نفقت أعداد كبيرة من 14 نوعا من الأسماء في ميناء درنة البحري، على الساحل الليبي الشرقي، في ظاهرة تكررت كثيرا مؤخرا.

ووفق باحثين في العلوم البيئية والبحرية تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن هذه الظاهرة قد تعود لتغيرات المناخ أو زيادة نسبة الأمونيا في المياه أو النشاط البشري السيئ، أو لأسباب طبيعية.

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا مقطع فيديو يظهر نفوق أعداد كبيرة من الأسماك في حوض ميناء درنة البحري.

ويرجح عميد بلدية درنة عبد المنعم الغيثي أن السبب قد يكون تقلب المناخ هذه الأيام والتيارات القوية وتسرب الصرف الصحي، ما أدى لاختناق الأسماك وتجمعها داخل الحوض.

وحتى اللحظة لم يعتمد السبب الرئيسي لنفوق الأسماك، وبانتظار نتائج التحاليل، بحسب الغيثي.

تلوث أم تغير مناخي؟

من جانبها، أصدرت منظمة العلوم والأحياء البحرية بيانا بالواقعة، جاء فيه أنه من المرجح أن يكون نفوق الأسماك ناجما عن تلوث مياه حوض ميناء درنة بمياه المجاري.

ونفق 14 نوعا من الأسماك هذه المرة، بينما تشير التحريات الأولية لوجود نسب عالية من مادة الأمونيا السامة في الحوض، فيما تم أخذ عينات إلى مدينة البيضاء المجاورة؛ لإجراء التحاليل في الواقعة التي تهدد الأمن البيئي البحري، كما جاء في البيان.

ويعلق مدير مركز بحوث الأحياء البحرية فرع بنغازي، عصام فقيه، بأنه تم تبليغ المركز والتحقيقات مستمرة، لافتا إلى أن مثل هذه الواقعة قد تكون بأسباب طبيعية أو خطأ بشري.

وتحدث أيضا عن أن ارتفاع درجة الحرارة يزيد نمو الطحالب التي تستهلك الأوكسجين، الأمر الذي يؤدي لنفوق الكائنات البحرية.

تأثير الأمونيا

وعن مادة الأمونيا التي رصدها بيان منظمة العلوم والأحياء البحرية، تقول الدكتورة جهاد إسماعيل، الباحثة في أمراض الأسماك:

  • الأمونيا من أكثر المواد السامة التي تؤثر على الأسماك إذا ما صاحب وجودها في الماء ارتفاع في درجة الحرارة التي تغير خصائصها، وتجعلها تؤثر على قدرة الخياشيم على استخلاص الأوكسجين.
  • تأثير هذه المادة قد يكون سريعا للغاية، وتتسمم الأسماك بشكل مفاجئ، أو يظهر خلال أيام قليلة.
  • يبدأ الأمر بأن الأسماك تطفو على سطح المياه، وتفتح فمها سعيا للحصول على الهواء.
  • يتحول لون الخياشيم للأحمر أو الأرجواني كأنها تنزف.
  • تفقد الأسماك شهيتها وتصبح مجهدة وتقل قدرتها على الحركة.
  • تتدهور حالة الأسماك، وتظهر البقع الدموية على الجسم التي تتطور لنزيف وفي النهاية تموت.

نسبة الأمونيا في المياه

أما ما يزيد نسب الأمونيا في المياه من الأساس، فترجعه الباحثة إلى:

  • الكثافة السمكية بالنسبة لمساحة الحوض المستخدم في استزارع الأسماك.
  • استخدام نظام غذائي فيه محتوى عالٍ من البروتين وبكمية زائدة عن احتياجات الأسماك.
  • تراكم وتحلل المواد الإخراجية للأسماك، والغذاء الذي يتم تناوله من الأسماك.
  • استخدام مواد كيميائية تحتوي على الأمونيا، أو تواجدها في مصدر المياه المستخدم للمزرعة.
  • انخفاض نسبة الأوكسجين الذائب في الماء.

ثروة هائلة مهدرة

وتحظى ليبيا بثروة ضخمة من مئات الأنواع من الأسماك والكائنات البحرية، لامتلاكها سواحل بطول 1900 كم على البحر المتوسط.

غير أن هذا القطاع أخذ دوره من الضرر الناجم عن الفوضى الأمنية وسيطرة الميليشيات على الكثير من الشواطئ بعد عام 2011، بأن استسهل صياديون اللجوء للديناميت والتفجيرات لصيد أكبر كمية من الأسماك في وقت قليل بطريقة الصعق، وفق شكاوى محلية وتقارير إعلامية.

وهذه الطرق تستنزف المخزون السمكي، إضافة لأن مخلفات المتفجرات تسبب حوادث دامية للسكان.

سكاي نيوز عربية