أكد المبتكر الإماراتي الدكتور علي هلال النقبي، أن دولة الإمارات، نجحت في ربط القطاع الصناعي بالبحث العلمي. وقال: تهدف استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، إلى ترسيخ مكانة الإمارات في مصاف أفضل دول العالم في مجال الثورة الصناعية الرابعة. وقد تم تحقيق العديد من المؤشرات المهمة على صعيد الخدمات الذكية والهندسة والعلوم الحيوية والطب والفضاء، والأمن والروبوتات والأنظمة غير المأهولة، والطاقة المستدامة والأغذية والزراعة، ورسم خرائط كوكب المريخ، والارتقاء بالقطاع الصحي، والتصدي لجائحة «كورونا». 

وأضاف: سوف تسهم هذه الاستراتيجية في بناء اقتصاد حيوي ذاتي التطور، ودعم الطاقة المتجددة الخضراء والمستدامة، وتوفير قيمة جديدة وغنية للصناعات في دولة الإمارات، والمساهمة في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي بقيم ثلاثية.

وأكد أن القطاع الخاص يلعب دوراً رئيساً في التنمية الاقتصادية والدخل القومي، وفي دعم التحول الصناعي بتقنيات جديدة، ومعدلات توظيف عالية. وعلى الرغم من أن القطاع العام والحكومي، يأتيان في الصدارة على هذا الصعيد، إلا أن القطاع الخاص قادر على التحرك بنفس الوتيرة، ومواءمة استراتيجيته الخاصة للابتكار مع القطاع العام.

وحول جائزة «جيمس دايسون»، قال إنها تمثل فرصة رائعة للمخترعين الشباب في دولة الإمارات. ولا شكّ أن البلاد قد اتخذت خطوات ومبادرات مهمة لدعم الابتكار على مختلف المستويات الفردية والمؤسسية، إذ تقدم تمويلاً سخياً، وبرامج تسريع وريادة أعمال ودعم للشركات الناشئة. كما أنها تستقطب المبتكرين الراغبين بالحصول على الإقامة الذهبية والخاصة. على سبيل المثال، تنظم أبوظبي العديد من برامج الابتكار، عبر برنامج «تكامل» من دائرة التنمية الاقتصادية، وصندوق خليفة لتطوير المشاريع.

وجائزة جيمس دايسون، هي مسابقة تصميم سنوية، تنظمها مؤسسة دايسون الخيرية لطلاب الجامعات والخريجين الجدد، لتشجيع المخترعين الشباب، ودعمهم في خطواتهم الأولى نحو ريادة الأعمال. منذ عام 2005، تشجع جائزة جيمس دايسون، الطلاب الجامعيين والخريجين الجدد المتخصصين في الهندسة والتصميم، على المشاركة في المسابقة، وتصميم «شيء يحلّ مشكلة ما». قد يكون هذا المفهوم واسعاً وفضفاضاً، وهذا أمر مقصود، من أجل تشجيع الطلاب على تقديم حلول للمشكلات الملحّة في عالمنا.

وأضاف: أعتقد بأن تنظيم جوائز الابتكار في دولة الإمارات، مثل جائزة جيمس دايسون، هو خطوة مهمة لدعم استراتيجية الابتكار التي حددتها الحكومة، وتشجيع ونشر ثقافة الابتكار، وتعريف أفراد المجتمع والرواد بقيمة الابتكار، على اعتباره جزءاً من النظام المعرفي الأشمل.

ووجّه نصيحة للمخترعين الشباب، وقال: بداية، وقبل كل شيء، أشجعهم على المشاركة في جائزة جيمس دايسون، فهي الخطوة الأولى في طريق تقديم المزيد من الابتكار، لا سيما أنهم سيتعاملون مع مهندسين مرموقين، لهم صيت ذائع في هذا المجال. وأشجع المخترعين الشباب ممن لديهم فكرة، على معرفة إن كانت فكرتهم قابلة للحماية ببراءة اختراع، وإمكانية تنفيذها على الأرض، وتحويلها إلى نموج أولي. وفور توفر هذه الشروط، أوصيهم بالحصول على الدعم المطلوب لتنفيذ أفكارهم.

وحول اهتمام دولة الإمارات بدعم مجالي الابتكار والبحث العلمي، قال: صنّف مؤشر الابتكار العالمي لسنة 2019، الإمارات في صدارة الدول العربية في مجال الابتكار. وتمثل البحوث العلمية والتطبيقية، عبر الجامعات والمؤسسات التعليمية، وأعضاء هيئات التدريس والباحثين، أحد الركائز الاستراتيجية الطموحة للدولة، لدعم بناء اقتصاد معرفي. فعلى سبيل المثال، تعتبر جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة خليفة، اليوم، من بين الجامعات الأعلى تصنيفاً على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي على هذا الصعيد، ومشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، هو مثال حيّ على هذه الجهود الناجحة، وهو مفتوح أمام الجهات الأكاديمية الراغبة بالتعلم واستقاء المعرفة منه.

البيان