الفجيرة نيوز- بحضور سمو الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، انطلقت أولى جلسات الدورة الخامسة من “ملتقى الفجيرة الإعلامي” والتي خصصت لتحليل “صورة المرأة في الإعلام” وذلك في الإعلام العربي وفي الإعلام الأجنبي، وفي الإعلان التجاري وفي الدراما العربية.

مرآة لصورتها المجتمعية:
الجلسة التي أدارت محاور النقاش فيها الإعلامية ميسون عزام من قناة “العربية” افتتحت بورقة الأستاذ صلاح الدين معاوي مدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية ((ASBU حول (صورة المرأة في الإعلام العربي) رأى فيها أن هناك حالة من التمازج بين واقع المرأة في المجتمع وصورتها على الشاشة، فما يعكسه الإعلام وشاشاته المختلفة عن المرأة هو مرآة لصورتها في المجتمع العربي ومكانتها. ولفت الأستاذ معاوي إلى أن ما يميز هذه الصورة هو التهميش والنمطية والسلبية، وهذه الصورة هي القاسم المشترك بين المجتمعات والإعلام العربي.
وبرأي الأستاذ معاوي فأن الإشكاليات المطروحة لصورة المرأة والنظرة إليها، تكاد تكون واحدة في المجتمعات العربية ويجب أن نواجهها وأن تمنح المرأة الفرصة لتعالج بنفسها هذه الإشكاليات وأن تأخذ زمام المبادرة في ذلك.

تضييق عام وعالمي:
مدير تحرير صحيفة العرب اللندنية كرم نعمة أكد في ورقته حول (صورة المرأة في الإعلام الأجنبي) أن المساحة أضيق مما نتصور والتضييق على المرأة (الكاتبة و الصحافية) ليس في عالمنا العربي فقط ، لافتاً إلى وجود أصوات مرتفعة وعلى درجة من الأهمية تقلل مما تكسبه وتنجزه المرأة.
كلام الأستاذ نعمة جاء في مقاربته لصورة المرأة في بريطانيا مع نظيرتها في العالم العربي، وقدم في هذا السياق مثالاً عن “جائزة المرأة للرواية” التي تقام في بريطانيا ويقوم بتحكيمها فريق نسوي وتمنح جائزتها (60 ألف دولار) لأفضل رواية تكتبها امرأة بالانكليزية، مشيراً إلى أن الجدل السنوي ذاته يتكرر كل عام حول تخصيص الجائزة للنساء فقط، وهو جدل يعكس بمضمونه على نحو ما عقلية ذكورية تضيق بتوجه الجائزة النسوي.

تشييئ المرأة:
من جهتها فضلت الكاتبة والإعلامية د.حصة لوتاه (الإمارات) استبدال تعبير (تسليع) في عنوان ورقتها (تسليع المرأة في عالم الإعلان) بتعبير (تشييئ)..مشيرة إلى أن كثيراً مما يدور اليوم حول المرأة لسنا نحن المصدر فيه سواء تلك التي تتعلق بالصورة النمطية أو حتى الدراسات، فمعظمها جاءنا من الغرب وكثير مما يقع على المرأة اليوم يقع عليها من خارج نطاقها.
وأكدت د. لوتاه أن الثقافة العربية تحفل بصور كثيرة مشعة وإيجابية عن المرأة العربية لا تشبه صورتها النمطية اليوم، ولكن الإعلام يمارس سطوته في تكريس هذه الصورة.
واستعرضت د. لوتاه في هذا السياق مجموعة أمثلة عن إعلانات بدت تكرس مفاهيم مغلوطة لا عن المرأة وحسب وإنما عن الأطفال والرجال أيضاً. ودعت د. لوتاه إلى الاهتمام بالثقافة البصرية وقراءة الصورة والبحث في مصدرها ودلالاتها، مشددة إلى أن بعض الممارسات الإعلامية التي تبتذل جسد المرأة من شأنها أن تعطي حجة لبعض الحركات المتطرفة.

ذكورة التلفزيون..أنوثة الشاشات:
د. إبتهال الخطيب الأكاديمية والكاتبة في جريدة الجريدة الكويتية حددت في معرض حديثها عن (صورة المرأة في الإعلام والتحديات التي تواجهها) ملامح للصورة النمطية للمرأة في الإعلام العربي، فرأت أنها تتركز على نحو رئيسي في ثلاث نقاط أولهما الصورة التشيئية للمرأة، مستشهدة بمقال للكاتبة الكويتية ملاك ناصر رأت فيه أنه ينظر إلى المرأة بمرآة محدبة تقلل من فكرها وأخرى مقعرة تضخم أنوثتها..ورجحت د. الخطيب أن يكون مرد الصورة الجسدية تلك “ذكورة التلفزيون(بمعنى التمويل والصناعة) وأنوثة الشاشات (بمعنى المحتوى)”.
الملمح الثاني بحسب د. الخطيب يكمن في إظهار المرأة بصور حدية أما كملاك وأما شيطان، أما الملمح الثالث لصورة المرأة في الإعلام العربي فهي النظرة الساخرة الكوميدية لها وعنها.
و أوجزت د. ابتهال التحديات التي تواجه المرأة بغياب الحرية وتشويه صورة التحرر والمفاهيم الدينية والعادات والتقاليد وارتباط المرأة بأنماط الرجل وارتباط الإعلام بالأنظمة السياسية.

تباع بقدر ما تتعرى:
و انطلاقاً مما أثارته نقاشات لمثقفين حول شخصية نسائية في فيلم “العار” حددت د. خيرية البشلاوي الناقدة والكاتبة المصرية في معرض حديثها عن (صورة المرأة في الدراما العربية) ما يكرس نمطياً عنها في السينما بوصفها تقدم التدليك المعنوي والمادي والذهني للرجل، وفق محتوى الفيلم..مجددة صرختها في وجه هؤلاء المثقفين: ” حتى أنت يا مفكر؟!”.
ورأت د. خيرية أن الدراما بالغت في تقديم صورة المرأة بوصفها سلعة تقدم واجبات حسية، مستشهدة في هذا السياق بفيلم “قصة الحي الشرقي”، وهي تباع بقدر ما تتعرى ولم تعد المرأة فيها هي المخلوق الجدير بالاحترام وصاحبة الدور القوي في الحياة الواقعية.
وخلصت د. البشلاوي إلى أنه لم يكن هناك صورة سيئة للمرأة، كما هي صورتها اليوم في الدراما العربية، داعية إلى أن يتم تمكين المرأة في الإعلام بما يعكس صورة حقيقة عنها، مشككة في الوقت ذاتها بأهداف ونوايا بعض الأموال المساهمة في إنتاج مسلسلات من ضمن أربعين مسلسل قدمتها الدراما المصرية هذا العام.
يذكر أن الجلسة شهدت عدة مداخلات وأسئلة من الحضور حول موضوعات التي تناولها المتحدثون الخمسة.