الفجيرة نيوز- أكد المشاركون في ندوة حول المسرح العالمي أقيمت صباح الخميس 26 يناير الجاري ضمن فعاليلت المهرجان على الدور الذي لعبه مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في توجيه الاهتمام إلى المسرح المونودرامي علاوة على ما حققه من تعريف مسارح العالم وفنانيه بالثقافة العربية من خلال تبادل الزيارات في الفعاليات الفنية التي تقام على مدار العالم ومن أبرزها مهرجان الفجيرة الذي يستقطب إهتماما كبيرا من مسرحيي العالم وفنانيه وكتابه .
ففي الندوة الصباحية التي أدارها المهندس محمد سيف الأفخم والتي جمعت بين توبياس بيانكون المدير العام للهيئة الدولية للمسرح والفنانة الليتوانية بيروتي مار والفنانة البولندية جولانتا جوز كيويتش وشارك فيها الفنان البولندي فاسلاف جيراس مدير أقدم مهرجان للمونودراما في العالم دارت الأحاديث حول مسرح المونودراما في العالم وأهميته للمجتمعات.
وأكد توبياس بيانكون المدير العام للهيئة الدولية للمسرح في حديثه خلال الندوة على أهمية قيام المسرحيين العرب بالتواصل وبشكل مباشر مع العالم من خلال المونودراما لافتا أن ثمة ضرورة من أجل التعريف بالمسرح العربي الذي وجد فيه تطورا ملحوظا في المونودراما التي يشاهدها عموما في بعض المهرجانات وتحديدا مهرجان المونودراما، إذ أنه من الظلم تقديم مسرح جيد لا يراه الآخر، مستعرضا بعض التجارب المسرحية الغربية ومنوها أن المسرح الانكليزي على سبيل المثال يدعم المواهب الشابة، ويحاول إيصال رسائهلم الفنية والفكرية بمختلف الوسائل المتاحة بهدف إنتاج مسرحي متميز، مشيرا إلى أن تجربة المسرح الانكليزي تعتبر لافتة في هذا السياق ومستعرضا حال المونودراما الفرنسية أيضا واصفا اياها بأنها نخبوية ومختلفة عما هي في ألمانيا مثلا التي تهتم بأن يصل المسرح لكل فرد مهتم بالمسرح إذ أن مسرحهم يخاطب شرائح اجتماعية أوسع، وأشار توبياس ان المسرح يجب ان يصل للجميع حتى يحقق المراد منه طالبا من كل المسرحيين العرب القدوم بأعمالهم الى أوروبا والانفتاح على العالم فهي الطريقة الامثل من أجل الترويج لأفكارهم وفنهم المستقبلي .
وتحدثت الفنانة الليتوانية بيروتي مار فقالت: نحن محظوظون بالحضور إلى هنا لنقدم أعمالنا ونتعرف على جمهور المسرح في هذه المنطقة العربية التي سعدت بزيارتها قبل عشر سنوات وتحديدا في الدورة الأولى لمهرجان الفجيرة للمونودراما حيث قدمت عرضا لصموئيل بيكيت وقد أسعدني أن المسرح كان ممتلئا وكان فيه الكثير من العرب والقليل من الأوروبيين رغم أن المونودراما وقبل إنطلاق مهرجان الفجيرة لم تكن معروفة أو منتشرة عربيا أو بمعنى آخر لم تكن ذات شعبية مثلما هو الحال في الدول الأخرى.
وأشارت مار إلى أنها تفاجأت بعد عرضها الأول في المهرجان الأول بأن هناك تجاوبا سواء بالمشاركة المتنوعة أو الأداء وقالت : أستطيع الآن وفي هذه الدورة الخامسة أن أقول بصدق وثقة أن الأمور مختلفة كثيرا بعد أن أصبح التواصل قائما بين الخشبة والجمهور ،والمهرجان ذاته أصبح منفتحا على العالم بغير حدود وهذا أمر مهم جدا للثقافة العربية ومن هنا تبرز أهمية المهرجان.
وفي حديثه خلال الندوة قال البولندي فاسلاف جيراس مدير أقدم مهرجان للمونودراما في العالم : إن مهرجان بولندا للمونودراما انطلق قبل 46عاما وهو بذلك الأقدم بين مهرجانات بولندا التي بلغت حاليا 96مهرجانا وفي العام الحالي لدينا 7مهرجانات عالمية في بولندا .
وأضاف: إن التواصل الذي قام به محمد الأفخم مدير مهرجان الفجيرة للمونودراما بحضوره لمهرجان بولندا كان مناسبة رائعة لنا للتعرف على الثقافة العربية والاقتراب من واقعها خصوصا بعد أن قدم الأفخم محاضرة جيدة حول المسرح العربي، وبعد أن نظمنا نحن يوما عربيا وقدمنا ضمن برنامج المهرجان عرضين عربيين للمرة الأولى في بولندا.
وأعلن جيراس عن اعتزام مهرجان بولندا إصدار 10كتب خلال العام الحالي ،7منها حول ممثلين بولنديين و3عن ممثلين من دول أخرى وذلك تحقيقا للتواصل والمعرفة بين جموع المسرحيين في العالم، كما نشرنا حديثا كتابا يتحدث عن المونودراما جمعنا فيه 68 وجهة نظر في تحليل المونودراما وتعريفاتها.
وتواصلت الندوة حول المسرح العالمي بحديث الفنانة يولانتا جوزكيوتيش التي سردت جانبا من مسيرتها الفنية في بولندا واستراليا حيث إشارت إلى أن وجودها وإقامتها في استراليا شكل بالنسبة لها عاملا مهما في اكتساب المعرفة بشكل كبير حيث تعيش فيها جاليات تنتمي إلى 200 ثقافة وهو ما اعتبرته بمثابة بوتقة تنصهر فيها كل الثقافات من أجل الوصول بالعالم إلى حالة من الفتفاهم الدائم الذي يعزز السلام العالمي.
وحول وجودها في مهرجان الفجيرة قالت جوزكيوتيش:لقد اعجبتني أجواء مهرجان الفجيرة الذي أحضره للمرة الأولى وقد استفدت كثيرا من تعرفي على الثقافة العربية عن قرب وأخطط حاليا لعروض مستقبلية خاصة بي تكون منطلقة من الثقافة العربية التي أحترمها وأقدرها.

( تصوير : محمد سليم البلوشي)