هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أخاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بمناسبة مرور 50 عاماً على تولي سموه مقاليد الحكم في الإمارة، مؤكداً سموه أن صاحب السمو حاكم الشارقة عمود من أعمدة الاتحاد، وجامعة للعلم والثقافة، ومحرك رئيسي للبناء والعمران وخدمة الإنسان في الدولة.

وقال سموه في تدوينة عبر «تويتر» أمس: «يكمل أخي الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي غداً 50 عاماً منذ تولي مقاليد الحكم في الشارقة.. سلطان عمود من أعمدة الاتحاد.. وجامعة للعلم والثقافة… ومحرك رئيسي للبناء والعمران وخدمة الإنسان في الدولة.. حفظ الله سلطان لأهله وشعبه ومحبيه». ويصادف اليوم اليوبيل الذهبي لتولي صاحب السمو حاكم الشارقة، مقاليد الحكم في الإمارة.. 50 عاماً ذهبية من الإنجازات التنموية لسموه وضعت الشارقة في مصاف كبرى المدن العالمية.

وتقدمت الشارقة منذ تولي صاحب السمو حاكم الشارقة، مقاليد الحكم في الإمارة بخطى سريعة نحو المستقبل، وبرؤى استراتيجية واضحة، وخارطة طريق محددة حتى حققت إنجازات شاملة خلال مسيرة سموه التي تعدت الـ 50 عاماً في شتى القطاعات الحيوية، التي من شأنها تعزيز ازدهار الدولة بشكل عام والشارقة بصورة خاصة، مسيرة خط سطورها سموه بحكمة الحاكم المستنير، وبشخصية استثنائية ذات حس إنساني ووعي ثقافي كبير، فهو باني الشارقة الحديثة، وداعم الثقافة بكل أشكالها، وحارس التراث، وعاشق المسرح، ولذلك من الصعب الإلمام بمجالات عطاء سموّه كافة، والتي تستحق أن تسطر بماء الذهب، فقاد سموه الشارقة إلى أن تكون سباقة في قطاعات عديدة، ومحققة الإنجاز تلو الآخر في المجالات التنموية كافة، لتصبح الإمارة أيقونة التقدم والتطور، ورائدة الابتكار والتميز، وعنواناً للتحضر والازدهار، وهو ما جعلها وجهة رائدة للاستثمار على مستوى المنطقة والعالم، ومقصداً للباحثين عن نمط الحياة الأسرية المتوازنة، ومنارة للثقافة والعلم والمعرفة تسير على خطاها الشعوب وتنهض المجتمعات.

وقاد سموه مسيرة التطورات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في الشارقة، كما أن التاريخ سطر إنجازات عظيمة لسموه في مجالات التجارة والصناعة والزراعة وفي العلم والمعرفة والثقافة والسياحة، عمل فيها على زيادة الوعي الوطني والمشاركة والمسؤولية الاجتماعية، وتأسيس مجلس الشارقة الاستشاري لتفعيل دور المواطن في التنمية والمشروعات على جميع الصعد في إمارة الشارقة، كما أسس سموه المجالس البلدية في مدن وقرى إمارة الشارقة بقصد توسيع نطاق المشاركة والشورى بين المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية المختلفة، وتشجيع تأسيس العديد من المؤسسات غير الحكومية بهدف دعم التفاعلات الاجتماعية بين المجتمعات المدنية والمؤسسات الحكومية والرسمية، وغيرها.

وتعد الشارقة محظوظةً بقائدها وحاكمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حيث أعطى سموه لوطنه الكثير، وحصد محبة الناس الذين لامسوا فيه عطاء الأب الحاني، ووضع على عاتقه توفير أرقى مستويات الحياة الكريمة للمواطنين.

ولد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في الثاني من يوليو عام 1939 بمدينة الشارقة، وتربى سموه على الوطنية، وترعرع على حب العلم والمعرفة، وكان شغوفاً بتاريخ وطنه، تفرغ في بداية عمره للدراسة وانتقل بين الشارقة والكويت ومصر ليتلقى تعليمه، وبدأ سموه تعليمه العام في سبتمبر سنة 1948 في مدرسة الإصلاح القاسمية وكان عمره آنذاك 9 سنوات، وكان قد درس سموه قبلها القرآن الكريم، وفي العام 1954 التحق صاحب السمو حاكم الشارقة بالمدرسة الإنجليزية الخاصة ليدرس اللغة الإنجليزية، وانتقل سموه بين الشارقة والكويت لتلقي تعليمه الإعدادي والثانوي لينتهي به المطاف في نهاية العام 1965 في القاهرة، حيث بدأ الدراسة الجامعية في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، ثم عمل سموه مدة عامين من 1961 وإلى سبتمبر 1963 مدرساً لمادتي اللغة الانجليزية والرياضيات بالمدرسة الصناعية بالشارقة، ثم تسلم رئاسة البلدية في عام 1965، وبعد عودة سموه إلى الشارقة بعد إتمامه دراسته الجامعية في 1971 تسلم سموه إدارة مكتب سمو الحاكم بإمارة الشارقة، وبعد قيام الاتحاد، وتحديداً في اليوم التاسع من ديسمبر تم تشكيل مجلس الوزراء ونصب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي يومها وزيراً للتربية والتعليم، ثم تسلم سموه في الـ 25 من يناير 1972 مقاليد حكم إمارة الشارقة، فأصبح سموه عضواً في المجلس الأعلى، وكان عمر سموه آنذاك 32 عاماً، كما يعد سموه الحاكم الـ 18 لإمارة الشارقة من حكم القواسم الذي يعود للعام 1600 ميلادية.

ولم تكن المشروعات التي أطلقها سموه مؤخراً في كافة مدن الشارقة وليدة اللحظة، فخطط لها سموه منذ أعوام عدة، ورسم ملامحها، حتى طالت جميع المجالات، من بناء المساكن وتشييد الجامعات وشق الطرق وترميم المناطق والشواهد الأثرية وإقامة المحميات الطبيعية وتزيين الطرق والشواطئ والميادين، وتعمير المرافق التجارية.

وتهدف الميزانية التي اعتمدها سموه للعام 2022 للإمارة بإجمالي نفقات 34,4 مليار درهم، إلى تحقيق الرؤية الاستراتيجية للإمارة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز الاستدامة المالية وتحفيز الاقتصاد الكلي على أن تسهم الموازنة العامة في الخدمات والتنمية على حد سواء.

ويمثل بناء الإنسان وتعليمه وتأهيله وتوفير فرص العمل والعيش الكريم له، عنوان العقود الـ 5 الأولى من عهد صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي وجه بتوظيف قدرات الإمارة وإمكانياتها لصالح مواطنيها في مختلف أماكن تواجدهم، لتغدو مدن الشارقة ومناطقها صروحاً حضارية، ينعم سكانها بالأمن والأمان، والنهضة والعمران، مستفيدين من البنية التحتية المتطورة، والمشاريع التنموية المزدهرة، والتي أسهمت في بناء مجتمع ينعم بكل مقومات السعادة والاستقرار، فكان المنهج العام لمشروع سموه تذليل الصعاب التي تواجه المواطنين.

العلم مع الثقافة شكلا شخصية متفردة في القرارات الصائبة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، المستندة إلى بصيرة ورؤى تستشرف مستقبل الإمارة بوعي وشمولية، وتعمل على النهوض بمناحيها كافة، فوجه سموه بتأسيس المدينة الجامعية في الشارقة العام 1998؛ لتقديم تعليم عالي الجودة، يستند إلى معايير محلية وعالمية لتتصدر المشهد التعليمي في الإمارة بشكل لافت.

البيان