الفجيرة نيوز- أبكى الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد جمهور ملتقى الفجيرة الإعلامي الثالث، مساء الأربعاء، وأضحكهم في أمسية اُختتم بها الملتقى الذي استمر يومين وشارك فيه زهاء ثلاثين باحثا وإعلاميا.
قرأ الشاعر، الذي نيّف على الثمانين من عمره، مجموعة من قصائده، فغنى للعراق بقواف نازفة، واصفاً حاله وهو يخاطب أماكن أبنائه التي خلت منها داره وأشياءهم التي تركوها بعد أن هاجروا خارج العراق فزعاً من شبح الموت:
لا تطرُق البابَ.. تَدري أنَّهُم رَحَلوا
خُذ المَفاتيحَ وافتحْ أيُّها الرَّجلُ!
أدري سَتذهَبُ.. تَستَقصي نَوافِذَهُم

كما دأبتَ وتسعى حَيثُما دَخلوا
تُراقِبُ الزَّاد.. هَل نامُوا وَما أكلوا؟
وَتطُفيءُ النُّورَ.. لو.. لو مَرَّة فعَلوا
وفيكَ ألفُ ابتهال لو نَسوهُ لكي
بهم عيونُكَ قبلَ النَّوم تَكتَحِلُ!
لا تطرُق البابَ.. كانوا حينَ تَطرُقها
لا يَنزلونَ إليها.. كنتَ تَنفعلُ
وَيَضحَكون.. وقد تَقسو فتَشتمُهُم
وأنتَ في السِّرِّ مَشبوبُ الهَوى جَذِلُ!
حتى إذا فتَحوها والتقَيتَ بِهم
كادَتْ عيونكَ فرْط الحُبِّ تَنهَمِلُ!
لا تطرُق البابَ.. مِن يَومَينِ تَطرُقُها
لكنَّهُم يا غَزيرَ الشَّيبِ ما نزَلوا!
ها بَيتيَ الواسِعُ الفَضفاضُ يَنظرُ لي
وكلُّ بابٍ بهِ مِزلاجُها عَجِلُ
كأنَّ صَوتا يُناديني وأسمَعُهُ
يا حارِسَ الدَّار أهلُ الدَّارِ لن يَصِلوا

ثم قرأ قصيدة “ثلاث شهقات على العراق” التي يقول فيها:
متى من طول نزفك تستريح
سلاماً أيها الوطنُ الجريحُ
تشابكت النصال عليك تهوي
وأنت بكلِّ منعطف تصيحُ
وضجَّ الموتُ في أهليك حتى
كأنْ أشلاؤهمْ ورقٌ وريحُ.
ويكرم شاعر بلاد الرافدين زوجته “أم خالد” التي كانت فاكهة اللقاء لفرط ما علق عليها الشاعر واستذكر محطات أثيرة معها. يقول في قصيدته “حنين النوق”:
وَحِيدَيْنِ نَبقى أُمَّ خالِدَ هَا هُنا
نَحِنُّ حَنينَ النُّوقِ للزَمَن الخَلِي
وَيا وَيْلَنا مِن يَوم يَرحَلُ واحِدٌ
ويبقى الذي يبكيه حد التوسل

كما قرأ قصائد غزلية أمتعت الجمهور الذي ضجت به قاعة جامعة عجمان. كما قرأ عبد الواحد قصيدته الشهيرة “يا صبر أيوب” التي كتبت مطلع تسعينيات القرن الماضي، ويقول فيها:

صبر العراق صبور أنت يا جمل!
وصبر كل العراقيين يا جمل
صبر العراق وفي جنبيه مخرزه
يغوص حتى شغاف القلب ينسمل
ما هدموا.. ما استفزوا من محار مه
ما أجرموا.. ما أبادوا فيه.. ما قتلوا
وطوقهم حوله.. يمشي مكابرة
ومخرز الطوق في أحشائه يغل
وصوت حاديه يحدوه على مضض
وجرحه هو أيضا ناز ف خضل
يا صبر أيوب.. حتى صبره يصل
إلى حدود، وهذا الصبر لا يصل!
يا صبر أيوب، لا ثوب فنخلعه
إن ضاق عنا.. ولا دار فننتقل
لكنه وطن، أدنى مكارمه
يا صبر أيوب، أنا فيه نكتمل
وأنه غرة الأوطان أجمعها
فأين عن غرة الأوطان نرتحل؟!

الضنحاني يكرم عبد الواحد

من جهة أخرى كرم سعادة محمد سعيد الضنحاني مدير الديوان الأميري في ختام الامسية الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد بمنحه درع هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام وذلك بحضور محمد سيف الأفخم مدير بلدية الفجيرة، أمين عام الهيئة الدولية للمسرح وسط حضور كبير من محبي الشاعر وجمهوره