لن تقتصر الإثارة المتوقعة على مباريات كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022، وما يمكن أن تقدمه المنتخبات الـ 32 المشاركة في «المونديال» فحسب، بل إن هناك إثارة من نوع آخر، تتمثل في 9 متغيرات جديدة ستشهدها النسخة 22 من البطولة الأكبر والأهم والأشهر في عالم بطولات «الساحرة المستديرة». 

ورغم أن كرة القدم عموماً، قد اعتادت على متغيرات عدة وتعديلات شتى في مجمل مفاصل منظومتها القانونية والتنظيمية والفنية، وطوال عقود زمنية عدة، إلا أن المتغيرات الـ 9 الجديدة، تبدو فعلاً حاسمة في تأثيرها المباشر على مسار اللعبة الشعبية الأولى في العالم.

لأول مرة

وتتمثل المتغيرات الـ 9 الجديدة، التي سيتم تطبيقها لأول مرة في «مونديال» 2022، بالمتغير الأول، المتعلق بزيادة عدد تبديل اللاعبين المسموح به إلى خمسة تبديلات لكل منتخب، وهو المتغير الذي يتم تطبيقه عملياً لأول مرة في كأس العالم، رغم أنه مطبق في بطولات قارية، وفي دوريات عدة، ما يمنح الفرصة لأكبر عدد ممكن من اللاعبين للمشاركة والظهور في البطولة الأكبر في كرة القدم العالمية، وتوفير خيارات أفضل وأكثر أمام مدربي منتخبات «المونديال».

75 ثانية

أما المتغير الثاني، فيتمثل في «semi-automated offside technology»، أي استخدام تقنية الكشف عن التسلل، وذلك بهدف توفير الكثير من الوقت والجهد، ومنح الدقة في تحديد وحسم الحالات المشكوك فيها خلال أقل من 75 ثانية، وبما يقضي على «جدال» الأهداف المسجلة نتيجة القرارات التحكيمية الخاطئة، خصوصاً وأن التقنية الجديدة سيتم تنفيذها من خلال استخدام ما لا يقل عن 12 «كاميرا».

22 جزءاً

المتغير الثالث يتمثل في استخدام ما يعرف بـ «الكرات الحساسة»، المتطورة جداً، والمزودة بحساسات عالية الدقة، تزداد دقتها مع استخدام تقنية الكشف عن التسلل التي تتيح مراقبة 22 جزءاً في جسم اللاعب في أرضية الملعب، وإرسال تلك المعلومات إلى غرفة الـ «var»، ثم إرسالها إلى حكم المباراة في غضون ثوانٍ معدودات.

55 لاعباً

ويتمثل المتغير الرابع بـ «القائمة الموسعة»، «expanded roster»، وهو المتغير الهادف إلى رفع قائمة لاعبي كل منتخب مشارك في «مونديال 2022» من 35 إلى 55 لاعباً، ما يفتح الفرصة أمام ظهور نجوم جدد، وزيادة مستويات الإمتاع الجماهيري خلال المباريات، ومواجهة الظروف الطارئة المتعلقة بإصابة أي من اللاعبين.

زيادة التركيز

أما المتغير الخامس، فيتمثل في إلزام حراس المرمى بحتمية الوقوف فوق خط المرمى عند تنفيذ ركلة الجزاء، وذلك بهدف القضاء على الحركة المعتادة التي غالباً ما يقوم بها حراس المرمى حالياً قبيل وأثناء تنفيذ الركلة من قبل اللاعب المنافس، وبما يقود إلى زيادة تركيز اللاعب المنفذ، وتقليل مستويات «التشتيت» التي يسعى إليها الحارس أثناء عملية تنفيذ الركلة.

تفوق المرأة

ويتعلق المتغير السادس من المتغيرات الـ 9 التي سيتم تطبيقها لأول مرة في «مونديال 2022»، بالاستعانة بحكمات نساء لأول مرة في تاريخ بطولة كأس العالم للرجال، وهي فرصة كبيرة كي تثبت المرأة تفوقها في ميدان عالمي بحجم وقيمة بطولة كأس العالم لكرة القدم، فيما يتمثل المتغير السابع بإقامة 4 مباريات في يوم واحد، ما يضمن مشاهدة أكبر أمام عشاق «الساحرة المستديرة».

حاويات الشحن

أما المتغير الثامن، فيتعلق بتنظيم النسخة 22 من «المونديال» في فصل الشتاء لأول مرة في تاريخ كأس العالم، وهو المتغير غير المسبوق في تاريخ البطولة التي دائماً ما تقام في فصل الصيف، فيما يتمثل المتغير التاسع ببناء ملاعب ذات مقاعد قابلة للتفكيك بالكامل بعد انتهاء البطولة، كونها مشيّدة من حاويات الشحن البحري، كما الحال مع ملعب «رأس أبو عبود».

منظومة اللعبة

من جانبه، لفت فيصل القاسم، الناقد الرياضي الإماراتي، إلى أن بطولة كأس العالم لكرة القدم غالباً ما تحفل بكل ما هو مثير وجديد ومتغير في مختلف مفاصلها، معتبراً المتغيرات الـ 9 التي ستشهدها النسخة 22 في قطر 2022، أمراً متوقعاً في ضوء نهج التطوير الذي دائماً ما يُنفذ في منظومة اللعبة ومنذ عقود من الزمن.

المستجد الأهم

وأشار القاسم إلى أن المستجد الأهم والمتغير الأكبر بالنسبة لنا كعرب، هو أن بطولة كأس العالم تقام لأول مرة في ضيافة بلد عربي خليجي، هو قطر، معتبراً ذلك، سابقة تاريخية مهمة، مشيراً إلى أن «مونديال 2022»، سيكون في المتناول ومتاحاً أمام أبناء دول الخليج العربي كافة لقربها من قطر، وسهولة التنقل جواً وبراً بين بلدان منطقة الخليج العربي.

مراجعة وتعديل

وأعرب وليد محمد الشبيبي، خبير القوانين والمنازعات الدولية الرياضية، عن قناعته بأن «الساحرة المستديرة»، لم تعد لعبة الفقراء، معللاً قناعته بإجراء متغيرات وتعديلات ذات مؤشرات اقتصادية واضحة، لافتاً إلى أن قوانين كرة القدم ذات طابع فني، لا بد وأن تخضع للمراجعة والتعديل، فيما المتغيرات ذات بُعد تنظيمي يستهدف النهوض بمختلف مفاصل اللعبة من قبل الجهة المعنية بذلك، الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

نقلة كبرى

وأشار الشبيبي إلى أن المتغيرات الـ 9 التي سيشهدها «مونديال 2022»، تشكل نقلة نوعية كبرى في مسار كرة القدم، ومحطة فارقة في تاريخ اللعبة، منوهاً إلى أن تلك المتغيرات ستفتح آفاقاً جديدة باتجاه القناعة بأن «الساحرة المستديرة»، لم تعد مجرد لعبة ذات جماهيرية واسعة فحسب، بل إنها صارت علماً قائماً بذاته، بحاجة شبه دائمة إلى المراجعة والمناقشة والتقييم المستمر من قبل القائمين على شؤونها، والمتحكمين في مسارها، مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (إيفاب)، المسؤول عن سن القوانين، والاتحاد الدولي (فيفا)، المعني بالجوانب الفنية والتنظيمية، بالشراكة مع الاتحادات الوطنية من مختلف قارات العالم.

البيان