كشف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ /مسبار الأمل/ عن مجموعة جديدة من الملاحظات العلمية الخاصة بالغلاف الجوي لكوكب المريخ، وذلك ضمن الدفعة الرابعة من البيانات العلمية الخاصة بالمهمة 

وتؤكّد البيانات الجديدة، التي جمعتها أجهزة ” مسبار الأمل ” خلال مهمته حول مدار المريخ بين ديسمبر 2021 وفبراير 2022، مدى كفاءة وإمكانات هذه الأجهزة والأداء المُذهل الذي تُقدمه .

ووصل إجمالي حجم البيانات التي جمعها “مسبار الأمل” حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر إلى 118.5 جيجابايت، وذلك مع إصدار الدفعة الرابعة من المعلومات والصور والبيانات التي يصل حجمها إلى 688.5 جيجابايت.

وتشمل أحدث البيانات الصادرة عن المهمة ما رصده المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية /EMUS/ من ملاحظات جديدة توفر تغطية أفضل لشفق المريخ. كما رصد المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية جسيمات الطاقة الشمسية والأشعة الكونية المجريّة من خلال تجربة أجراها عبر مراقبة ما يلتقطه الجهاز وهو مغلق. وأظهر المقياس أيضاً، في إطار تجربةٍ لتوصيف الكاشف، تبين إمكانية العمل بحساسية ودقة أعلى إن احتاج الأمر عند التقاط الملاحظات العلمية.

وتمكنت كاميرا الاستكشاف الرقمية /EXI/ الخاصة بمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من التقاط صور خاصة عالية الدقة، حيث رصدت الكاميرا، التي صُممت خصيصاً لالتقاط التحركات والتغيرات التي تطرأ في الغلاف الجوي، حركة الغبار في 9 و29 يناير و23 فبراير، كما راقبت السحب في 42 ديسمبر و7 و25 يناير.

وتمّت مشاركة الدفعة الرابعة من البيانات والمعلومات مع المجتمع العلمي والمهتمين بعلم الفلك في جميع أنحاء العالم من خلال مركز البيانات على الموقع الإلكتروني الرسمي للمشروع، حيث تصدر البيانات كُل ثلاثة أشهر بعد تصنيف جميع البيانات التي تجمعها الأجهزة العلمية لمسبار الأمل ومعالجتها من قبل الفريق.

ولاقت الحزم الثلاث الأولى من البيانات اهتماماً واسعاً في أوساط العلماء والباحثين والخبراء والمهتمين بعلم الفلك حول العالم، علماً أنّه جرى تحميل ما يصل إلى 1.7 تيرابايت من البيانات لغاية هذا التاريخ.

وقال المهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ /مسبار الأمل/: ” تُمثل هذه الملاحظات الجديدة دليلاً واضحاً على كفاءة مسبار الأمل وفعالية مساعيه الرامية إلى الارتقاء بالجهود البحثية والتحليلات الدقيقة حول المريخ وغلافه الجوي. يسعدنا أن نشارك آخر الملاحظات التي توصل إليها مسبار الأمل مع المجتمع العلمي العالمي، إذ سنحرص على تحديد أفضل السُبل لتعزيز اكتشافاتنا وملاحظاتنا بشأنه، بما يُسهم في إثراء رصيد المجتمع الدولي من المعارف وتعزيز فهمه للكوكب الأحمر، فضلاً عن ترسيخ مكانة دولة الإمارات الرائدة في القطاع”.

من جانبها، قالت المهندسة حصة المطروشي، قائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ: “تُعد التغطية الجديدة التي قدّمها مسبار الأمل إنجازاً هائلاً يعكس الإمكانات اللامحدودة التي تتمتع بها أجهزتنا لرصد ملاحظات جديدة تتجاوز سقف التوقعات. ونجد من خلال أحدث التحليلات الدقيقة التي توصلنا إليها حول المريخ وغلافه الجوي بأنّه ما زال أمامنا الكثير لنكتشفه حول الكوكب الأحمر. ونتطلع قُدماً لتحقيق أهداف المشروع، في توفير البيانات العلمية المفيدة وتعزيز الإمكانات الوطنية والارتقاء بآفاق التعاون الدولي، مع كُلّ حزمة جديدة من البيانات”.

ويحظى مسبار الأمل، بفضل مداره على ارتفاع يتراوح بين 20,000 إلى 43,000 كيلومتر وميلان بواقع 25 درجة باتجاه المريخ، بقدرة متفردة على استكمال دورة مدارية واحدة حول الكوكب كل 55 ساعة والتقاط مجموعة متكاملة من البيانات كلّ تسعة أيام. ويدرس مسبار الأمل الحالة الراهنة للغلاف الجوي للمريخ وطقس الكوكب والأسباب الكامنة وراء فقدان الهيدروجين والأوكسجين من غلافه الجوي العلوي. وإلى جانب ذلك، يبحث المشروع العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلية والعلوية للمريخ وغيرها من الظواهر المتنوعة، مثل العواصف الغبارية والتقلبات الجوية وديناميكيات الغلاف الجوي.

يصل وزن مسبار الأمل إلى حوالي 1,350 كيلوجرام، ما يُعادل وزن سيارة رياضية صغيرة الحجم. وتولى مهندسو مركز محمد بن راشد للفضاء عمليات تصميم المسبار وتطويره بالتعاون مع مجموعةٍ من الشركاء الأكاديميين، بما في ذلك مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة كولورادو، بولدر؛ وجامعة ولاية أريزونا؛ وجامعة كاليفورنيا، بيركلي.

وللاطلاع على البيانات التي جمعها مسبار الأمل وتصفح الصور التي التقطتها أجهزته يمكن زيارة الرابط التالي:
https://www.emiratesmarsmission.ae.

البيان