
أكد سياسيون وخبراء مصريون على أن دولة الإمارات العربية المُتحدة، تقوم بدورٍ مُهم الآن في دعم مصر خلال المرحلة الحالية، لا يقل أهمية عن دورها البارز في حرب أكتوبر، والمواقف التاريخية للمغفور له باذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وموقفه الذي كان أحد عوامل النصر في الحرب، إذ عضد من موقف مصر بدعمٍ سياسي واقتصادي قوي، ودفع الدول الغربية؛ لإعادة مراجعة موقفها من أحداث الحرب.. وهو الموقف الذي يتكرر الآن، إذ أن مصر تخوض حربًا ضد الإرهاب، وتشهد دعمًا عربيًا مُهمًا.
وثمَّنوا الزيارة الجليلة التي قام بها مستشار الأمن الوطني الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، إلى القاهرة مساء الأحد، على رأس وفد من دولة الإمارات العربية المتحدة، يضم وزير الدولة سلطان بن أحمد سلطان الجابر، وسفير دولة الإمارات بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية محمد بن نخيرة الظاهري، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة في الإمارات؛ للمشاركة في احتفالات المصريين والقوات المسلحة بالذكرى الأربعين لنصر أكتوبر.
دور مهم
ولفت ممثل التيار اليساري بلجنة الخمسين (المخولة لتعديل دستور العام 2012) القيادي بحزب التجمع حسين عبدالرازق، إلى الدور «المهم» الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم مصر، مُثمنًا زيارة مستشار الأمن الوطني الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، وحضوره فعاليات الاحتفال بنصر أكتوبر، قائلًا: «تأتي الزيارة تأكيدا على الدور الإماراتي التاريخي، والذي كان حاضرًا بقوة إبان حرب السادس من أكتوبر، وكان أحد أبرز عوامل النصر».
وتابع: إن «الزيارة جاءت تأكيدًا على وقوف الإمارات بجانب الشقيقة الكبرى مصر في وقت الأزمات، ودعم السلطات والشعب المصري الآن لتحقيق مطالب الموجة الثانية من ثورة يناير في 30 يونيو».
من جهته كتب البرلماني السابق الكاتب الصحفي مصطفى بكري عبر صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك»، مثمنًا التحية التي قدّمها وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد لمصر خلال احتفالاتها بنصر أكتوبر، قائلًا: «عندما يقول الشيخ عبدالله بن زايد مهنئًا المصريين بنصر أكتوبر ويقول أشعر أنني مصري، فنحن نقول له نحن نشرف بأنك وآل زايد جميعا مصريين عرب حتى النخاع، بالضبط كما نشعر نحن بأننا إماراتيون..
نحن جميعًا يا شيخ عبدالله أبناء لأمة واحدة، فقط الحدود هي التي تحد من تواصلنا الجغرافي.. لقد أخلصتم لرسالة الوالد العظيم حكيم العرب الشيخ زايد، الذي مازلنا نذكر دوره العظيم وكلمته الخالدة: (النفط العربي لن يكون أغلى من الدم العربي)».
تعزيز الجيش
وفي السياق ذاته، لفت نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان عبدالغفار شكر، إلى الدور القوي الذي لعبه المغفور له باذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في دعم وتعزيز صف الجيش المصري، حتى قبل العام 1973.
مؤكدًا على أن لزايد أفضالًا عظيمة على المصريين، فقد دعم مصر بالمساعدات الاقتصادية والمعنوية عقب نكسة العام 1967، وأسهم في إعادة بناء الجيش عبر تلك المساعدات المهمة، التي قوت من شوكة القوات المسلحة، وجعلتها تُحقق نصرًا مستحقًا في السادس من أكتوبر.. مثمنًا في تصريحات خاصة لـ«البيان»، الدور الذي تلعبه الإمارات الآن جنبًا الى جنب في دعم مصر، وهو الدور الذي يأتي استمرارًا لدورها التاريخي في مساندة شقيقتها الكبرى مصر.
كلمة خالدة
من ناحيته لفت المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة اللواء علاء عزالدين محمود، إلى الكلمة الخالدة التي قالها المغفور له باذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وهي: «البترول ليس أغلى من الدم العربي»، مؤكدًا على الدور التاريخي الذي قام به لدعم مصر.
