قال معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، إن معرض «إكسبو 2020 دبي» يؤكد على ريادة الإمارات في مجال الإبداع والابتكار العمراني الحديث وفقاً لأحدث ما توصّلت إليه تقنيات التكنولوجيا المتطوّرة، مع التميّز في جمع ثقافات وحضارات عريقة لحوالي 192 دولة من جميع أرجاء العالم في بقعة باتت محطّ أنظار القاصي والداني.
وذكر أن معرض «إكسبو 2020 دبي» الذي يعتبر من أهم الأحداث الثقافية والحضارية في العالم، يواكب جهود دولة الإمارات في تعزيز الإبداع الثقافي.

جسور الثقة والتفاهم
وقال معاليه إنه على الرغم من الظروف الصعبة التي فرضتها علينا جائحة كورونا، إلا أن معرض «إكسبو 2020 دبي» يسهم في بناء جسور الثقة وتعزيز التفاهم مع دول العالم وشعوبها لبناء التعاون الدولي المنشود، مشيراً إلى أنه يتحتم علينا أن نمنح الدول الأخرى المزيد من المعلومات حول ثقافتنا الوطنية وقيمنا العريقة، حيث يشكل ذلك قاعدة متينة لشراكات طويلة الأمد.
واستذكر معاليه البصمات الرائعة لمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي حرص على رعاية التراث الإماراتي منذ فجر الاتحاد والعمل على حماية وصون التراث الشعبي، وذلك إيماناً منه بأهميته في الحفاظ على الهوية الوطنية، ونفّذ العديد من المشاريع الثقافية التي تصب في عملية صون وحماية إرث الآباء والأجداد، حيث أمر بصيانة وترميم الحصون والقلاع التاريخية في إمارة أبوظبي، كما افتتح متحف مدينة العين.

وأكد معالي زكي نسيبة أن المتاحف تُشكل منصة ثقافية عالمية تعكس مدى تقدم البشرية عبر السنين والعصور المختلفة، وتُمثل إقامتها ضرورة وطنية من أجل الحفاظ على المقتنيات التراثية والحضارية والثقافية لأي دولة، حيث تجسد تاريخها ونهضتها عبر التاريخ، مما يجعلها مكاناً لجذب السائحين والزوار وتنمية القطاع السياحي والثقافي.

وأوضح أن إقامة المتاحف في الإمارات جاءت ترسيخاً لنهج المؤسس الباني، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإحياءً لموروثه التراثي الخالد. وتحتضن المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات في أبوظبي عدداً من المتاحف التي تُبرز في أبنيتها أروع التصاميم المعمارية الحديثة القائمة على التكنولوجيا المُتقدّمة. ومن أهمها «متحف زايد الوطني» الذي يتم بناؤه تخليداً لذكرى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويوثق تاريخ الدولة من خلال سرد حياة ومآثر الوالد المؤسس زايد، رحمه الله، و«متحف جوجنهايم أبوظبي» الذي يُعدّ منبراً عالمياً للفنون والثقافة المعاصرة.
وأما «متحف اللوفر أبوظبي» أول متحف من نوعه في العالم العربي بمقتنياته التاريخية والحضارية النادرة، وبهندسته المعمارية الفريدة، الذي افتتح في 2017 في منارة السعديات بحضور عدد من الملوك ورؤساء الدول، في إطار التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا، فهو يقدم سرداً تاريخياً عن الفن الذي يمتد عبر تاريخ الحضارة بأكملها، ويؤكد على أهمية التجربة البشرية المشتركة.

لقاء وحوار الحضارات
وأكد معالي زكي نسيبة أن الإمارات تمكّنت على مدار الخمسين عاماً الماضية من التحول إلى منارة ومركز إشعاع حضاري وثقافي، من خلال مبادراتها العديدة التي مكّنتها من مد الجسور بين الثقافات والجنسيات المتنوعة على مستوى العالم، معززة بذلك مناخات لقاء وحوار الحضارات وترسيخ التآلف والتسامح والتقارب بين أبناء شتى الثقافات، لتصبح دار زايد بذلك وطن الخير والابتكار والعقول والفرص.
وقال إننا نتطلع على مدار الخمسين عاماً المقبلة بأن يتمكّن جيل المبدعين من إبراز الإمارات كمركزٍ للامتياز المعرفي والثقافي، ونموذجاً رائداً لمجتمع يعتزّ بهويته الوطنية وثقافته عالمياً. 
والذي يُمكن ترجمته واقعياً من خلال مشاركات الإمارات في الفعاليات التي تُعنى بمجالات عدة في مختلف دول العالم، وتعريف شعوب العالم بالتالي على ما تمتلكه من إبداع ومعرفة، وهو عملياً يقرب بين الشعوب، ويساهم في التأثير المتبادل الذي ينعكس بالمحصلة على المعرفة الإنسانية.

الاتحاد