الفجيرة نيوز- أثارت الجلسة الثانية لملتقى الفجيرة الإعلامي الخامس والتي جاءت تحت عنوان (تحديات العمل الإعلامي للمرأة) جدلا واسعا حول القيود التي تواجه المرأة في مجال الإعلام.
حيث أشار عميد معهد الإعلام الأردني، الدكتور باسم الطويسي، خلال الجلسة التي أدارها عميد كلية الإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور ياس البياتي، إلى وجود ضعف واضح في حضور المرأة في الحقل الإعلامي وفي نقابة الصحفيين حيث يعادل ما يقارب 20% فيما يمثل حضورها في السوق الاقتصادي ما يقارب %16 أي أن المرأة حققت إنجازات في مجال الصحافة أكبر من الانجازات في القطاعات الأخرى في السوق وذلك على الرغم من جود تنافس قوي بين الرجل والمرأة في المجال، مبررا ذلك بالقيود الاجتماعية أحيانا وتفضيل المرأة لبعض المهن الأخرى.إضافة إلى ضعف تواجدها في الصحافة الميدانية، كما ناقش الأزمة الاجتماعية ووجود تحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية تعيشها المنطقة العربية والشكل التقليدي للأسرة العربية وتأثيره في التكوين الطبقي في المجتمع وما ينتج عنه من استغلال لصورة المرأة ونظرة لاتليق بها حيث أصبحت تواجهه انتقادات في المجال الإعلامي مؤكدا على ضرورة تقييمها من قبل المجتمع وإعطائها مكانا مرموقا في المؤسسات الإعلامية ودفعها في سوق العمل، حيث إن المرأة حققت إنجازات عظيمة في المجال الصحفي إلا أننا نرى أنه لاتتاح فرصة للنساء إعلاميا كما هي متاحة للرجال. وأكد أيضا على أنه لا توجد عدالة مهنية في عمل المرأة.
وأشار الطويسي إلى عدم التمييز بين الإعلاميات وحقول الإنتاج الفني الأخرى، وأكد على أن هناك حراك مهني واضح وتغيير في حضور المرأة في المؤسسات العربية حيث أصبح لها حضور كمي كبير ومعقول في المؤسسات العربية منذ منتصف التسعينيات وحتى الآن ولهذا لا يمكن أن تكون المرأة في الجانب الهش من المؤسسة”. وتطرق إلى الوجود الإعلامي للمرأة حيث إن النساء أكثر في الشاشات وأقل في الصحافة التلفزيونية سواء الاقتصادية أو السياسية وغيرها، كما أن النساء أكثر في الصحافة الورقية وأقل في صحافة الميدان.
بينما يرى الدكتور أبوبكر عبد الحميد في ورقته التي جاءت بعنوان (الإعلاميات والتغيرات الاجتماعية والسياسية) “بأن وضع المرأة في الإعلام تأثر بالنظام الاجتماعي والسياسي مما أحدث الكثير من التغيرات في هذا المجال، لأن بعض المجتعات والأنظمة السياسية تفرض قيودا على عمل المرأة في الإعلام، وهذا يعني أن أي تغير في هذه الأنظمة يؤثر بالمقابل على وضع المرأة في الإعلام. ولو تحدثنا عن المرأة العربية بشكل خاص يمكننا القول بأنها قادرة على العمل والإنجاز في الحقل الإعلامي إذا أتيحت لها الفرصة والتي لا تتأتى إلا بتغيير النظرة الإجتماعية للمرأة، وهنا يمكننا القول بأنه لا يمكن أن نعمم فكرة أن المرأة متخلفة إعلاميا بسبب اختلاف الأنظمة الاجتماعية من دولة إلى أخرى.
