الفجيرة نيوز- (محمود علام) عندما تتوقف الذاكرة عند محطة الدورة الثالثة للمهرجان، والتي انعقدت في ديسمبر 2007 لا بد لها أن تلتقط إشارات مهمة واكبت فعالياتها، التي منحت إمارة الفجيرة شارة النجاح في التخطيط والتنظيم لمهرجان دولي ألقى الضوء إلى لون صعب من فنون المسرح، وأعاد الحيوية والاهتمام إلى كيانه وبث الحماس في المشتغلين به من أهل الإبداع تمثيلا وإخراجا وتأليفا.
ومن أهم هذه الإشارات المحفورة في سجل ذاكرة المهرجان ذلك التكريم المستحق الذي ناله صاحب السمو حاكم الفجيرة من قبل المنظمة العالمية للملكية الفكرية حيث تلقى سموه في حفل الافتتاح “جائزة الإبداع” للعام 2007 و الميدالية الذهبية تقديرا وعرفانا بما قدمه سموه عربيا وعالميا من دعم للثقافة والفكر والفن عبر مهرجان الفجيرة للمونودراما الذي يعد من المعالم الفكرية والفنية لإمارة الفجيرة خاصة ودولة الإمارات عامة في ظل ما ناله المهرجان من اهتمام عالمي متزايد.
وقد جاءت عروض الدورة الثالثة معبرة بالفعل عن معنى العالمية التى بلغها المهرجان رغم قصر المدة بين انطلاقته عام 2003 وبين عام 2007موعد اللقاء الثالث لمبدعي المونودراما في العالم، وبمراجعة سريعة لما تم تقديمه في تلك الدورة يمكن القول بأن المهرجان استطاع وبجدارة أن يخاطب العالم أجمع من خلال لغتين مهمّتين، هما ( لغة النص، ولغة العرض، حيث نجد حضورا ممتدا من شرق العالم مثله عرض (من أنا) للفنان كوزومي كاواموتو القادم من بلاد التكنولوجيا (اليابان)، مرورا بالعرض الإيراني “سر الحب” للمؤلفة والمخرجة فرح مقصودي، وصولا إلى أوروبا في الغرب والتي مثلها عرضان هما : شابلن (من بريطانيا)، والحياة في صناديق الورق المقوى (من بلغاريا).
وإلى جانب هذه العروض الأربعة الأجنبية جاءت المشاركة العربية بشكل أكبر وأوسع عبر 9 عروض منها العرض الإماراتي (فانوس) تأليف محمد سعيد الضنحاني وإخراج حسن المؤذن وتمثيل عبدالله مسعود.

مع تواصل دورات المهرجان كانت درجات الصعود تتزايد بعد تقييم إدارته لما أسفرت عنه كل دورة سابقة حيث اكتشف المنظمون أن الدورتين السابقتين أكدتا ضرورة إنشاء مبان مسرحية تدعم هذه التظاهرة الدولية، فقامت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بإعادة تأهيل مسرح جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح وتزويده بأحدث الأجهزة والمواصفات ليتناسب مع هذا الحدث، إلى جانب تأسيس مقر جديد لبيت المونودراما «مقر الهيئة العالمية للمسرح»، وإنشاء قاعة مزودة بكافة المواصفات الحديثة تتسع لـ 500 شخص، وبناء قاعة أخرى لاستقبال كبار الضيوف والشخصيات البارزة، وإعادة بناء القرية التراثية بجانب المسرح لإبراز التراث الإماراتي العريق أمام ذلك الحضور العالمي الكبير.

إضاءات:

الأفخم …سفير المونودراما

خلال الدورة الثالثة سئل المهندس محمد سيف الأفخم مدير المهرجان عن لقب “سفير مهرجان المونودراما” الذي اشتهر به بين الإعلاميين فكان جوابه: ”
ـ يعود إطلاق هذا اللقب إلى اختياري للقيام بجولة لأهم الدول لتوجيه دعوات لشخصيات ثقافية ومسرحية عالمية لحضور فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما حيث كانت المحطة الأولى هي دولة تونس لدعوة الدكتور المنجي بو سنينة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة(الأليسكو) ومنها كان توجهي إلى باريس لدعوة الاستاذ مختار طالب مدير عام معهد العالم العربي، ثم إلى بروكسل لدعوة دومينيك لوكيور السكرتير العام (FIA) للاتحاد الدولي للممثلين ، كما قمت بزيارة إلى لندن لدعوة توماس بولمي رئيس الاتحاد الدولي للممثلين.