موضحًا أن حرب أكتوبر كانت أفضل فترات التلاحم بين الأمة العربية، وقد قدّم المغفور له الشيخ زايد دعمًا تاريخيًا لمصر ولجيشها عقب أن تم وقف البترول للدول المؤيدة لإسرائيل، ما شكل ضغطًا كبيرًا عليها، جعل المجتمع الدولي يعيد تقويم موقفه من الحرب، ويحاول أن يجد صيغة لحل سلمي.
وبدوره، لفت مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية والاستراتيجية د. سعدالدين إبراهيم، إلى اللفتة الطيبة التي قام بها المصريون لما رفعوا أعلام دولة الإمارات بميدان التحرير خلال الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر، فضلًا عن رفع صور قادة الإمارات، مُثمنًا زيارة الشيخ هزاع الأخيرة، والتي أكدت على العلاقات التاريخية المتينة بين البلدين.
دور تاريخي
ذكر أحد قادة حرب أكتوبر اللواء أركان حرب نصر سالم (الرئيس الأسبق بجهاز الاستطلاعات بالمخابرات الحربية) الموقف «التاريخي» للمغفور له باذن الله الشيخ زايد والملك فيصل في حرب أكتوبر، على اعتبار أنه «ملحمة تاريخية بارزة لن ينساها العرب أبدًا»، مؤكدًا على عظم هذا الدور الرائد.
أما سكرتير عام حزب الوفد حسام الخولي، فاستطرد قائلاً: إن «زيارة الشيخ هزّاع بن زايد للقاهرة، تأتي استمرارًا للدعم الإماراتي المقدم للقاهرة، وتأكيدًا على مساندة الجانب الإماراتي لمصر، موضحًا في السياق ذاته أن قادة الإمارات يستكملون مسيرة المغفور له باذن الله الشيخ زايد، وأن المصريين لا يستطيعون أبدًا أن ينسوا ذلك الرجل الذي دعم وساند مصر في فترات مهمة جدًا من تاريخها.
السفارة المصرية تحتفل بذكرى نصر أكتوبر
احتفلت السفارة المصرية في أبوظبي مساء أول من أمس، بذكرى مرور 40 عاما على حرب أكتوبر المجيدة، بحضور سفير جمهورية مصر العربية الجديد إيهاب حموده وملحق الدفاع العقيد أركان حرب ياسر صبري.
وحضر الحفل الذي أقيم في فندق انتركونتيننتال أبوظبي اللواء الركن سيف مصبح عبدالله المسافري رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة والشيخ علي الهاشمي المستشار الديني والقانوني لرئيس الدولة والشيخ عبد الله بن محمد بن بطي وكيل وزارة الخارجية والسفير الدكتور طارق الهيدان مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة وأعضاء السلكين الدبلوماسي العربي والأجنبي والملحقين العسكريين المعتمدين لدى الدولة وأبناء الجالية المصرية.
وقال العقيد ياسر صبري بعد عزف السلامين الوطنيين لدولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية في كلمته إن «حرب أكتوبر لعام 1973 أعــادت لمصــر والعــرب عزتهــم وكرامتهــم فهــي بحــق حرب العزة والكرامة في وقت بلغ فيه العدو الصهيوني الغاشم قمة صلفه وغروره».
وأضاف: «شكلت تلك الحرب نقطة تحول في تاريخ الفكر الاستراتيجي المعاصر وكانت سببا في إعادة تقييم الاستراتيجيات العربية والدولية وتم كل هذا في ملحمة عربية رائعة قادها الرئيس الراحل محمد أنور السادات وكان يعاونه على التوازي إخوانه من الحكام العرب ويأتي في مقدمتهم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الذي لم يبخل بأي جهد أو دعم معنوي ومادي للجيش المصري».
وقال «يجب هنا أن نذكر كلمته الشهيرة ( أن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي وأن لكل شيء قلب وقلب الأمة العربية هي مصر وكذلك المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية رحمه الله الذي أوقف تصدير النفط إلى الدول المؤيدة لإسرائيل».
ولفت إلى أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية ،حفظه الله ورعاه، تبرع بدمه وقاد حملة التبرع بالدم لصالح جرحى حرب أكتوبر.
– البيان