ووصفت الأكاديمية والباحثة في مجال الإعلام، الدكتورة صباح المحمودي، المؤسسة الإعلامية بالذكورية وأن الرجل يعتبر هو الأول في هذا المجال، مشيرة إلى ضعف المستوى المهني للمرأة، لكنها قادرة على أن تخطو خطوات واثقة إذا أتيحت لها الفرصة، كما ناقشت التحديات التي تواجه المرأة في الأقطار العربية وتطور حضور المرأة في الإعلام والذي كان لسببين رئيسيين هما التطور الدولي عن طريق تشجيع المؤتمرات والأمم المتحدة على تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة، والتطور الوطني الذي يختلف من دولة لأخرى، والإعلام الجديد وخلط المفاهيم في الإعلام العربي، وتحدثت عن التحديات التي تواجهها المرأة العربية والإعلامية خاصة في الأقطار العربية، حيث تأتي من أهم التحديات السياق الدولي والعربي حول طفرة مفاهيمية اسطلاحية تخص الإعلام في عمومه حيث إن الدول الغربية المتقدمة تطرح مسألة الموضوعية والحقيقة والبحث عن الحقيقة في المجال الإعلامي بطريقة ملحة والمختصون منكبون في هذه المسألة حيث يؤثر ذلك في الصحافة عامة، كما ناقشت وضع الصحفي وما يتوجب عليه من اجترار الحقيقة أو بنائها، حيث إن الموضوعية يجب أن تكون قيمة ثابتة يستند عليها الصحفي في عمله إلا أنها أصبحت قيمة متحولة، حيث أن لكل شخص نظرة للحقيقة تختلف عن الآخر تنتج عن عدم الموضوعية التي يتطرق إليها بعض الصحفيين، و تحدث أيضا عن تطور صور المرأة كصحفية أو كإعلامية، مؤكدة على وجود خلط بين المهنة الصحفية والإعلامية، وقالت بأن الإعلام العربي تطور في شكله ولم يتطور عموما في مضمونه حيث بقي يشتق نفس المفاهيم ونفس المصطلحات ولكن باعتماد تكنولوجيات حديثة إنما المفاهيم أصبحت تقليدية والمثال على ذلك أن صحافة المواطن في كل البلدان التي تطورت فيها الصحافة والتي نحاول محاكاتها أو استقاء بعض المعلومات منها ونتدرب بها نرى أن صحافة المواطن تطورت بطريقة كبيرة وأصبح المواطن مصدرا من مصادر الأخبار المهمة جدا في مؤسساتنا الإعلامية لكننا نعتقد بالمقابل أن هذه الصحافة شبه مغيبة وبالتالي فإن المواطن لم يصبح يشكل مصدرا مهما للأخبار.
ويقول عميد كلية الإعلام في جامعة الوسيلة للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور عوض إبراهيم عوض، “بأن المرأة العاملة لازالت تعاني من النظرة الدونية لها خاصة المرأة العاملة في مجال الإعلام، فرجال الدين المتطرفون على سبيل المثال يقللون من شأن المرأة وأهليتها للقيام بهذا الدور، إلى جانب صراعاتها الخاصة مع الأسرة التي تساهم بشكل كبير في نجاحها أو فشلها كالإنتقادات الأسرية التي تواجهها حول الظهور أمام شاشات التلفاز وتأخرها خارج المنزل لساعات طوال، كما تحدث عن أجزاء الإعلام من صحافة وتلفزيون وإذاعة وإنترنت وأنها تتطور بشكل كبير، وتحدث عن نظرة المجتمع للمرأة قديما وحديثا وما تواجهه من تحدي إثبات بأن الفكر هو الأساس في المجال الإعلامي وليس المظهر، واتهام الرجال للإعلاميات بأنهن أقل شأنا، وتحدي التعامل مع الأخطاء الصحفية حيث إن المرأة تحتاج إلى تطوير قدراتها ومهاراتها الإعلامية في يتعلق بالصياغة ومهارة الكتابة، والخروج من قوقعة الإسم المستعار وهذا يتطلب المزيد من الثقة، كما أكد على أن الكثير من النساء أصبحن يتأثرن بهذه الانتقادات فيحاولن التغيير للتماشي مع النظرة المجتمعية فنجد أن البعض يلجأن إلى تغيير المظهر الخارجي فيما يبقى الفكر أسيرا للمعتقدات القديمة.