاتها الدولية إلى جانب مواصلة التعاون الوثيق مع المؤسسات الأخرى المعنية بالعناية بالحيوانات في الإمارات ومنها بلدية دبي ووزارة التغير المناخي والبيئة.

الجدير أن “ذا جرين بلانيت” تعتبر وجهة تعليمية وترفيهية مميزة تتيح لزوارها فرصة استكشاف النباتات والحيوانات الرائعة على كوكب الأرض ..كما تقدم 3 برامج تعليمية مخصصة لـ 3 فئات عمرية مستوحاة من أهداف النظام التعليمي لوزارة التربية والتعليم.

البيان