الفجيرة نيوز- نشرت صحيفة القبس اليومية الكويتية العريقة، مقالاً للكاتب حمزة عليان، تحدث فيه حول الاهمية الاستراتيجية لاقتراحات ودعوات المفكريين الاقتصاديين والسياسيين العرب والاجانب لاعتماد ميناء الفجيرة لتصدير النفط الخليجي، للتحرر من المخاوف التي تسببها الدعوات والتهديدات الايرانية بإغلاق مضيق هرمز، وهو ما جعل إمارة ابو ظبي، اول المصدرين النفطيين عبر ميناء الفجيرة، الامارة الوحيدة في العالم المصدرة للنفط لا تهتم ولا تعير التهديد الايراني اهمية.وذَكَر كاتب المقال، بمناشدة الدبلوماسي الكويتي المخضرم سليمان ماجد الشاهين وزير الدولة للشؤون الخارجية الكويتي السابق، دول الخليج العربي عام ١٩٧٤ الى الالتفات لاهمية ميناء الفجيرة بالنسبة لدول الخليج والعالم. وادناه نص المقال:

بدائل «هرمز».. للفجيرة دور وموقع

حمزة عليان

في الوقت الذي كانت فيه الكويت مشغولة بتأمين الحماية لناقلاتها النفطية للعبور بأمان في مضيق هرمز من خلال رفع اعلام الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن، كان ميناء الفجيرة يعمل بوتيرة عالية في تأمين امدادات الطاقة ورسو الناقلات العملاقة المحملة بالبضائع التي استهلكتها دول المنطقة، وخصوصاً البلدين المتجاورين العراق وايران.
فموقع الفجيرة الاستراتيجي المهم على خليج عُمان والمطل على بحر العرب، جعل منها أحد البدائل «الطبيعية» لنقل النفط وغيره من المواد في حال اغلاق مضيق هرمز أو التهديد باغلاقه بحيث ابطل مفعول الاغلاق وجعله لا يرقى لمصاف الخنق الاقتصادي الكامل لدول الخليج العربي ومنها الكويت.

وأثناء الأزمة المالية العالمية لم تتأثر حركة الميناء، بل زادت بنسب عالية خلال السنوات الثلاث التي تلت عام 2008.
وبإمكان هذا الميناء الا يكون فقط مساراً لنقل النفط عبر خط طوله 400 كيلومتر من ابو ظبي يتيح تصدير 70 بالمائة من صادراتها النفطية دون المرور في مضيق هرمز الى هذا الساحل، بل سيكون متاحاً نقل السفن الاكبر حجما اليه.

تصدير النفط عن طريق امارة الفجيرة سيؤدي الى تخفيض تكاليف نقل النفط واختصار المدة الزمنية للتفريغ والشحن اضافة الى الجوانب الاستراتيجية والأمنية التي سيحققها كبديل عن مضيق هرمز.

منافسة سنغافورة وروتردام

ميناء الفجيرة دخل في منافسة مع أكبر مركزين للتزود بالوقود في العالم، وهما سنغافورة وروتردام، واعداد البواخر الراسية قبالة سواحل الامارة لا يقل معدلها اليوم عن 100 باخرة في أسوأ الحالات.
منشآت التخزين في هذه الامارة تستوعب نحو سبعة ملايين متر مكعب من النفط الخام.
قيمة الفجيرة الاستراتيجية تزداد في ظل التهديد باغلاق مضيق هرمز، يساعدها في ذلك مشروع مد خط انابيب رئيسي يربط حقول النفط في امارة أبوظبي بها ونقل ثلث انتاج دولة الامارات العربية البالغ 2.3 مليون برميل وبناء مصفاة تصل طاقتها بالتخزين الى 12 مليون برميل.
ورشة توسعة الميناء بدأت مطلع عام 2011 باضافة رصيفين بحريين جديدين بطول 80 متراً وعمق 20 متراً، تنتهي عام 2013 وبعد تخصيص 4 مليارات درهم في الميزانية الاتحادية لتنفيذ 35 مشروعاً تنموياً فيها.
مع انتهاء المرحلة الثانية من التطوير سيكون الميناء البترولي الاول في حجم المناولات البترولية وتخزين النفط ومشتقاته على مستوى العالم متخطياً بذلك ميناء سنغافورة البحري.
سجلت حركة الناقلات السنة الماضية ما يزيد على 11290 سفينة، %70 منها ناقلات، وهذا يعني ان الفجيرة وصلت الى مكانة عالمية في مجال تخزين واعادة تصدير النفط والمنتجات البترولية.
ويعتبر الميناء «الوحيد» في المنطقة الخليجية ذو الاغراض المتعددة يحتل موقعاً متميزاً على الساحل الشرقي للامارات العربية خارج مضيق هرمز ويشكل منفذاً لاسواق شبه القارة الهندية وشرق افريقيا.

اقتراح الشاهين

في هذا السياق، يحسب للدبلوماسي المخضرم الاستاذ سليمان ماجد الشاهين اقتراحه المبكر جدا، والذي قدمه عام 1974 في المنتدى الثقافي بالفجيرة، والذي استضافه بصفته سفيرا لدولة الكويت لدى الامارات العربية بدعوة من الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم الامارة الآن.
خلاصة الاقتراح تنطلق من اهمية موقع الفجيرة ضمن اي محاولة لوضع دراسة امنية عن المنطقة ككل، والتي تصدر النفط وتستورد كل شيء عدا النفط من الصعب ان تعيش في معزل عن العالم يرتبط حياتها بمضيق هرمز، من هنا يرى الاستاذ سليمان الشاهين ان الفجيرة تبقى الجسر والمنفذ الوحيد لدولة الامارات في حالة اي شلل يصيب المضيق، يمكن تصورها على انها اكبر ميناء يلبي احتياجات المنطقة في اي ظرف سياسي او امني متأزم، من السهل ربطها بشبكة من الانابيب الناقلة للنفط من هذا الجزء الشرقي للجزيرة العربية ومثل هذا المشروع لم يعد من الصعب تحقيقه، خاصة انه سيكون اقصر من خط التابلاين، ولو تحقق مستقبلا سيكون للامارات دور كريم يضاف الى اعبائها العربية التي تتحملها بشرف.