الفجيرة نيوز- (من محمود علام و بدرية الذباحي) كانت الندوة الفكرية حول :”المونودراما بين المصطلح والحداثة والتي نظمت صباح الاثنين 23 يناير في فندق ميرديان العقة ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الفجيرة للمونودراما محلا للتحاور والنقاش حيث تبادل فيها المتحدثون والمشاركون افكارهم ورؤاهم حول الفن الذي اتفق الجميع على أنه اللون الصعب من فنون المسرح كما أتفقوا على أهمية حضوره في الساحة الفنية والثقافية العربية، وهو ما يسعى القائمون على مهرجان الفجيرة إليه عبر ترسيخ هذا الفن بكل ما فيه من فكر إبداعي وأداء غير تقليدي.
وشارك في الندوة التي أدارها الفنان عبد العزيز السريع عدد كبير من ضيوف المهرجان الذين تداخلوا بتفاعل واضح مع المتحدثين الرئيسيين وهم : الفنانة نضال الأشقر، والكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن والكاتبة السعودية الدكتورة ملحة عبد الله، والكاتب العماني اللدكتور عبد الكريم جواد.
وفي تقديم جاذب للمتابعين وكلهم من أهل الفكر والفن والثقافة قال السريع:
يقول أحد النقاد الفرق بين المسرح و كرة القدم أن الكرة معروفة بين الناس الذين تآلفوا معها فكان لها جمهورها المتزايد. ثم قدم مدير الندوة الفنانة نضال الأشقر فقالت في بداية حديثها : نحن هنا في مهرجان المونودراما الذي يجمع نخبة كبيرة من أهل الفكر و الفن الذين يؤمنون بالمسرح كأداة للتعبير عن مسرح الجماعة، المسرح الذي يحتاج إلى جمهور من ممثلين على الخشبة، و جمهمور آخر في الصالة، ممثلون على الخشبة يقدمون ذواتهم الخاصة و الحميمية ، إلى جمهور في صالة أو باحة او ساحة يشاركهم و يشاركونه لحظات لا تعاد و لا تتكرر، لحظات تحفظ في الذاكرة إلى الأبد ، يشاركونهم اختبارا جماليا فنيا ثقافيا جماعيا عبر التواصل الإنساني المباشر وهذا ما يميز هذا الفن الرفيع و هذا المسرح الكبير يتعاطى بكل المشكلات الإنسانية و المجتمعية .
واشارت إلى مسرح الممثل الواحد بقولها: إن المسرح الكبير يتعاطى بجدية مبتكرة و بكل الحيل المسموحة، داخل هذا المسرح يوجد ممثلون وموسيقيون و فنيون داخل النسيج أما فن الموندراما فيقوم به لشخص واحد ينغلق على نفس ويكون مسرحه حميميا يفتح الجدار الرابع ليقدم عملا وحيدا يكون في الحقيقة نابعا من الحكواتي.
وفي حديثه أمام حضور الندوة قال د. عبدالكريم بن علي بن جواد:
تذهب القواميس الغربية إلى تعريف المونودراما بأنها عرض مسرحي او اوبرالي أحادي يؤديه ممثل واحد او ممثلة يعاضده صامتون او جوقة ثم تتحدث القواميس عن اشتهار هذا الفن في العديد من الدول الاوربية في المانيا ما بين عامي 1775 – 1780 على يد جون كريستيان و تشير إلى ان المصطلح يرجع أحيانا إلى الميلودراما. وأضاف : إن بعض المسرحيات الكلاسيكية المشهورة وكذلك المونودراما الاخلاقية الناصحة و تلك التي توظف الالغاز والغرائب وتلك التي عرفت بالدراما الريفية على النقاد اعتادوا ان يشيروا إلى كتابات صمويل بيكيت وانتوان تشيكوف على أنها وجه المونودراما الحديثة .
وأشار جواد إلى أنه في الدراسات النقدية الحديثة يؤكد العديد من الباحثين ان الحداثة في المسرح ترتبط بتحرر المسرح الواقعية المباشرة، وبتوجيه نحو مذاهب متعددة كالرمزية والتعبيرية والمذاهب المنبثقة عنها والسريالية ومسرح القسوة و العنف و العبيثية و التغير الجوهري الذي حصل اثر ذلك أن الموضوعات تغيرت من القضايا الاجتماعية صراع الأنا مع العالم الخارجي الظاهر .
وأوضح جواد : لقد صار الفنان المسرحي يعتمد على تقديم رؤيته الداخلية الأشياء و احاسيسه المفخمة بها بالوسيلة والشكل اللذين يراهما اقدر على التوصيل بغض النظر عن واقعتيهما أو مدى اقترابهما من المدارك السينمائية المتعارف على مدلولاتها والمتفق على مضامينها أنها تمرد على لغة النص المسرحي من لغة جامدة او مقعرة او تقليدية إلى لغة متفجرة معطاءة .
وينتقل الحديث إلى الدكتورة ملحة عبد الله فتستهله بقولها: لقد نقلنا المسرح عن أوروبا كاستجابة ضرورية لمطالب حركة البعث الثقافي ورغبة التواصل مع المفاهيم العلمية والفنية للنهضة الاوروبية، وتأثرا بها وإذا أردنا التعرف على مصطلح “المونودراما” وفقا للغة العربية فهو : دراما الشحصية الواحدة لكن ذلك لا ينم عن تفاعلية تنضح عما بداخله من خصائص ومميزات.
وفي محاولة لتفسير المسميات قالت عبد الله: إن الشخصية في المونودراما تقع تحت تاثير ازمة ما عن طريق السرد فاذا جسد الممثل (الشخص) عدة ادوار فإن ذلك يخرج بالعرض من دائرة مسرحية الشخصية الواحدة إلى دائرة دراما الشخص الواحد، وهو المصطلح الأقرب لما جاء به فنانون ونقاد بتعريفهم هذا اللون بأنه مسرحية الممثل الواحد.
واختتمت ملحة ورقتها البحثية حول المونودراما بالقول: إن الخلط في المصطلح خلق مسوخا مشوها من فن المونودراما في الوطن العربي حيث تبدو في أغلب الأحيان منولوجات وخواطر لا تحتوي على الدراما وهذا يرجع إلى تعويم المصطلح بشكل لايحدد ملامحه كلون إبداعي منشود.
وفي حديثه قال الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن : إن الاتجاه إلى فن المونودراما هو أمر طبيعي فرضته الأوضاع المسرحية والعامة مشيرا إلى أن تأصيل فن المونودراما ضرورة لارتباطه التاريخي بفن الحكواتي، وهو فن جميل كما يجب أن نسعى دائما لتأصيل دور المسرح في مجتمعاتنا.
وفي مداخلة للمهندس محمد سيف الأفخم مدير المهرجان تحدث عن المراحل التي مر بها مهرجان الفجيرة منذ كان فكرة مرورا بما تم في دورته الأولى وانطلاقته ونجاحه واستمراره على مدى عقد من الزمان.
وأضاف: لقد وجدنا أن الوطن العربي يفتقر إلى فعالية ثقافية فنية تكون فرصة للتلاقي حول لون من ألوان الفنون فاخترنا المونودراما التي استعادت بعد ظهور مهرجان الفجيرة بعضا من البريق والاهتمام في عدد من الأقطار العربية مثل العراق وتونس .
وجرت مداخلات أخرى شارك فيها الفنانون والكتاب : سميرة عبد العزيز، وأسعد فضة، ومحمد المنصور، ورفيق علي أحمد، ورشا عبد المنعم وحاتم السيد وغيرهم.